جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

ماذا تحقق في البتراء- بعد 11 عاماً على التتويج بلقب “ثاني عجائب الدنيا السبع”..

5٬022

عالم السياحة-الرأي -تقرير- قبل 11 عاما أعلن عن فوز البترا وتتويجها بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة،

آنذاك فرح الأردنيون كافة وكل محبي البترا في العالم، أما البتراويون فقد غمرتهم

الدموع، تفاؤلا وفرحا بمستقبل أفضل للمدينة وأهلها والوطن.

ورغم الإدراك الحكومي لأهمية البترا واستحداثها لسلطة إقليم البترا التنموي السياحي (عام 2009) بموازنة أفضل وصلاحيات واسعة لإدارة شؤون المدينة، وما شهدته المنطقة من استحداث مشروعات جديدة، إلا أن الأهالي اعتبروا أن المدينة لم تحقق التنمية المنشودة وأنها بحاجة للمزيد، كي ترتقي فعلا لمستوى ثاني

عجائب الدنيا السبع.

لحظة الفوز وما بعدها

في 7/7/2007 وبعد إعلان فوز البترا، أخرج المواطن فيصل الهلالات رأسه من سيارته وسط سوق وادي موسى، ونادى: “البترا هي الدنيا.. ابشروا بالخير يا أهل البترا” في تفاعل مع الحدث، كانت “الرأي” قد وثقته آنذاك، ونقلت صرخة الرجل ذاته..

يقول الهلالات: فرحنا واستبشرنا بمستقبل قريب أفضل للبترا وأبنائها، توقعنا أن

يأتي إلينا المستثمرون من كل مكان، وأن ننعم بفرص أفضل للعمل والعيش، وأن

تتضاعف السياحة، وأن تقام المنتجعات والقرى السياحية، وأن تكبر البترا بقدر حبنا

لها..

ويضيف، بنينا أحلاما واسعة على الفوز وتصورنا أن البترا ستحظى بعد الفوز بدعم

حكومي أفضل، وأن تتحسن بنيتها التحتية، وأن تتوفر الوظائف لأبناء وبنات اللواء.

ويكمل: نحن اليوم في 2018، مرت السنين وتغيرت أشياء كثيرة في العالم، ولكن

ظلّت البترا تراوح مكانها، لا تقدم حقيقيا يذكر.

ويوضح الهلالات، أن البترا التي هبّ الأردنيون مواطنين ومؤسسات دولة وقطاع

خاص (عام 2007) للتصويت لها، وكذلك صوت لها محبوها في كل العالم كي تتوج

باللقب، يجب أن تحظى بدعم حكومي أفضل وتنمية أشمل.

الأهالي: لا تغيير حقيقيا بعد الفوز

ويتفق مع الهلالات المواطن رجا خليفات، الذي يرى أن البترا تستحق فعلا أن تكون

من عجائب الدنيا السبع، وأنها مؤهلة بإرثها الفريد ومجتمعها وجمالياتها لأن تكون

أعجوبة، لكن مرّت السنين ولم يحدث التغيير المنشود، الذي لطالما طمحت به

البترا وأهلها.

ويعتبر المواطن علي العمارين، أن الحال بقي يراوح مكانه قبل وبعد الفوز، فلا جديد

يذكر في البترا، فتجمد الاستثمار، وزاد أعداد العاطلين عن العمل، وظّلت السياحة

تعاني من الموسمية، أما الموقع الأثري فظلّ يراوح مكانه.

في حين يدعو رئيس جمعية عاصمة الأنباط عاطف النوافلة، إلى ضرورة النظر في

تشريعات الاستثمار في البترا، لأن بقاءها على حالها يعني أننا سنستذكر ذكرى

الفوز كل عام دون تقدم.

ويؤكد النوافلة، ان البترا بحاجة فعلية لاصدار أنظمة وتشريعات تعمل على جلب

المستثمرين للبترا وتشجع أبناء المنطقة أيضا على الاستثمار في مجالات السياحة

وغيرها، وبما يعود على اللواء والقطاع السياحي الوطني بالنفع والفائدة.

وينوه المواطن حسين المشاعلة إلى وجود الكثير من الأراضي في المناطق التي

تصلح للاستثمار كمنطقة البيضاء، لا تزال مقيدة الاستخدام، ويحرم أصحابها من

استغلالها بحكم قربها من حدود المحمية الأثرية، ما حرم أصحابها من الاستفادة

منها على مدار سنوات طويلة.

ويطالب المواطن ابراهيم النصرات، بضرورة التوسع في ترويج المدينة مع أهمية

التركيز على استهداف السياحة المحلية والعربية أيضا فضلا عن السياحة الأجنبية،

مع توفير كافة المتطلبات التي يحتاجها الزوار.

ويوضح النصرات، أنه على الرغم من مرور 11 عاما على فوز البترا، إلا أننا لم ننجح بعد

في توفير المتطلبات الكافية التي تجعل المدينة وجهة أكثر استقطابا وخصوصا

لسياحة المبيت، كما أن سياحة البترا لا تزال موسمية وغير مستدامة.

ويبين المواطن علي الحسنات، أن البترا لم تجن من الفوز إلا مزيدا من البطالة

وزيادة أعداد العاطلين عن العمل، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت تطورا من حيث

إقامة المشاريع وتطوير البنى، إلا أنها لا زالت بحاجة إلى المزيد في ظل تهالك بنية

الشوارع الرئيسية، وخصوصا الشارع السياحي.

انطباعات الزوار

يعتبر حسن النصر أحد زوار المدينة، أنه إذا أردنا النهوض بالبترا علينا أولا البدء

بتنظيم العمل السياحي، مشيرا إلى أنه خرج بانطباع سيء كزائر عن سوء إدارة

وتنظيم الموقع.

ويشير إلى أن البترا بحاجة لجهد أكبر، إذا ما أردنا جعلها وجهة أكثر أهمية للسياح،

لأن الأهم أن يخرجوا منها بانطباع أفضل، يشجعهم على تكرار الزيارة ودعوة

أصدقائهم.

وتصف السائحة الأجنبية داشا البترا بـ “التحفة النادرة” التي لا يشبهها أي معلم أو

مكان في العالم، مشيرة إلى أنها تستحق فعلا أن تكون واحدة من عجائب الدنيا

السبع، إلا أنها بحاجة إلى اهتمام ورعاية أفضل.

وتدعو داشا القائمين على إدارة الموقع، إلى ضرورة بذل مزيد من الجهد من أجل

الحفاظ على الواجهات المنحوتة الرائعة التي تمتاز بها البترا، وحمايتها من العوامل

الطبيعية والبشرية وإدامتها للأجيال القادمة، إضافة إلى أن مدينة بجمالية البترا

يجب أن تكون أكثر تنظيما.

وتطالب بتنويع البرامج السياحية المقدمة للزائر، لأنها لم تجد فترة اقامتها في

البترا أي منتج سوى زيارة المواقع الأثرية والطبيعية.

العموش: عازمون على التغيير

سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، أكدت وعلى لسان رئيس مجلس المفوضين

المهندسفلاح العموش، أنها عازمة على المضي في خدمة البترا وزوارها وأهلها.

وقال العموش، اتينا لخدمة البترا، التي تستحق فعلاً أن تكون واحدة من بين عجائب

الدنيا السبع الجديدة.

وأضاف العموش أن البترا منذ فوزها تمكنت من زيادة أعداد الزوار، وأن الفوز أسهم

بتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية والتعريف بها، مشيرا إلى أن كافة

الأجهزة المعنية تبذل جهودا واسعة في سبيل ترويج المدينة واستقطاب السياحة

لها.

وبين العموش، ان السلطة ستعمل وبشكل جاد على تنويع المنتج السياحي بما

يزيد من مدة إقامة الزوار في البترا ويعمل على استقطابهم، من خلال حزمة من

المشروعات التي سيتم اطلاقها.

وأوضح أن العمل جار بالعديد من المشروعات الكبرى التي ستنتهي قريبا، سواء

على صعيد البنية التحتية أو السياحية، كمشروع وسط المدينة والقريتين التراثية

والبيئية، إلى جانب مشروعات أخرى لتطوير واقع وبنية الشوارع وتجميل اللواء.

وأعلن عن أن السلطة ستطلق أيضا حزما أخرى لمشروعات البنية التحتية، لتلبية

حاجات المنطقة ومطالب أهلها وخدمة للزوار.

وأشار إلى أن الموقع الأثري سيشهد تغييرا إيجابيا بجهود كوادر السلطة وأبناء

المجتمعات المحلية، وبما يقدم أبهى الصور عن البترا وصورة السياحة الأردنية، أمام

الزوار القادمين من شتى أنحاء العالم.

وعلى صعيد الاستثمار، أكد العموش أن منطقة البترا مفتوحة للمستثمرين نظرا

لحاجة المدينة لمزيد من الغرف الفندقية والمشروعات التي تسعى لتنويع السياحة،

وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة، وأن السلطة جادة في تقديم كافة التسهيلات

لمن يرغب بالاستثمار.

وأعرب العموش عن حرص السلطة ومجلس مفوضيها على المضي قدما في

تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها البترا، بالتشارك مع المجتمع المحلي والقطاع

الخاص وكافة الجهات المعنية.

وأوضح أن المجلس لن يدخر أي جهد في سبيل تقديم الأفضل للبترا، للنهوض بها

تحقيقا لرؤى جلالة الملك وتوجيهات الحكومة.

فوز البترا انجاز للأردنيين

يمثل فوز مدينة البترا بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع، إنجازا أسهم به كل الأردنيين

وفرحوا له، سواء كمواطنين أو كمؤسسات رسمية حكومية ومؤسسات أهلية

وقطاع خاص.

ويؤكد النائب عن لواء البترا محمد الفلاحات، أن هذا الإنجاز الذي يسجل للجميع،

يتطلب ضرورة الحفاظ عليه، وأن تقوم كافة الجهات المعنية بدورها تجاه البترا، من

أجل النهوض بها كبوابة للسياحة الأردنية، وكذلك لدعم جهود مفوضية البترا

وأهالي المدينة، لأنه إذا كان مركز السياحة الأردنية بخير، فإن كل القطاع على

مستوى الوطن سيكون بحال أفضل.

ويقول الفلاحات، انه بالرغم من أن المدينة لم تحقق الشيء المأمول والآمال التي

عقدت على الفوز، إلا أنها توجهت بفضل جهود جلالة الملك وهمم الأردنيين،

كواحدة من عجائب الدنيا السبع، لذا علينا أن نكون جادين بالحفاظ على هذا الانجاز

ودعم البترا.

ويضيف، أن البترا التي تشكل عصب السياحة الأردنية، بحاجة لمزيد من الدعم

والاهتمام والانصاف الحكومي، كي ترتقي لمستوى طموح كل الأردنيين.

يشار إلى أن مدينة البترا قد توجت (عام 2007)، بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع

الجديدة، خلال المسابقة التي أقيمت بالعاصمة البرتغالية لشبونة وترشح لها (21

موقعا) من أماكن مختلفة في العالم.

ويبقى السؤال الذي تطرحه “الرأي” كل عام في متابعتها للذكرى السنوية لتتويج

البترا بإحدى العجائب، هل ستستذكر المدينة عيدها القادم وهي بحال أفضل؟ الرأي-بعد 11 عاماً على التتويج بلقب “ثاني عجائب الدنيا السبع”.. ماذا تحقق في البترا؟ – صحيفة الرأي- البتراء- زياد الطويسي