جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

إجبار الماعز على تسلق الأشجار من أجل السياحة

هيلين كوفي "نائبة رئيس قسم "السفر @LenniCoffey

27٬018

عالم السياحة:تحقيقات :

كشف تحقيق أُجْري مؤخراً أن الماعز المغربيّة الشهيرة بتسلق الأشجار قد تكون جزءاً من عملية احتيال لجلب السياح.

ويشير التحقيق إلى أن مزارعين مغاربة لاحظوا أنّ السياح يتوافدون على طرق خارج مدينة مراكش لتصوير الماعز التي تتسلق بطبيعتها الأغصان السفليّة من أشجار “أركان”، فقرروا استغلال ذلك.

ويروي المصوّر البريطاني المدافع عن البيئة أرون دجيكوكسكي أنه سمع قصصاً عن مزارعين جلبوا رؤوس ماعز من مناطق مجاورة وأجبروها على تسلق الأشجار كي يتمكنوا من الحصول على قدر من المال من السياح مقابل تصويرها.

وقد اكتشف دجيكوكسكي الممارسة المزعومة أثناء إنجازه بحثاً حول حملة دعائيّة لوقف أماكن جذب السياح التي تُمارَس فيها القسوة على الحيوانات في جميع أنحاء العالم. وأوضح أنه “بعد أن لاحظ المزارعون اهتمام السياح بالماعز التي تصعد أشجار “أركان”، قرروا استغلال تلك الوضعية لكسب المال”.

وأضاف، “سمعت أنهم يقومون حتى بجلب الماعز من مناطق مجاورة وتثبيت بعض المنصّات على الأشجار، وهم يحفزون الآن الماعز على البقاء على الأشجار للحصول على المال من السياح مقابل أخذ الصور لها. وبالرغم من أن الماعز تتمتع برشاقة مذهلة في تسلّق الأشجار، إلا أنها عادة ما تظل واقفة في مكان واحد وتبدو مضطربة وبائسة. ويبدو أن جميع السياح الذين زاروا المكان انطلت عليهم تلك الخدعة، إذ كانت تغمرهم الفرحة والبهجة قبل أخذ الصور والسيلفيات”

ويضيف دجيكوكسكي أن الماعز عادة ما يجري تدويرها في منتصف اليوم وتعويضها بأخريات عندما يبدو عليها التعب. ولاحظ أن “الوقوف طوال الوقت لمدة نصف نهار، يعتبر عملاً شاقاً للماعز التي تبدو في عمومها في حالة سيئة وهزيلة”.

ومع أن المزارعين قد يزعمون أنهم يقومون بالاستفادة إلى أقصى حد من فرصة عمل متوفرة، إلا أن منظمات رعاية الحيوانات قلقة من أن تلك الممارسة ليست في صالح الماعز.

وتحدّث أيان وودهيرست، وهو مدير حملات المزارعين في منظمة خيريّة هي “حماية حيوانات العالم”، إلى “الإنبندنت”، مبيّناً أنّ “استخدام الماعز على الأشجار لأخذ الصور في مواقع سياحيّة، من شأنه أن يسبب للحيوانات كثيراً من الضغط والمعاناة، لاسيما إذا كانت غير قادرة على إيجاد ماء أو الاحتماء في الظل”.

وأضاف، “أنها قد تؤذي نفسها وهي تحاول أن تنزل من أعلى الشجرة فراراً من الحرارة أو لتروي ظمأها. ومن المؤسف أن هذا مثال آخر على تمويل السياح لممارسة القسوة على الحيوانات لمجرد الرغبة في الحصول على فرص لالتقاط صور”.

 “يجب أن يفكر السياح في مصلحة الحيوانات التي تُستخدم في نوع من الفرجة أو في أماكن جذب السياح، سواء أكانت حيوانات أليفة أو بريّة، والتوقّف عن دفع الأموال مقابل إيذاء الحيوانات وسوء معاملتها”.

واتّفق دجيوفري دينيس، الرئيس التنفيذي لـ”جمعية حماية الحيوانات في الخارج”، مع هذا الرأي، معرباً عن قناعته بأنه “من غير المقبول استغلال أي حيوان كان، خصوصاً استخدامها لأغراض الفرجة”.

وأضاف، “هذه التقارير تثير القلق وينبغي على السياح في المغرب أن يدركوا أن كل ما يرونه قد لا يكون حقيقيّاً. لذا، يتوجّب على السياح أن يفكروا مرتين قبل أن يقدّموا المال في أمكنة تستخدم الحيوانات في نشاطات سياحيّة. يجب أن يكون انشغالهم الرئيس على الدوام هو التأكّد من أن رعاية الحيوانات تحظى بالحماية”.