جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

تراجع السياحة الخليجية في بريطانيا نتيجة الاعتداءات والسلب

1٬126

عالم السياحة -تراجعت كثافة السياحة الخليجية إلى بريطانيا بشكل ملحوظ خلال الموسم الحالي، وهو ما أدى إلى هبوط ملموس في أسعار الشقق المفروشة والغرف الفندقية، خاصة في وسط لندن التي عادة ما يقصدها الخليجيون لقضاء العطلات الصيفية، فيما يقول عاملون في القطاع السياحي بلندن إن الاعتداءات التي استهدفت سياحا إماراتيين خلال الشهور القليلة الماضية أدت إلى عزوف أعداد من الخليجيين عن القدوم إلى بريطانيا، فضلاً عن أسباب أخرى يتوقع العاملون أنها تسببت في هذا التراجع.

 

وكانت ثلاث فتيات إماراتيات تعرضن للاعتداء بمطرقة حديدية بهدف السرقة، وهن داخل الغرفة الفندقية التي كن يقمن فيها في أحد أشهر وأفخم وأكبر الفنادق بوسط العاصمة البريطانية قبل شهور، فيما تعرض مواطن إماراتي آخر بفارق زمني قصير نسبياً لسطو مسلح، وهو بداخل منزله في منطقة بادنغتون بوسط لندن أيضاً قبل شهور.

 

ودفعت هذه الحوادث الحكومة الإماراتية إلى إصدار تحذير هو الأول من نوعه لمواطنيها الراغبين في السفر إلى بريطانيا، وهو تحذير يتضمن خارطة بالمناطق غير الآمنة في لندن، على أن الإمارات أدرجت وسط لندن ضمن هذه المناطق.

وتعتبر بريطانيا الوجهة التقليدية لعشرات الآلاف من الأسر الخليجية التي تقضي إجازاتها السنوية في لندن، وعادة ما تقصد هذه العائلات مناطق وسط لندن التي تعج أصلاً بالسياح من مختلف أنحاء العالم.

وقال المدير العام لشركة (flat2let) في لندن كريم سامح المتخصص في توفير الشقق والعقارات المفروشة للسياح العرب إن الموسم الحالي شهد هبوطاً ملموساً في أعداد الخليجيين الذين تقاطروا على بريطانيا، مضيفاً: من المحتمل جداً أن تكون الحوادث التي تعرض لها سياح إماراتيون في الشهور الماضية قد أثرت على حجم السياحة الخليجية بمجملها خلال الموسم الحالي.

 

وقدر نسبة الانخفاض في أعداد السياح العرب القادمين إلى بريطانيا خلال الموسم الحالي بأنه يتراوح بين 20% و25%، مقارنة مع ما كان عليه الحال خلال هذا الوقت من السنوات الماضية.

 

لكن سامح يشير إلى أن أكثر من عامل قد تكون قد اجتمعت لتؤدي إلى هبوط في أعداد السياح الخليجيين، مشيراً إلى أن قدوم شهر رمضان المبارك في وقت مبكر العام الحالي أدى إلى تغيير في أوقات الإجازات الصيفية لدى الكثير من الخليجيين، خاصة في السعودية، وهو ما دفع كثيرين إلى إلغاء إجازاتهم، أو اقتصارها على وجهات قريبة مثل تركيا لمدد أقصر من تلك التي كانوا يقضونها في لندن.

 

ويتوقع سامح أن يشهد وقت عيد الأضحى ارتفاعاً في أعداد السياح، إذ من المحتمل أن يكون هناك من قرر تأجيل إجازته إلى فترة العيد المقبل.

 

ويشير كريم سامح إلى انخفاض في أسعار الشقق المفروشة بوسط لندن يتراوح بين 30% و50% عما كان عليه الحال العام الماضي، إذ إن الاستوديو (غرفة واحدة فقط) كان يتم تأجيرها في وسط لندن العام الماضي بنحو 900 جنيه استرليني (1450 دولاراً) في الأسبوع الواحد، لكنه يتوفر حالياً مقابل 600 جنيه استرليني (1000 دولار) فقط أسبوعيا، أما الشقة المفروشة ذات الغرفتين فكانت تؤجر العام الماضي بنحو ثلاثة آلاف جنيه إسترليني أسبوعياً ليتراوح إيجارها حالياً بما بين 1500 و1800 جنيه، وفي أحسن الأحوال ألفي جنيه إسترليني فقط.

 

 

يشار إلى أن أعداداً كبيرة من السياح العرب يقصدون لندن سنوياً، فضلاً عن أعداد كبيرة من الطلبة الخليجيين المقيمين على مدار العام والذين يستقبلون ذويهم في زيارات متواصلة بين الحين والآخر