جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

القطامين يكتب: الملك أمام العالم، قويّاً كَمِيّا باسلاً جسوراً

520

عالم السياحة: مقالات-

معالي د.نضال القطامين

القطامين يكتب: الملك أمام العالم، قويّاً كَمِيّا باسلاً جسوراً

لو كان للعالم الذي يدعي الحرية ويمارس الديمقراطية وفق مصالحه، أذنٌ واحدة تسمع وتعقل، لكان عليها، وقد أغلقتها جبال أكاذيب الاحتلال، أن تعي جيداً ما قاله الملك على منبر الجمعية العامة.

ارتقى جلالته المنبر العالمي مقاتلا جسورا غير عابىء بحصافة السياسة ودبلوماسيتها التي تغمض عينيها عن خمسين ألف شهيد ارتقوا بآلات الحرب الغربية؛ قنابلهم وطائراتهم وسكوتهم المجرم عن حرب الإبادة ومعارك استئصال النساء والأطفال والشيوخ.

في ربع قرن مضى، في كل كلامه القوي الجزل الفصيح، أسمعَ الملك العالم الحقيقة المجردة التي لم يعد يعبأ أحدٌ بها، حيث لم يعد ثمة من يجرؤ، من الساسة الدجّالين الأفّاقين، على المقامرة بأصوات اليهود في ولاياتهم المتحدة ولا في طول أوروبا، الغارقة بالخنوع، وعرضها.

باتزان وغضب قال الملك ما لم يجرؤ أحد على قوله، ومثلما يفعل دائماً، أَخْطَرَ العالم أن الأمم المتحدة تواجه أزمة تضرب في صميم شرعيتها، وتهدد بانهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية. وزاد بمرارة الذي يرى الضلال والزيغ يعصف بالعالم في ازدواجية كريهة ومعيبة في آنٍ معا، أن العلم الأزرق المرفوع على مدارس غزة الذي عجز عن حماية الناس، قد أسّس لانهيار في الثقة بالمنظمة وقراراتها وكيانها. أي قائد في امتداد السياسة وفي شباك المصالح يقول ما قاله الملك.

يُبقي القدس التي تأكل مع الهاشميين وتشرب في واجهة المشهد، يقاتل كيلا ينساها في خضمّ الدم والقتل والتخريب والتشريد وافتعال الأزمات، أحد.

كان خطابه مرافعة صارمة ومتماسكة، استحضر فيها روح الحسين الخالدة، وأرسل في ثناياها رسائل ليس بمقدور أحد أن يتغافل عنها؛ أن هذا الوطن لن يكون وطنا بديلا لأحد، وأن على الأمم المتحدة وأعضائها، أن تخرج من صمتها المعيب وأن يد السواعد الأردنية ممدودة لكل من يريد ان ينهض ويسجّل موقفا في كتاب التاريخ في وقف الحرب وسد جوع المدنيين الذين يناموا ويستيقظوا في طول جرح غزة، على قنابل الولايات المتحدة وصواريخها.

كان الملك على منبر الجمعية العامة قويّاً كَمِيّا باسلاً جسور ، وسيحفظ التاريخ الذي لا يرحم، كلماته للعالم كرصاصات مباشرة مباغتة، في معركة يخوضها الملك نيابة عن العالم الذي أرغمه الخداع والدجل والزور الاسرائيلي على أن يغضي ويطرق عن المذابح والمجازر والإبادة.