جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

نصائح سياحية:عدم التسرع في حجز رحلاتك يوفر لك المال

رع في حجز رحلاتك يوفر لك المال في "لعبة القط والفأر" بين شركة الطيران والركاب، ابق عينيك مفتوحتين سيمون كالدر- كاتب و صحافي

10٬955

عالم السياحة-مقالات: قبل أسبوعين، كتبتُ عن مدى صعوبة التنبؤ بأفضل وقت لشراء تذكرة طيران في عالم “التسعير المرن”. ذكرتُ أن النموذج المعياري لأسعار الرحلات الجوية ينطوي على تسعير يبدأ من مستوى منخفض نسبياً ولا ينفك يزيد تدريجاً وصولاً إلى تاريخ المغادرة.

ولكن اتصل بي زميل سابق يتسم بالاحترام ليعطيني مثلاً عن الوقت الأسوأ لحجز تذكرة الطائرة.

يسافر زميلي إلى “بريفيزا” في شمال غرب اليونان في وقت لاحق من يونيو (حزيران) الجاري، وحجز في يناير (كانون الثاني) الفائت رحلة العودة من مطار “غاتويك” جنوب لندن في وقت لاحق من الشهر الجاري أيضاً.

“لطالما أنجزت حجوزاتي للعطلة الصيفية قبل أشهر عدّة”، يكتب زميلي. إنه يدرك تماماً أن هذه الاستراتيجية تضمن أن المقعد مؤمن، ولكنها في المقابل تنطوي على مخاطرة تكبّد أموال أكثر من اللازم.

تستفيد شركات الطيران من هذا الأمر أحياناً، إذ تبيع التذاكر مبكراً بسعر مرتفع للأشخاص المضطرين إلى الحجز في تواريخ محددة.

تخطّت أجرة رحلة العودة التي دفعها زميلي لشركة “إيزي جيت” الـ700 جنيه إسترليني للشخص. ومع ذلك، قرَّر أحد الأصدقاء في الأسبوع الماضي مرافقته وحجز الرحلات نفسها. وكان سعرها أقل من 220 جنيهاً إسترلينياً.

يشعر صديقي بغضب يمكن تفهّمه. فقد دفع مقابل رحلة مدتها ثلاث ساعات إلى اليونان مبلغاً أكبر من تكلفة الرحلة الجوية بين لندن وسيدني ذهاباً وإياباً.

حتى بضع سنوات مضت، حافظت “إيزي جيت” على “ضمان السعر” الذي يسمح للركاب باستعادة فرق التكلفة (في شكل حسومات من تكلفة السفر مستقبلاً)، وذلك عندما تنخفض أسعار التذاكر عند المغادرة إلى أقل ما كانت عليه عند الحجز. عِبر تجربتي المحدودة، نجح ذلك الأمر بشكل جيد، على الرغم من أنه لم يُطبق على الحجوزات في حال “التخفيضات القصوى على المقاعد”.

لاحقاً، أسقطت شركة الطيران ذلك الخيار من أمام الجميع، لأنها على الأرجح تؤثِر التربّح على إضعاف علاقاتها بالعملاء.

لا يزال “ضمان السعر” سائداً لأعضاء نادي “إيزي جيت” ونظام “إيزي جيت بلس” المدفوع. يشكِّل الأخير، الذي يكلف 215 جنيهاً إسترلينياً سنوياً، استثماراً مفيداً ولا ريب، وإذا كنت تواجه ارتفاعاً في الأسعار وتعتقد أنها ستنخفض لاحقاً، فربما ترغب في التسجيل في نظام “إيزي جيت بلس”.

حتى إن لم تتدنَّ الأسعار، توفر “إيزي جيت بلس” مزايا إضافية للأعضاء، تشمل مكاتب مخصصة، وممرات سريعة عند نقاط التفتيش الأمني في بعض المطارات، وإمكانية انتقاء مكان الجلوس مجاناً، وحقيبة إضافية محمولة. إضافة إلى ذلك، ثمة ميزة أخرى كانت تُمنح مجاناً للجميع هي الحق في رحلة عودة مبكرة في اليوم نفسه، إذا توافرت مقاعد.

ولكن، سيرى ركاب “إيزي جيت” غير المنتظمين في النادي أو نظام “بلس”، أن دفع مبلغ 215 جنيهاً إسترلينياً إضافياً يشكّل طريقة باهظة للتأمين ضد انخفاض الأسعار الحاد.

إذاً ما هي أفضل استراتيجية بديلة بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في الموقف نفسه، بمعنى أن يكون لديهم رغبة في التأكّد من حجز الرحلات الجوية، في المقابل القلق من دفع مبلغ أكثر من اللازم؟

يكمن الحل في عدم الإصرار على الحجز المسبق. إذا كانت الأسعار تبدو مرتفعة بشكل شديد، استعد لمواجهة احتمال أن تختار رحلة أطول للوصول إلى وجهتك النهائية. وفي المقابل، انتظر إشعارات تطبيق “سكاي سكانر”    Skyscanner  التي ستًعلمك بانخفاض الأجرة إلى مستوى مقبول.

في “لعبة القط والفأر” بين شركة الطيران والركاب، يتوجّب عليك ألا تغمض عينيك.

في حال لم يجدِ ذلك نفعاً، ولم يتبقَّ إلا شهر على موعد رحلتك، انتقل إلى الخطة “ب” كحل أخير. إذاً، كن على علم أنك ستتمكَّن من السفر إلى “أثينا” أو “كورفو” أو “تسالونيكي” في اليونان بأجرة مقبولة أكثر. الرحلات الجوية كثيرة، من ثم لا تخضع لتقلبات الأسعار، كذلك تحدّ المنافسة من الأسعار المرتفعة.

سافر براً في الأمكنة التي تهبط فيه. تشكِّل الحافلات والقطارات والعبّارات في اليونان جزءاً من المغامرة. وبينما تتأمل في جمال شمال اليونان، تأكّد من وجود ما يكفي من المال في جيبك لتغطية نفقات النشاطات التي يحلو لك ممارستها، وتنعّم برحلة ممتعة.