جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

مهرجان جرش

1٬299

تتسارع الخطى رشيقة الى منتصف حزيران القادم لنرى مع القادمين الى جرش ضياء يغمر مدينة الاثار غدا محصورا في ايام المهرجان السنوي للثقافة والفنون وكذلك الحياة النابضة على امتداد الليل مع الكلمة الراقية حيث الشعراء والكتاب والقاصون والمبدعون يطرقون الاسماع وكذا الفن الاصيل الذي يشارك به مبدعون قادمون من شتى انحاء الوطن العربي الملتهب ليطفئوا لهيب معاناتهم هنا ويتركون قلوبهم تبوح بهمومهم بامان.

في مهرجان جرش هذا العام تنوع في الاداء حيث تشهد المسارح على امتداد المدينة العتيقة تنوعا فريدا في حكايات وقصص الشعوب التي تجسدها فرق فلكلورية تمثل

تلك الشعوب وحكاياتها وكذا الشعراء والفنانون والقاصون والروائيون يفترشون تلك المساحات الممتدة من اقصى مسارح المدينة شمالا حيث المدرج الشمالي مرورا بارتيموس والساحة البيضاوية قلب المهرجان النابض بالحياة والعديد من المقاطع المسرحية التي اعتدنا عليها في شارع الاعمدة وصولا الى مسرحها الجنوبي الذي يقف عليه كبار الفنانين ليقدموا اروع ابداعاتهم الفنية على خشبة مسرحه.

هذا المشهد السنوي التاريخي لمهرجان جرش كان له حضوره ايضا على واقع المدينة الحضرية ويسجل الجرشيون لهذا الحدث دوره في تقديم مدينتهم الى العالم كله

كمعلم ابرز من المعالم التاريخية والاثرية مثلما هو ايقونة تستنطق الصامت في المكان وتحيله الى حياة لبوح المفكرين وادباء الامة وكتابها والناهضين فيها من الشباب

حتى يغدو اصيل كل ليلة من ايام المهرجان مساحة لالقاء تعب الحياة ووهنها جانبا ونعيش لحظات جديدة مع ثقافات شعوب الارض.

لقد اعجبني احدهم وهو يهمس باذن صاحبه ماذا عليك وان فقدت عزيزا فهل تبقى طول العمر وانت ترتدي الاسود حدادا عليه وتبقى تبكيه كما بكت الخنساء اخاها صخرا ام انها الدنيا ساعة وساعة، فاجابه صاحبه لا يمكن ان يستقيم هذا الحال طوال العمر ، ففي تاريخنا الكثير من المنعطفات التاريخية المؤلمة على امتداد مراحل الزمن ومن غير المنطق ان نبقى متقوقعين عندها وان كل ما دونها اخطاء ، فللحزن لحظاته وكذلك للفرح لحظات وحين نقول الفرح نعني اثراء النفس بما لدى الاخر من معارف وفنون ابداعية وكلمات ربما فيها الكثير من الخير لنستنهض في انفسنا معاني التجديد وولوج المستقبل بامان ودراية ومعرفة .

وما ضرنا ونحن قليل عديدنا لكننا بما وهبنا الله سبحانه وتعالى من نعم لنمكث في الارض وننقل لقاطني المعمورة من اقصاها الى اقصاها فرحنا ووجودنا وقدرتنا على صون حياتنا واتخاذ قرارنا ونعيش بامن وسلام وغيرنا كثير الا انه كزبد البحر يتطاير في كل مكان وذلك واقع نلمسه حتى في حياتنا اليومية من اثار المحيط الملتهب حولنا لنقول لكل العالم ان وطنا كالاردن يستحق بما يقدمه ابناؤه من تضحيات ليبقى امنا مطمئنا وملاذا للحرية والسلام والطمانينة والامان ولكل باحث ليغفو على ترابه دون ان يعكر صفوه احد.

نعم نحتاج الى قليل من التجاوز عن الانا الذات من اجل انا الوطن فمهرجان جرش ما هو الا رسالة اردنية الى كل بقاع الدنيا ان هذا الوطن وبزنود ابنائه وقيادته لقادر

على خلق ساعة للفرح والتغلب على المصاعب وطيها وولوج القادم بكل ثقة واقتدار وامن وامان وتلك نعمة منها الله على وطني نعيها جيدا ونحوطها باهداب العيون.