يحل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ضيفا عزيزاً وكبيراً على الأردن، في زيارة تحمل الكثير من المعاني والدلالات عن حجم العلاقة التاريخية والوطيدة بين البلدين الشقيقين. والتي انعكست من خلال الحفاوة الرسمية والشعبية الكبيرة بإستقبال سموّه منذ لحظة وصوله إلى أرض المطار. وكان في إستقبال سموه، أخاهُ جلالة الملك عبد الله الثاني، وشقيقه سمو الأمير فيصل بن الحسين، يرافقهما حشد رسمي رفيع المستوى. في حين أنّ طبيعة الوفد رفيع المستوى الذي صحب سمو ولي عهد أبو ظبي في الزيارة، يؤكد على مدى عمق مساحات التعاون بين البلدين الشقيقين، وما تكتسبه الزيارة من أهمية وجدية، على كل الأصعدة، حيث ضم الوفد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وثلة من كبار الساسة الإماراتيين. وكما تزينت شوارع عمان بالأعلام الأردنية والإمارتية، واحتشد المواطنون بمشهد عفوي رافعين يا فطات الترحيب على الطرق التي سلكها الموكب الأحمر المخصص للمناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية، في دلالة على مدى عمق العلاقة التي تربط شعبي البلدين الشقيقين، والإمتنان للدور الإماراتي الكبير في نهضة المنطقة وتطورها. فيا أهلاً ب”محمد الخير”.. وكل الترحاب بسموه في وطننا الذي يحتفي اليوم بزيارته الخالدة وبأنوراه التي هلت على أهله وأحبته الأردنيين، وأنا من بينهم، ذلك أنّ لوالده الشيخ زايد آل نهيان، مكانة خاصة في قلبي ووجداني وذاكرتي التي تختزن أبهى الصور عن مآثره الكثيرة لشعبه خاصة وللعرب عامة. حيث استطعت، ومن تجربتي الشخصية التي إمتدت على مدار عقود أربعة في الإمارات، منذ الطفولة والتعلم في مدارس إمارة أبو ظبي، أن أكون شاهداً على مدى التطور المذهل والنهضة في كل المجالات الإقتصادية والتنموية والسياسية، التي خطها مؤسس وباني دولة الإمارات الحديثة سمو الشيخ المرحوم زايد آل النهيان، ممّن يلقب رحمه الله ب”زايد الخير”، لكونه لم يفرق يوماً بين عربي وعربي آخر. واللقاء الهام بين جلالة الملك وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حمل الكثير من المعاني والدلالات، والتباحث في كثير من القضايا المشتركة إقتصادياً وسياسياً، للخروج بمواقف مشتركة تعزز العمل العربي المشترك وتوحيد الصفوف، للإنطلاق قدماُ إلى الأمام، نحو أفق عربي أوسع. حيث شهد جلالة مليكنا المفدى وسمو ولي عهد أبو ظبي، مراسم توقيع إتفاقية بين صندوق خليفة لتطوير المشاريع ومؤسسة ولي العهد، بهدف دعم الإبداع والإبتكار وقطاع ريادة الأعمال والمشاريع التنموية في الأردن، بمبلغ إجمالي يصل إلى 100 مليون دولار. وليس بالشيء الغريب أن يستمر سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “أبو خالد”، بنهج المغفور له بإذن الله “زايد الخير”، خاصة إذا ما علمنا الدور الذي يلعبه سمو الشيخ “أبو خالد” في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لجهة التخطيط الإستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة. ولإيمانه بدور العلم والتعليم في بناء الشعوب ورفعتها، يبذل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم، دوراً محورياً ومهماً لناحية بناء منظومة تعليمية فريدة ومميزة في إمارة أبو ظبي، عبر إيجاد شراكات فعالة مع مؤسسات تعليمية مرموقة عالمياً، والإنخراط في مشاريع إستراتيجية بالشراكة مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة، والتي تشكل أنموذجاً حياً ورفيعاً لتعاظم الدور المحوري الذي اضطلع به آل زايد في بناء وبلورة معالم نهضة شمولية لدولة نابضة بالحضارة والعراقة. *رئيس جمعية الفنادق الأردنية ومدير عام الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي(عمون)