جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

مادبا مدينة مقدسة ومتنوعة السياحة والحضارات والثقافات

2٬675

على بعد 30 كلم. من عمان، وفي موازاة طريق الملوك الذي يزيد عمره عن 5000 سنة، تقع إحدى الأماكن الأبرز في الأرض المقدسة التي تنطبع في ذاكرة الزائرين. فبعد المرور بمجموعة من المواقع القديمة، تكون أول مدينة يصل إليها الزائر هي مادبا، ويطلق عليها أيضاً اسم “مدينة الفسيفساء”.

تشتهر مادبا بالفسيفساء البيزنطية والأموية، وتضم خارطة فسيفساء تعود إلى القرن السادس تشمل القدس والأراضي المقدسة. تزخر الخارطة بكم هائل من الأحجار المحلية ذات الألوان المشرقة، وتعرض رسوماً للتلال، والأودية، والقرى، والمدن التي تصل إلى دلتا النيل.

غطي خارطة الفسيفساء في مادبا أرض كنيسة القديس  جورج للروم الأورثوذكس الكائنة شمال غرب وسط المدينة. بُنيت الكنيسة عام 1896 م. على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة جداً من القرن السادس. يبلغ طول اللوحة التي تتضمن خارطة الفسيفساء حوالي 15.6 م. مربع وعرضها 6.94 م. مربعاً، غير أنه لم يبق محفوظاً على مر الزمن سوى ما يقارب ربعها. 

وتظهر قطع فنية أخرى وُجدت في كنيسة العذراء و كنيسة الرسل وفي متنزه مادبا  الأثري رسماً لكمية كبيرة من الأزهار والنباتات الشابة، والطيور، والأسماك، والحيوانات ،الإضافة إلى مشاهد من علم الأساطير والمطاردات اليومية لصيد الطيور والأسماك، والعمل بالزراعة. كذلك، تنتشر مئات من الفسيفساء الأخرى من القرن الخامس حتى القرن السابع في كنائس مادبا وبيوتها.

وعملاً بالالتزام الأردني لإعادة ترميم إبداعات الأردن الفنية الفسيفسائية والحفاظ عليها، يجمع متحف مادبا  ومنتزه  مادبا الأثري بقايا كنائس بيزنطية متعددة بما في ذلك الفسيفساء الرائعة التي عثر عليها في كنيسة العذراء وفي قاعة هيبوليتوس، وهي جزء من دار فخمة تعود إلى القرن السادس