الارهاب الاعلامي – محمود الدويري
الارهاب الاعلامي
في العادة وبمثل هذه الظروف كنت لا اتردد بان اتابع اعمالي سواء بالوظيفة او شغلي الخاص، وفي كل مرة كنت اخرج من بيتي متخوفا نتيجة ارهاب وسائل الاعلام ، اتوكل على الله واسير في طريقي لأجد ان الدنيا بخير على غير ما يقوله الزملاء المحترمين الذين يجدوا احيانا من الاحوال الجوية فرصة لاستعراض بطولاتهم وصولاتهم في الانقاذ والاستجابة لطلب مواطن انقطعت عنه الكهرباء ليتصل المذيع بشركة الكهرباء ويعطي عنوان المواطن ويلوم الشركة والدولة بكل اجهزتها ولتستجيب الشركة وتتحرك وتجد ان قاطع الكهرباء في المنزل (نازل او فاصل ) ..بسبب ما منه زيادة الجهد على الاستخدام ..ونعم لا انكر ان البلد تعرضت لاحوال جوية شتوية ومنخفض بارد اسموه هدى او نفيسة وهو متوقع …ونعم ان تستعد الدولة باجهزتها الخدمية ونعم ان يتم التنسيق وتبادل الادوار والتعاون في الحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين واعمالهم لكن دون رهبة او ترهيب وتخويف للناس ،كان المطلوب توعية واعلام بالظروف الجوية السائدة او المتوقعة ونقل الواقع على حقيقيته دون ايقاف عدسات الكاميرات في منطقة تعطلت بها السيارات خلال تنقل المواطنين واظهار البلد وكأنها مغلقة وبمواجهة كارثة لا سمح الله ،
واثقلنا الاعلام باتصالات متكررة مع كل المحافظين ونوابهم ورؤساء البلديات وكل مسئولي شركات الكهرباء ونقباء المخابز والمواد التموينيه والوزراء وامناء الوزارات ورؤساء الاقسام والدفاع المدني وحتى رئيس الحكومة واجهزة الارصاد على مدار الدقيقة والثانية وكأن البلد لا حديث ولا شغل لها الا (نفيسة )…على مدا اربعة ايام غاب فيها العمل والانتاج وساد فيها اعلام المناسبات ..وكلنا يذكر ماضي الاعلام الخدماتي والتهويل والتطبيل والاثارة والذي لا يساوي ربع ما طبلت له فضائية او اذاعة او وسيلة اعلامية بايامنا ..
انتهي ان مسئولية الوزارات الخدمية والبلدية والدفاع المدني فتح الطرق وان يستمر الناس باداء عمالهم بوعي ومسئولية وغير ذلك دلال وهروب الى الكسل ..غير ذلك تقصير بالاداء والواجب ان كنا دولة مؤسسات حقا….؟؟؟؟