جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

السياحة العربية.. ليست بديلا عن السياحة الأجنبية

1٬199

لاحصائيات المعلنة تقول ان السياح الاوروبيين يمثلون ٧٠٪ من السياحة الوافدة إلى مصر بينما لا تتجاوز نسبة السياح العرب ٢٠٪

ارجو أن يكون مفهوما لمن يتابع ما يقال من تصريحات استهلاكية أن.. لا السياحة العربية ولا السياحة الداخلية من ناحية العائد الاقتصادى .. يمكن أن تكون بديلا عن السياحة الأجنبية الوافدة. هذا الواقع يستند إلى الاحصائيات والأرقام التى تشير إلى اننا كنا نستقبل ما يزيد على الثلاثة ملايين سائح روسى سنويا بالاضافة إلى ما يزيد على المليون سائح بريطانى وهما الجنسيتان اللتان فرضت حكومتهما حظراً على سفرهما إلى مصر بعد حادث الطائرة الروسية.. هذه الاعداد تساوى اكثر من ٥٠٪ من سياح عام ٢٠١٥.

ارتباطا بهذا الرقم فان السياح الاوروبيين الوافدين إلى مصر يمثلون ٧٠٪ من اعداد السياح الذين نستقبلهم وعلى هذا الاساس فان السياحة الأوروبية تعد المحور الاساسى لدخلنا من السياحة.

استنادا إلى هذه الارقام والاحصائيات فان السياحة العربية التى تصل إلى ٢٠٪ من حجم السياحة الوافدة إلى مصر لا يمكن الاعتماد عليها حاليا لشغل ما لدينا من طاقة فندقية خاصة فى شرم الشيخ والبحر الاحمر يضاف إلى ذلك ان نسبة غير قليلة من هؤلاء السياح العرب يقيمون فى مساكن يملكونها أو يفضلون الإقامة فى الشقق المفروشة.

ما يمكن أن نقوله تجاوزا هو أن السياحة العربية قد تفيد فى تعويض ٥٪ أو ١٠٪ مما افقدناه نتيجة غياب السياحة الروسية والبريطانية . فى هذا الشأن يجدر الإشارة إلى ان الفائدة المحققة من وراء السياحة العربية تتمثل فى ارتفاع حجم الانفاق إلى جانب السائح وأثره للفائدة المجتمعية نتيجة اندماجهم معيشيا بالمجتمع المصرى.

لعل ما يلفت النظر ان حركة السياحة العربية إلى مصر قد نشطت بعد ثورة ٣٠ يونيو بتأثير عودة الانسجام إلى العلاقات المصرية العربية.. ولكن نجاح جهودنا لجذب السياحة العربية يتطلب ان نضع فى اعتبارنا الملاحظات التالية:

المطالبة بوقف صعوبات الحصول على التأشيرات وكذلك المضايقات التى يتعرض لها السياح العرب عند وصولهم للمطارات وخلال اقامتهم.

التعقيدات التى تصاحب مجيئهم إلى مصر خاصة فى المطارات فيما يتعلق بدخول سياراتهم وخدمهم .

عدم وجود قواعد ثابتة للتعامل معهم سعريا فى بعض الفنادق فى ظل مقارنتها بما يدفعه السياح الاجانب وهو الامر الذى مازال مستمرا رغم كل الوعود والجهود المبذولة من جانب وزارة السياحة وغرفتى الفنادق والسياحة.

المعاناة من التسيب فى تكلفة استخدامهم لسيارات التاكسى التى لا تلتزم بأى تسعيرة وفقا لما هو معمول به دوليا.

تعرضهم لعمليات ابتزاز فى الكثير من مواقع الخدمات دون وجود جهة حازمة يشتكون إليها.

من ناحية اخرى فمازال سوق السياحة العربية يلقى الاهمال من جانبنا خاصة فيما يتعلق بالتواجد الفعال لهيئة تنشيط السياحة وكذلك شركات السياحة المصرية. يحدث هذا رغم ما ابدته الدول العربية الرئيسية من تعاطف معنا لمواجهة تداعيات سقوط الطائرة الروسية. تمثل ذلك فى تشجيع السعودية والكويت والامارات للرحلات الجوية إلى شرم الشيخ والتوصية بزيادتها.

اما فيما يتعلق بشأن السياحة المحلية فإن ضيق المساحة يتم تأجيل الحديث عنها لمقال قادم.