جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

العقلية الاستعمارية (( للادارة الاميركية )) وثائق تاريخية- شفيق عبيدات

1٬318

    تؤكد الوثائق وحقائق التاريخ ان الادارات  الاميركية المتعاقبه شنت العديد من الحروب ضد دول عربية وغير عربية  من بينها دولا  في امريكا الجنوبية لتحقيق مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني وبشكل خاص في منطقتنا العربية ,كان من نتائج حروبها تدمير منجزات ومكتسبات تلك الدول  لنهب ثرواتها وزرع الفتن بين  الشعب الواحد في كل دولة وتمزيق النسيج الاجتماعي والانساني وايجاد قيادات موالية لها تأتمر باوامرها وتنفذ سياساتها وتحقق مصالحها الانية والمستقبلية , فاين ما تجد بؤر توتر في العالم تجد اصابع اميركية تثير هذا التوتر .

    ولا بد من سرد الحقائق التاريخية لسياسة الادارة الاميركية على مدى عشرات السنين والتي بدأت :

   –  بالهجوم النووي  الذي شنته ضد الامبراطورية اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 , بقصف مدينتي هيروشيما وناجازاتي الذي كانت نتائجه تدمير المدينتين وقتل مئات اليابانيين , واصابة المئات بامراض واعاقات متعددة , لا تزال اثارها بارزه حتى يومنا هذا .

   –  قامت القوات الاميركية بغزو فيتنام حيث ارسلت قواتها الى هذا البلد المناضل عام 1965 , واستمرت الحرب بين الطرفين حتى عام 1973 , فلم تكن الحرب هزيمة عسكرية للسمعة الاميركية العسكرية والسياسية فحسب انما كانت ضربة قاسية لقدرة الولايات المتحدة الاقتصادية .

  –  اما الحرب الاميركية على افغانستان فقد بدأ غزو القوات الاميركية لهذه الدولة بمشاركة حلافائها عام 2001 , وكان الهدف المعلن هو القضاء عــلى ( بن لادن ) وانهاء حكم منظمة طالبان الافعانية , الا ان هذه الحرب قد طالت حتى يومنا هذا , وحققت  هدفا واحدا هو القضاء على ( بن لادن ) فقط وبقيت  منظمة القاعدة ومنظمة طالبان , تقاتل القوات الدولية بقيادة القوات الاميركية .

  –  الحرب على العراق , حيث قامت القوات الاميركية مع حلافائها , باحتلال العراق الشقيق , وبدأ هذا  الغزو الاميركي بتاريخ 20/3/2003 وتسبب العدوان  الاميركية بخسائر بشرية من المدنيين العراقيين وتدمير منجزات العراق العسكرية والاقتصادية , وزرع الفتنه بين ابناء العراق وذلك باشاعة الطائفية البغيضة التي لا يزال العراق يعاني منها حتى يومنا هذا … والاهم ان السفير الاميركي ( بول بريمر ) هو الذي اشرف على دستور العراق  الجديد الذي مهد للفتنه والطائفية , التي اعطت بعض النفوس المريضه فرصة المناداة بتقسيم العراق الى دويلات ,وهذا ما حصل فعلا عند اعلان  زعيم كردستان الانفصال عن العراق .

     –  وفي سورية لقد وجدت الادارة الاميركية فرصة للدخول الى الاراضي السوية من خلال المنظمات الارهابية التي اسستها وفق تصريحات السيدة كلينتون خلال حملتها الانتخابية و من خلال التنظيمات  الكردية في شمال سورية , بحجة دعمها ومساندتها بالمال والسلاح والتدريب لمحاربة تنظيم داعش الذي كان  يحتل مدينة الرقة السورية , الا ان التقارير اكدت ان القوات الاميركية كانت تساعد تنظيم داعش وتحمية من القوات السورية , وتنقل القياديين من هذا التنظيم الى اماكن امنه وخاصة بعد معارك مدينتي الميادين والبوكما ل السوريتين , وهذا يعني ان امريكا بدخولها الى الاراضي السورية كان هدفه حماية المنظمات الارهابية  وفي مقدمتها منظمة داعش , والتأثير على عملية السلام بين السوريين سواء في جنيف او كزاخستان او  روسيا .

  –  الحرب على ليبيا  بعد مناوشات لعدة سنوات بين امريكا وليبيا بسبب المطالب الليبية بشأن خليج ( سرت) قامت القوات اللاميركية عام 1986 بتوغل البحرية الاميركية لمسافة 12 ميل بحري داخل  المياة الاقليمية الليبية وبتباريخ 15/4/1986 قامت (66) طائرة  امريكية انطلقت من قواعد بريطانية بشن غارات  وقصف اهداف في العاصمة الليبية طرابلس وفي منطقة بنغازي .

    الا ان ادارة  الرئيس الاميركي ترامب لم تنفذ ما اعلنه ترامب في حملته الانتخابية متهما منافسته كلنتون انها السبب في الازمة الليبية .

  –    التدخل الاميركي العسكري في اليمن

   كانت وتزال  محاربة ما يسمى الارهاب ذريعه اميركية  لاحتلال البلدان والشقيقة اليمن واحده من تلك الدول المستهدفه ان لم تكن في طليعتها , حيث بدأت مؤشرات احتلالها والتحكم بثرواتها ومقدراتها بالتفجير المفتعل للمدمرة الاميركـــــــية ( كول ) في خليج عدن عام 2000 وذلك قبل تفجير البرجين في نيويورك واحتلال العراق وافعانستان بعام كامل , حيث تقل قرابة (20) جنديا من جنود البحرية الاميركية في تلك الحادثه , وبتلك الذريعه استباحت امريكا السيادة الوطنية لليمن واقتصر تدخل القوات الاميركية الذي بدأ عام 2002 بالغارات الجوية  لطائرات بدون طيار التي اسهمت في انتشار تنظيم القاعدة في اليمن .

     ومن خلال سياسة امريكا المعروفة بسياسة الخطو خطوه   وتحت  ذريعة مساعدة القوات اليمنية في محاربة الارهاب , افصحت امريكا عن رغبتها الحقيقة في التواجد العسكري في اكثر من محافظة يمنية , حيث تحكم السفير الاميركي في صنعاء بالقرار السياسي في ذلك البلد  اما تدخل امريكا من خلال الحرب الدائرة في اليمن فقد قامت القوات الاميركية بضربات جوية على مواقع الحوثيين في 25/3/2015 وبدأت العمليات العسكرية الاميركية استجابة لطلب الرئيس  ( عبدربه منصور هادي ) حيث استهدفت الغارات الجوية الاميركية مواقع تحالف الحوثين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح . 

  –  القدس من منظر امريكي استعماري   

  بتاريخ 6/12/2017 اعلن الرئيس الاميركي ترامب ان القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها , وبهذا الاعلان  تكون الادارة الاميركية الجديدة قد اجهضت عملية السلام التي مر عليها اكثر من (25)  عاما بين  الفلسطينيين والاسرائليين والتي كانت  الادارة  الاميركية الوسيط الوحيد لعملية السلام .

    وقد اثار هذا القرار غضبا فلسطينيا وعربيا واسلاميا  حيث خرجت شعوب هذه الدول الى الشوارع والساحات للتعبير عن غضبها واستنكارها مؤكدة ان القدس عربية اسلامية وستبقى كذلك , كما فتح هذا القرار الباب لثورة فلسطينية  وانتفاضة جديدة في الاراضي الفلسطينية التي تحتلها القوات الصهيونية منذ عام 1948 , ويؤكد الفلسطنيون كل يوم من خلال مواجهاتهم مع الجنود الصهاينة ان القدس فلسطينية عربية ولا احد في هذا العالم يستطيع تغيير طابها العربي الاسلامي وباستمرار هذه الانتفاضه فقد ابناء الشعب الفلسطيني المناضل العديد من الشهداء الشباب ومئات الجرحى والاسرى .

    وتتابعت ردود فعل كثير من قبل الزعماء العرب والعالم مستنكرة هذا القرار الذي يخالف الشريعه الدولية وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن التي تؤكد  احقية الشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس .

   رد فعل جلالة الملك عبدالله الثاني

      وكانت اكثر ردود الفعل صلابة , تحذير جلالة الملك عبدالله بن الحسين للرئيس الاميركي (ترامب) من ان قراره  بشان القدس ستكون له تداعيات خطيرة على الامن والاستقرار في المنطقة .

       وفي زيارة  جلالة الملك عبدالله الى تركيا جدد جلالته تحذيره من تداعيا ت قرار الرئيس الاميركي معربا عن قلقه الشديد ازاء هذه الخطوه الاميركية … واكد ان حل موضوع القدس يجب ان يكون وفقا للمفاوضات وان انكار الحق الاسلامي والمسيحي في القدس سيعزز العنف .

    واشار جلالته في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي اردوغان الى ان الرئيس الاميركي (ترامب )اثار القلق بخطته  نقل السفارة الاميركية الى القدس مؤكد ان تسوية القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين ستعزز الاستقرار في المنطقة باسرها .

   واجرى جلالة الملك عبدالله الثاني بعد قرار الرئيس الاميركي  اتصالات مع  العديد من قادة الدول العر بية الاسلامية ودول العالم لوضعهم بصورة خطورة قرار الرئيس الاميركي وما سينجم عنه من اعمال عنف تشمل المنطقة بكاملها .

   – رد فعل الشعب الاردني : بعد اعلان الرئيس الاميركي ترامب ان القدس عاصمة للكيان الصهيوني , ساد الشارع الاردني موجة من الغضب , حيث عبر ابناء الشعب الاردني منذ ذلك الاعلان  وعلى مدى الايام والاسابيع التالية عن غضبه وسخطه وشجبه لهذا القرار من خلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية في كافة انحاء محافظات المملكة باعتبار ان موضوع القدس والقضية الفلسطينية هي الاهم والاولى في الدفاع عنها .