جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

انطباعات سائح في لشبونه الساحرة

800

إلى لشبونة، خمسة أيام سوف أمضيها في عاصمة البرتغال بدعوة من فندق كورينثيا Corinthia وبرعايةطيران الإمارات. المضيف والراعي والبرنامج أنبأوني برحلة فيها الكثير من الاسترخاء والترف والرفاهية. 
من بيروت حلّقت على متن طيران الإمارات نحو دبي ومنها إلى لشبونة، 8 ساعات في الفضاء بين المدينتين،تجاهلتها بمشاهدة الأفلام الحديثة التي لم تتسنَّ لي متابعتها في دار سينما أرضية، فكانت درجة رجالالأعمال في طيران الإمارات دار السينما الجوية الفخمة التي توفر كل سبل الراحة للمسافر على متنها.

الانطباع الأوّل
وأخيرًا حطت الطائرة في مطار لشبونة الدولي، وحطّت معها كل أخبار التاريخ المكتوب وحكاياته التي أحملها في جعبة ذاكرتي.
أول ما لاحظته أن البرتغاليين يشبهوننا في سماتهم وسلوكهم رغم أنهم ليسوا من سكان البحر الأبيض المتوسط، فقلت في نفسي ربما تربطنا صلة جينية، فالفينيقيون أبحروا إلى لشبونة قبل آلاف السنين، وسكنوا في إحدى الروابي السبع التي تحيط بها، وارتووا من نهر تيخو RioTejo الذي تستلقي المدينة عند مصبّه. فيما أصبحت عام 714 إحدى مدن الأندلس التابعة  للدولة الأموية بعدما فتحها طارق بن زياد.
حتى عام 1147، أي حوالى 400 عام عاش خلالها العرب المسلمون وسكان المدينة من مسيحيين ويهود بألفة وحسن جوار يمارسون شعائرهم الدينية ويتمتعون بحقوقهم المدنية في الملكية كما المسلمون، ما عدا الجزية، ذلك أنهم لم ينخرطوا في الجيش.
سقطت لشبونة في أيدي البرتغاليين بعد حروب ملوك الطوائف في الدولة الأموية، وتحديدًا في عهد المرابطين. هذا التاريخ الذي لمع في ذاكرتي برّر تساؤلي العلمي.

                           
اليوم الأول زحمة شمس في شوارع هادئة

عند بوابة المطار الخارجية، كانت في انتظارنا ماريا غالانتيه مديرة التسويق والعلاقات العامة في فندق كورينثيا، رحبت بنا بحفاوة جميلة حملتنا إلى عالم لشبونة بكل تفاصيله.
كانت المدينة هادئة يوم الأحد ظهرًا، إنه يوم العطلة الأسبوعية. وحدها الشمس كانت صاخبة تسرح وتمرح بأشعتها، تستريح في شوارع المدينة وأبنيتها ومتنزّهاتها.

وصلنا إلى فندق كورينثيا خلال عشرين دقيقة، وبعد الاستقبال اللطيف في البهو، وزّعت علينا مفاتيح غرفنا التي كانتExecutive Suites.
يشرف الجناح الذي نزلت فيه والذي كان في الطبقة الثالثة والعشرين على الكثير من تفاصيل لشبونة ولاسيما متنزه مونسانتو. يتألف الجناح من غرفة جلوس وغرفة نوم، صممتا بشكل أنيق يعكس الهندسة البرتغالية الحديثة المطعّمة بروح السفر التي تحمل الكثير من فضول الاستشكاف.

تناولنا الغداء البرتغالي الأول عند تيراس بهو الفندق، لم أستطع مقاومة الزيتون البرتغالي، فهو لذيذ جدًا وقريب من الزيتون اللبناني بنكهته وحجمه، ودائم الحضور على المائدة، ثم كان الطبق الرئيسي السمك المشوي.
فثمار البحر والسمك هي الأطباق شبه اليومية في المطبخ اللشبوني، وغالبًا ما تكون طازجة، فالمحيط الأطلسي لا يبخل بخيراته على سكان المدينة المستريحة على ساحله.

Spa ودلال بأسلوب برتغالي
بعد الغداء كنا على موعد جلسة تدليك في سبا الفندق حيث نعمت لساعة ونصف ساعة بالكثير من الاسترخاء. يمتد السبا على مساحة 3000 متر مربع، يضم غرف تدليك من بينها غرف تدليك على الطريقتين المغربية والتركية، وغرفًا بعضها مزود بآلات تدليك حديثة كما يقدم علاجات التجميل، مثل علاج الميزوثيرابي والعناية بالوجه.
أما الجناح الذي أعجبني كثيرًا فهو «الأكوا سبا» الذي يرتكز على طقس حمام برتغالي قديم يقوم على مفهوم «ازدواجية الحرارة والبرودة في آن»، فالنظافة القصوى وتجديد خلايا البشرة والاسترخاء تنتظر روّاد هذا السبا، الذي يضم زخات الماء الحسية، حوض المعالجة المائية، وجاكوزي وسونا وحمام البخار، ودش الدلو حيث تقفين تحت دلو ثم تسحبين الحبل فينهمر الماء، نافورة الثلج، والمشي على الثلج… . ويضم السبا حوض سباحة داخليًا، وصالة رياضية تفتح على مدار 24 ساعة.