علاج مطوّر ضد «الزهايمر» يستفيد منه حوالي 35 مليون إنسان
يعاني من مرض الزهايمر -وهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا- حول العالم حوالي 35 مليون إنسان، وحتى الآن ليس هناك علاج له، وكل ما هو متوفر مجرد أدوية يصفها الأطباء لتخفيف الأعراض، ولكنها لا توقف تطور المرض. واليوم تقول شركات أدوية عملاقة هي “أيلي ليلي” و”بروش” و”بَيوجن” إنها تطوّر عقارا جديدا يوقف تطور المرض.
ويستهدف الدواء الجديد التراكمات البروتينية الخطيرة في الدماغ (بيتا أميلويد) التي تعتبر أهم مسبب للمرض والتي تحطم الخلايا العصبية، وكلما مات عدد أكبر من الخلايا العصبية تقلّص الدماغ.
وتقوم المادة الفعالة في العقار باستهداف بروتينات “بيتا أميلويد” وتدميرها، وهذه المادة الفعالة هي أجسام مضادة يفترض أن تنشّط الجهاز المناعي وأن توقف زيادة التراكمات البروتينية الضارة وتفككها.
ويقول المتخصص في أمراض الخرف كريستيان هاس، من المركز الألماني للأمراض العصبية الانتكاسية في ميونيخ، إنه لو حصل المرضى على هذا الدواء مبكرا وتناولوه لمدة كافية فإنه سيفيدهم فعلا في إيقاف فقدان الذاكرة.
ويضيف هاس أن دماغ كل إنسان ينتج أميلويد، وهذا هو سبب ارتفاع احتمال الإصابة بالمرض، ويوضح أنه عادة هناك آلية تنظيف في الدماغ تتخلص من كل الفضلات ومنها أميلويد، ولكن هذه الآلية لا تعمل جيدا كلما تقدم الشخص في العمر.
ويقيم الباحث هاس المواد الفعالة في العقار الجديد بأنها تطور ثوري، ويقول “إنها المرة الأولى التي يصبح لدينا فيها أمل”.
ويشدد الباحث في البيولوجيا الجزيئية على أن هناك حاجة لوقت طويل قبل أن يصبح العقار متاحا في الأسواق، إضافة لذلك فإن الدواء لن يكون فعالا عند المرضى الذين وصل المرض عندهم إلى مراحل متقدمة.
وخلال السنوات الأخيرة كانت هناك منتجات تستهدف تثبيط أميلويد، ولكنها لم تكن فعالة. ويوضح هاس أن ما تعلموه من تلك التجارب الفاشلة كان أن المرض يبدأ قبل 15 إلى 20 عاما من ظهور أولى أعراضه، لذلك كلما بكّرنا في العلاج فسنحصل على نتائج أفضل.