سياحة سياسة خارج العقل والمنطق كتب محمود الدويري
الاحداث ومنذ اكثر من اربعة سنوات هي في خارج حدود العقل والمألوف في العالم وخصوصا في المنطقة العربية ،ومنطقتنا هي ضحية احداث اللاعبون بها من الخارج دون ادنى شك وان كان من يقوم بها من اهل المنطقة وسكانها ،
لا هدؤ ولا استقرار وانقلاب كامل شامل في المفاهيم دون حتى ادراك واقعي لما يحدث وحدث ، ومن الغرائب والعجائب ان ثلة من شذاذ الارض استطاعت وخلال ساعات من احتلال مدينة البصرة وسط العراق والتي لها جيش وأمن !
والأكثر غرابة وعجبا ان تتوسع هذه الشرذمة من البشر وتعلن نفسها دولة وتتوسع لتحتل مزيدا من المدن والقرى والارياف ثم لتتوسع مجددا وتفتح مدن وقرى في سوريا واكثر من ذالك تفتح طرق اتصال وتواصل فيما بين ما احتلته من مواقع وأراضي واسعة ، ومما يجعل الأمر أكثر غرابة هو ادعاء دول عظمى انها تحارب شرذمة (داعش) لا بل وتصنع هذه الدول تحالفات اممية للقضاء عليها بوقت تتزايد فيه قوة هذه العصابة كما تتزايد المساحات التي تحتلها هذه العصابة ، قصة داعش تثير شكوك وأسئلة كبيرة حول سر ظهورها وتعاظم حجمها بل وتهديدها لعواصم دول عظمى وهو ما شاهدناه في تفجير الطائرة الروسية والعمليات الارهابية في وسط باريس وغيرها ، وكل ذالك امام نظر وعيون الدول العظمى التي تعلن في كل المناسبات حربها على داعش و خواتها من المنظمات الارهابية التي اعلنت ولائها لداعش .
وهو ما يدعو للسؤال الكبير ( كيف لمنظمة ارهابية ان تحتل مدن بهذه السهولة في العراق وسوريا وليبيا بينما تحاربها تحالفات اممية وتحاصرها دول محيطة تعلن حربها على داعش وأخواتها ؟)
والسؤال الكبير الذي يمكن الاجابة عليه بعد ان تكشفت الامور والأسرار والمتمثل بالتساؤل حول من يمول ويسلح ويجند المرتزقة فيها بداية من شيوخ وفكر ظلامي حتى فتح مستودعات الاسحلة والتجهيزات والخبرات ووضعها في خدمة هذا التنظيم الارهابي ، تارة بزعم دعم المعارضة في سوريا وتارة بادعاء الحرب والعداء على ايران ( الشيعة ) وأخرى بادعاء دعم الاسلامي السياسي في ليبيا ، كل ذالك ادعاءات كاذبة تغطيها وسائل اعلام خائنة خدمة لدوائر استخبارات عالمية معادية للاسلام والعرب بنفس الوقت وخدمة للصهيونية العالمية في انهاء القضية الفلسطينية تماما وهو ما نشهده اليوم من تصفية لهذه القضية بشكل تام حيث تعيش الدول العربية والاسلامية حاله لهو والهاء في قضايا وفتن اندلعت وأشعلها خدمة صهيون في واشنطن وغيرها من الدول العربية والأجنبية ، ولعل ما قاله الرئيس الروسي للدول المشاركة في مؤتمر العشرين الاقتصادي هو القول الأكثر جرأة عندما قال : أن أكثر من أربعين دولة تعلن عدائها للارهاب ، تدعم بذات الوقت داعش وأخواتها !
القضية معقدة وعميقة وتقودها الصهيونية وحلفائها من عرب وأجانب ، لكنها لم تعد سرا أو أحجية وسيكون لها تداعياتها على المنطقة والعالم من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحياتية وخصوصا السياسية
وباختصار الموقف درامي ومؤلم ومحزن وذهب ضحيته المدنيين والأبرياء كما استنزف قدرات دول كبيرة وصغيرة وشكل سببا لأكبر عمليات لجوء شهدها العالم ودون اي شك سيغير في خارطة المنطقة العربية وكل ذالك يعيدنا الى مقدمة هذا الحديث الذي اختصرنا فيه من الحديث والتفاصيل والتي تكشف أبعاد المؤامرة على المنطقة باسلوب وقح وهمجي….. ونكتفي .