الفوسفات الأردنية: توضح وتبين عيوب المقارنة بين أدائها وأداء الشركات العربية المماثلة

عالم السياحة & الاقتصاد- حققت شركة مناجم الفوسفات الأردنیة ارباحا تشغیلیة بلغت حوالي 17 ملیون دینار لنھایة الربع الثالث من العام الحالي. وقام ناقدون لأداء الشركة بمقارنتھ مع شركات عربیة مماثلة، حیث قالت الشركة انھم اغفلوا عناصر مھمة لإظھار المقارنة لصالح ھذه الشركة وضد الفوسفات الأردنیة نشیر إلى عدد منھا، مع مراعاة أن شركة الفوسفات الأردنیة حققت أرباحا تقدر بحوالي 17 ملیون دینار نتیجة أعمالھا التشغیلیة في مجال انتاج الفوسفات الخام، رغم انخفاض أسعار ھذه المادة عالمیا. فیما یتعلق بالمغرب، فإن شركة OCPالمغربیة تنتج بحدود 30 ملیون طن فوسفات، فتصدر بحدود 10 ملایین طن وتصنع الباقي محلیا، والتقاریر تشیر إلى انخفاض أرباح شركة OCP إلى أكثر من 30% من أرباحھا السابقة، ومعظم ھذه الأرباح من مبیعات الفوسفات الخام. أما بالنسبة إلى التكالیف فإن شركة OCP تمتلك خامات كبیرة جدا وبنوعیات تعد الأفضل في العالم، وعلى أعماق قلیلة ما یسھل عملیات الاستخراج والتعدین ویقلل التكالیف، بالإضافة إلى انفتاح المغرب على أسواق إفریقیا وأوروبا بسبب الموقع الجغرافي التي یصعب على السعودیة والصین منافستھا في ھذه الأسواق. وبالنسبة للفوسفات المصري، فإن الشركات المصریة تأخذ رخص من محافظ المنطقة ویقوم المقاول بتعدین الفوسفات، ویباع بدون مراقبة أو دفع مستحقات علیھ حیث تقدر الكمیات والنوعیات تقدیرا، ویتم شحن كمیات بالاتفاق مع وسطاء بھامش ربح بسیط، بالإضافة إلى أن مصر لا تصدر أسمدة أو حامض فوسفوریك، وقد أعلمنا الوفد المصري عند زیارتھ للأردن أن أرباح ھذه الشركات تعتبر قلیلة مقارنة مع الأرباح للسنوات السابقة، ولو كانت مصر تنتج أسمدة فوسفاتیة أو حامض الفوسفوریك وتصدره سوف تكون خسائرھا كبیرة، أما أرباح شركة فوسفات مصر قد بلغت 130 ملیون جنیھ لعام 2014 من تصدیر 5ر1 ملیون طن في حین بلغت أرباح شركة الفوسفات 45 ملیون دولار من تصدیر الفوسفات الخام لعام 2014. وفیما یتصل بتونس، فإن صناعة الأسمدة الفوسفاتیة فیھا تعاني بشكل كبیر جدا وھي تحقق خسائر بسبب تدني الأسعار العالمیة وعدم تمكنھا من تصدیر كمیات فوسفات خام. وفیما یتعلق بالسعودیة فإنھا لا تصدر فوسفات خام، وتستفید صناعة الأسمدة فیھا من تدني تكالیف الفوسفات المورد بسبب طبیعة المناجم ووجود الفوسفات قریب من السطح، وكذلك انتاج حامض الكبریتیك محلیا من خلال مصافي البترول وتحدیدا في شركة سابك الشریك في مصانع معادن الأسمدة، حیث یتم تورید مادة حامض الكبریتیك لشركة انتاج الاسمدة بأسعار منخفضة جدا. كما تنتج السعودیة الأمونیا، حیث تم إقامة مصنع إنتاج لھا في موقع مصانع الأسمدة، وتم تزویدھا بأنبوب غاز من منطقة الجبیل، فیما یتم تصنیع كمیات كبیرة من الأمونیا تسد حاجة ھذه المصانع ویصدر منھا للخارج، ورغم ذلك تواجھ الأسمدة السعودیة منافسة قویة من الأسمدة الصینیة وھناك انخفاض حاد في أسعارھا حسب النشرات والمعلومات المتوفرة، ما انعكس على إیرادات وأرابح شركة معادن السعودیة. وفیما یتصل بالجزائر فإن انتاجھا من الفوسفات والأسمدة الفوسفاتیة متواضع جدا، ولا یوجد كمیات یمكن التحدث عنھا وتعتمد الجزائر على الأسمدة النیتروجینیة التي یتم انتاجھا منتجة من الغاز الطبیعي، كون الجزائر دولة منتجة للنفط والغاز. وتأمل الشركة عند عقد مقارنات بین أداء ھذه الشركات وشركة مناجم الفوسفات الأردنیة ان تأخذ الفترة الزمنیة نفسھا، وان تراعي الظروف الداعمة التي تعمل بھا ھذه الشراكات من حیث نسبة التركیز العالیة للفوسفات في التربة، وقربھ من السطح ما یعني عدم الحاجة إلى تكلفة عالیة لاستخراجھ، وتوفر المواد الاولیة الداخلة في صناعة الاسمدة، وتوفر مصادر رخیصة للطاقة، حتى تكون المقارنة عادلة وتعطي القراء صورة حقیقیة ولیس صورة منقوصة عن الشركة.