جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

مقالة رأي بقلم سفير الاتحاد الأوروبي، السيدة يؤانا فرونيتسكا – بمناسبة اليوم العالمي للاجئين 20th June 2015 – WORLD REFUGEE DAY

1٬548

 

Since 2012, I have seen the Syriacrisis unfolding under my eyes and the subsequent tremendous generosity of the Hashemite Kingdom of Jordan and its citizens in providing assistance to the refugees. I am proud to say that the EU, along with the international community, has been at the forefront in supporting these national efforts and how we will continue to do so. The EU has been in fact number one donor to respond to the crisis in the region with over € 1.8 billion of humanitarian and development assistance. There is no end in sight to the crisis, a crisis that has obliged almost 12 million people to leave their homes and lands, many of them into other countries.  While recognising that displacement is most of the time driven by fear, nevertheless there is hope when fleeing, hope to find a place free from persecution, to find a new home for one’s family, hope for the future and for the return to home country. That is why countryhomeand hope are the words that best symbolise a refugee mind set. 

Currently, several countries are impacted by the Syrian crisis:Syria,Jordan,Lebanon,TurkeyandIraq. The human sufferings of the refugees are atrocious, not only are civilians caught in the line of fire; but they are also victims of abuses, inhuman treatments and they are food insecure. In reality, a big portion of them is starving to death insideSyria. 

Syria’s neighbours’ countries have taken in nearly four million Syrian refugees, but they are reaching their limits. Syrian refugees now make up more than 20% ofJordan’s population. InLebanon, every fourth person is now a Syrian. They need food, shelter, education, health care and work. This means fewer resources available for all. And the host communities in these countries have shown an exemplary solidarity but they are also paying the price. There is fear there as well, fear of the unknown. The crisis has also driven many refugees to risk their lives by seeking better living conditions on European soles through illegal migration channels resulting in the everyday Human tragedies in theMediterranean Sea.

For refugees, home is now represented by informal settlements, refugees’ camps, or precarious shelters within the communities, which I have personally visited. Nothing prepares you to the reality of such individual human misery: to the stories of suffering and death, to the gaze of hungry, to the faces of traumatized children. But they are safe now. They have been provided with refugees papers and hence they receive food vouchers and cash assistance. They have lost everything, leaving behind their houses, their lands, their relatives, their memories. But they are alive and there is still hope.

I have hope. This tragedy is so close to us Europeans not only because of the close historical and cultural ties that link us to theMediterraneanand Middle Eastern countries as neighbours, but also because it reminds us of where we come from, the ashes of the First and Second World Wars. Since then, we have grown; we have understood the value and the significance of peace, and solidarity. The EU and itsMemberStateswant stable neighbouring countries and solid homes for their citizens. But this should not be a privilege for few. We are called to share our lessons, to remember them, to ensure solidarity.  

The EU stands ready to continue supporting the outstanding efforts ofJordanand the neighbours’ countries in absorbing refugees as there are many growing challenges requiring even closer attention. So far, the EU has allocated around €500 million in humanitarian, resilience and crisis response to helpJordanin dealing with the impact of the Syrian Crisis. These efforts will be sustained, in particular with the recent establishment of the new EU regional Trust Fund in response to the Syrian crisis, and the allocation of its first response programmes to the region, which illustrates the EU commitment to alleviate the needs of the vulnerable communities and refugees and to remain a reliable partner for Jordan and other impacted countries.  

The EU strives to uphold human rights and to protect adults and children, especially women and girls against violence, abuse and exploitation. The EU will keep accompanying the refugees in their search for country, home and hope.

منذ عام 2012، شهدت أمام عيني تداعيات الأزمة السورية والسخاء الذي أبدته المملكة الأردنية الهاشمية ومواطنيها في تقديم المساعدة للاجئين. أنني أشعر بالفخر حين أقول أن الاتحاد الأوروبي، ومعه المجتمع الدولي، كان في طليعة دعم هذه الجهود الوطنية وأننا سنواصل تقديم هذا الدعم. حيث أن الاتحاد في الواقع هو الجهة المانحة الأولى على صعيد الاستجابة للأزمة في المنطقة بتخصيصه لأكثر من 1.8 مليار يورو كمساعدات إنسانية وتنموية. حقيقة، لا يبدو لنا أن هنالك حلاً للأزمة السورية في الأفق القريب، فهي أزمة أجبرت حوالي 12 مليون شخص على ترك منازلهم وأراضيهم، منهم الكثير ذهبوا إلى بلدان أخرى. وبرغم إقرارنا بأن النزوح من مكان إلى آخر سببه الخوف في معظم الأحيان، إلا أن الأمل يبقى حتى عند الفرار. الأمل في إيجاد مكان خالٍ من الاضطهاد، والعثور على منزلٍ جديد للعائلة، والأمل في المستقبل والعودة إلى الوطن. ولهذا، فإن الموطن، والمسكن، والأمل، هي الكلمات التي تصف الحالة الذهنية للاجئ.

تتأثر حالياً العديد من الدول جراء الأزمة السورية، مثل سوريا نفسها، والأردن، ولبنان وتركيا والعراق.  إن المعاناة الإنسانية للاجئين معاناة مروعة. فلا يقع المدنيون في مرمى النيران المباشرة فحسب، بل إنهم أيضا ضحايا لانتهاكات، ومعاملات لاإنسانية فوق انعدام الأمن الغذائي لهم. والحقيقة المرة هي أن جزءاً كبيراً منهم يتضورون جوعاً حتى الموت داخل سوريا.

استقبلت البلدان المجاورة لسوريا ما يقارب أربعة ملايين لاجئ سوري، ولكنها تقترب من بلوغ حدودها القصوى. يشكل اللاجئون السوريون الآن أكثر من 20٪ من سكان الأردن، وهنالك حالياً سوري واحد من بين كل أربعة أشخاص في لبنان. هؤلاء يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية والعمل، مما يعني انخفاض عدد الموارد المتاحة للجميع. وقد أظهرت المجتمعات المضيفة في هذه البلدان تضامناً يقتدى به، لكنهم أيضاً يدفعون ثمن ذلك. فهنالك خوفٌ بينهم أيضاً، خوفٌ من المجهول. كما دفعت الأزمة العديد من اللاجئين إلى المخاطرة بحياتهم سعياً لظروف معيشية أفضل على الأراضي الأوروبية عبر طرق الهجرة غير الشرعية، مما أدى إلى مآسٍ بشرية تكاد تكون يومية في البحر الأبيض المتوسط.

في أعين اللاجئين، الوطن الآن هو المساكن غير الرسمية، والمخيمات، أو ملاجئ غير مستقرة داخل المجتمعات، التي زرتها أنا شخصياً. ليس هنالك من شيء يجعلك متهيئاً لرؤية هذا الكم من البؤس البشري، لقصص المعاناة والموت، لنظرة الجياع، لوجوه الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية جراء الأزمة. ولكنهم في أمان الآن، فقد حصلوا على وثائق اللجوء ويتلقون القسائم الغذائية والمساعدات النقدية. لقد فقدوا كل شيء تاركين وراءهم بيوتهم وأراضيهم وأقاربهم وذكرياتهم. ولكنهم على قيد الحياة ولم يزل هنالك أمل.

وأنا لدي أملٌ أيضاً. إن هذه المأساة قريبة جداً لنا نحن الأوروبيون ليس فقط بسبب العلاقات التاريخية والثقافية وعلاقات الجوار الوثيقة التي تصلنا بالبحر الأبيض المتوسط ودول الشرق الأوسط، ولكن أيضاً لأنها تذكرنا بالمكان الذي بدأنا منه، من بين أرمدة الحرب العالمية الأولى والثانية. ومنذ ذلك الحين نمونا وأدركنا قيمة وأهمية السلام، والتضامن. إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يريدون لدول الجوار أن تكون دولاً مستقرة وأن يعيش مواطنوها بمنازل تمنحهم الثبات. لكن هذا لا ينبغي أن يكون ميزة يتمتع بها عدد قليل منهم فقط. علينا أن نتبادل الدروس التاريخية ونستذكرها لكي نحقق التضامن فيما بيننا.

إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لمواصلة دعم الجهود المتميزة التي بذلتها المملكة ودول الجوار في استضافة اللاجئين خاصة مع وجود العديد من التحديات المتزايدة التي تتطلب اهتماماً أكبر. فقد خصص الاتحاد الاوروبي إلى هذه اللحظة نحو 500 مليون يورو من خلال أدوات المساعدة الإنسانية والاستجابة للأزمات ودعم ثبات المجتمعات وذلك لمساعدة الأردن في التعامل مع الآثار الناجمة عن الأزمة السورية.  أن هذه الجهود ستستمر لا سيما بعد إنشاء صندوق الاتحاد الأوروبي الإقليمي الائتماني مؤخراً استجابة للأزمة السورية، وتخصيص برامج الاستجابة الأولى لهذه القضية، مما يعكس التزام الاتحاد الأوروبي تجاه دعم احتياجات المجتمعات الضعيفة واللاجئين، وليبقى الاتحاد شريكاً يثق به الأردن والدول الأخرى المتأثرة بالأزمة.

يسعى الاتحاد إلى المحافظة على حقوق الإنسان الأساسية وحماية البالغين والأطفال من العنف والتعسف والاستغلال، لا سيما النساء والفتيات، وذلك من خلال أنشطة الحماية وحشد الدعم والتأييد. إن الاتحاد الأوروبي سيبقى بجانب اللاجئين في رحلة بحثهم عن الموطن، والمسكن والأمل.