بعد قرار الرئيس الاميركي ترامب بان القدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة اميركا الى القدس العربية المحتلة والعداء الذي تكنه الادارة الاميركية الجديدة لامتنا العربية , وبشكل خاص لفلسطين بهذه المــواقف الاميركية العدائية , اين تكون مصـلحة العرب .
ان الشعب الاردني الذي التف حول قيادته الهاشمية ومواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجهوده المباركة وسعيه الحثيث لدى العديد من دول المنطقة وبعض الدول الاوروبية من اجل احباط القرار الاميركي العدائي , الا ان ادارة ترامب مصرة ومتمسكه بقرارها بدليل اعلانها عن معاقبة كل دولة تصوت ضد قرار الرئيس الامريكي في الامم المتحدة وكأن ترامب هو ولي امر هذه الدول يامر وتنفذ اوامره .
وهنالك ايضا ردود فعل عربية واسلامية تشيد بمواقف جلالة الملك عبدالله في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية , وكان اهمها السفير الايراني في عمان عند مقابلته رئيس مجلس النواب عاطف الطراونه بتاريخ 20/21/2017 , حيث اكد ان طهران تؤيد الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف , وتصريحات القائم باعمال السفارة السورية عند مقابلته ايضا رئيس مجلس النواب في نفس اليوم , والتي اكد فيها ان الاردن مستهدف مثلما هي سورية مستهدفه .. حمى الله الاردن وسورية , لاننا نؤمن ان الاردن هو جزء من سورية وان سورية هي جزء من الاردن .
في ظل هذا التعنت الاميركي وانحيازه الى الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين والجولان السورية ومزارع شبعا في لبنان , فانني اعتقد ان التحالف مع الولايات المتحدة في ظل وجود الادارة الاميركية الحالية يصبح منتهيا , لان هذه الادارة تجاوزت كل الخطوط الحمر وتجاوزت كل قرارات مجلس الامن والامم المتحدة التي تعتبر الاراضي الفلسطينية اراض محتلة والقدس المقدسة اراض محتلة .
وبعد هذا القرار الذي اعلنته ادارة ترامب بانها مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وارض عربية اخرى وتدعم هذا الكيان بالمال والسلاح , وفي المحافل الدولية مثل مجلس الامن والامم المتحدة ومحافل اخرى تابعه للامم المتحدة .. بعد هذا كله هل
بقى حجة لبعض الدول العربية ان تعتبر اميركا حليفا او صديقا وقد اتخذت هذه الادارة قرارا بمعاداة العرب والمسلمين في كل ارجاء المعمورة.
لقد ان الاوان بان تتوحد جهود الدول العربية والاسلامية وان تضع خلا فاتها جانبا من اجل مواجهة الخطر القادم الذي يتهدد مصير هذه الامة والتصدي للعدوان الاميركي الاسرائيلي لتخليص قدس الامة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى وكنيسية القيامة .
ان بوادر هذا التحول بدأت فعلا في ثورة الشعوب العربية والاسلامية في جميع دولها احتجاجا على قرار ترامب بان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وما على القيادات العربية والاسلامية الا ان تترجم هذه الثورات الى افعال بقطع العلاقات او تجميدها مع اسرائيل وامريكا وخاصة ان هذه الامة تملك من القدرة بما تملكه من ثروات ومواقع استراتيجيه متميزه تستطيع ان تتحكم بمصير العالم وان ترتبط بعلاقات جيدة مع بعض الدول الاوروبية التي اتخذت قرارات تستنكر فيها قرار الرئيس الاميركي الاخير .
ان مصلحة العرب ايضا في التضامن والتكاتف واعادة العلاقات مع بعضها ولم الشمل في انهاء الصراع في سورية والعراق واليمن وليبيا والمساهمة في اعمارها ودورها في مقارعة اسرائيل ومن يدعم اسرائيل , لقد اختارت الادارة الاميركية بشكل نهائي حليفها وربيبها وصديقها الكيان الاسرائيلي وانحازت انحيازا كاملا لهذا الكيان على الرغم من اننا نعرف لو ان الادارة الاميركية ارادت انهاء الصراع العربي الاسرائيلي منذ (60) عاما على احتلال الاراضي الفلسطينية واكثر من (50) عاما على احتلال مدينة القدس الا ان هذه الادارة انحازت على مدى هذه لسنوات الى الكيان الاسرائيلي ولا تزال القضية الفلسطينية تراوح مكانها لان الحليف الامريكي لم يكن صادقا كوسيط لحل القضية … فعلينا نحن العرب ان نختار حليفا يحترم هذه الامة ويقدر معنى الصداقة .