إنهم يؤججون العداء للمسلمين في أوروبا
عالم السياحة-لا أحد يبرر ما حدث في آخر ليلة من العام الماضي من أعمال معيبة أثناء الاحتفال برأس السنة الجديدة في مدينة كولونيا الألمانية.
بيد أن موضوع استقبال اللاجئين عاد ليصبح موضوعا للمزايدة الحثيثة، وبخاصة في أوروبا الشرقية ولا سيما أن هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا والتشيك قد أعلنت سابقا وبشكل صريح عن رفضها استقبال لاجئين مسلمين على أراضيها.
فقد انتقد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان من جديد السياسيين الأوروبيين، الذين يرحبون باللاجئين. وفي مقابلة أجرتها معه في مطلع الأسبوع الماضي الإذاعة “التشيكية” (عن “دويتشه فيله” 04 01 2016)، اتهم زيمان جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة في مصر وروسيا) بالمسؤولية عن موجة اللاجئين الحالية في أوروبا، مؤكدا أنها نظمت ما وصفه بـ”الغزو المنظم” لأوروبا. وقال إن “الإخوان” يستخدمون في ذلك إمكانات مالية مصدرها عدد من الدول لم يسمِّها.وأضاف أنه تلقى هذه المعلومات من “ساسة عرب مسلمين”.
أما رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيكو فقال إن بلاده لا تريد أن يقع فيها ما وقع في ألمانيا، وإن حكومته ستمنع نشوء مجتمع مسلم مغلق في سلوفاكيا.
واستغل بعض الأوروبيين الغربيين الفرصة كالعادة، فتعرت الفنانة السويسرية ميلو مواريه، السبت (09 01 2016)، أمام كاتدرائية كولونيا الشهيرة، ورفعت لافتة كتب عليها: “احترمونا! نحن لسنا دمى مجانية للهو، حتى ولو كنا عاريات.!”
وفي تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” الفضائحية البريطانية (07 01 2016)، أكدت الصحفية البريطانية العنصرية كيتي هوبكنز أن النساء ذوات البشرات البيضاء لا يعنين شيئا لبعض الرجال العرب والمسلمين.. “هن لهم قمامة بيضاء.”
وسخرت هوبكنز من اللاجئين، قائلة: “ينتظرون منا أن نفتح لهم مطابخنا وغرف نومنا، والبكاء على صور جثثهم، التي جرفها التيار في بحار لم يكن ينبغي ركوب أمواجها قط!”، وذلك في إشارة إلى صورة الطفل آلان الكردي، التي أبكت أوروبا والعالم.
وحذرت هوبكينز من أن اللاجئين “قنبلة ثقافية موقوتة” في أوروبا، وأن الحرب الأهلية واقعة في القارة العجوز بين الوطنيين الذين سيدافعون عما تبقى من كرامتهم في البلد، الذين كانوا يحبونه في يوم ما، وبين “المهاجرين، الذين جاؤوا من الأدغال القذرة والفقر” (الرئيس التشيكي على العكس من ذلك يقول إنهم يمتلكون هواتف الآيفون، وإنهم أثرياء).
وقد أدلت دلوها وسائل الإعلام “اللبرالية” الروسية، (التي تتمتع بكامل الحرية)، وبخاصة إذاعة “صدى موسكو”، حيث قالت الصحفية الصهيونية يولا لاتينينا إن ما حدث كان “عملية إرهابية جماعية غير مميتة”. أما زميلها الخَرِف ميخائيل فيلير، فدعا إلى “قتل مغتصبي النساء في مكان جريمتهم”.
لكن ماذا حدث في ليلة الحادي والثلاثين أمام محطة القطار الرئيسة في كولونيا؟
في البداية لم تثر هذه الأحداث المألوفة في هذه المدينة المليونية اهتمام الصحافيين ورجال الشرطة، ثم كان الانعطاف الكبير بعد ثلاثة أيام، حيث بدأت حرب إعلامية ضروس ضد المستشارة أنغيلا ميركل، التي لم تفعل شيئا سوى التصرف بإنسانية مع ضحايا الحروب هؤلاء، آخذة بالاعتبار حاجة القارة المترهلة إلى أيد عاملة شابة.
وجاءت الأخبار كالتالي:
– مئة امرأة وفتاة (لا أكثر ولا أقل) جرى التحرش بهن.
– جرى اغتصاب فتاتين (في الهواء الطلق وأمام أعين الناس).
– مزق بعض اللاجئين أوراقهم الثبوتية المؤقتة أمام رجال الشرطة.
– قال هؤلاء، (الذين جاؤوا إلى ألمانيا مؤخرا)، بالألمانية – إنهم قادرون وبكل سهولة على الحصول على أوراق لجوء جديدة.
– أحدهم قال بالألمانية إن السيدة ميركل بالذات دعته إلى ألمانيا.
ومن الواضح أن اللاجئين أصبحوا ورقة سياسية لتصفية الحسابات مع ميركل والاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني.
ولكن لماذا لا يريد أحد أن يسأل: – كيف أصبح هؤلاء لاجئين؟ أليس بتدخل الغرب، الذي أراد دمقرطة العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان بواسطة قاذفات القنابل والصواريخ المجنحة؟ وماذا عن دور “السلطان العثماني” الجديد في إغراق أوروبا باللاجئين؟ ألا يليق بأوروبا مهد الديمقراطية التسامح قليلا مع هؤلاء، الذين فروا من الحروب والدم والدمار، بدلا من التهويل بالحرب الأهلية؟ وألا تكفي أوروبا هولوكوست واحدة ضد اليهود لكي تؤجج هولوكوست أخرى ضد المسلمين؟