ذعر وإرباك في شركات الطيران العالمية بالشرق الأوسط بسبب التشويش على GPS
كشف خبراء طيران عن بوادر أزمة في قطاع الطيران بمنطقة الشرق الأوسط بدأت في الفترة الأخيرة تشويشٌاً خطيراً على نظام تحديد المواقع العالمي GPS في الشرق الأوسط ما تسبّب بحالة من الذعر والإرباك.
كشف الخبراء عن التداعيات التي قد تنجم عن هذا التشويش , والأخطار المحتملة على الطيران المدني في حال تكرّر هذا الامر .
قال الدكتور في هندسة الإتصالات ريمي سركيس إن هناك نوعين من التشويش على الـGPS، الأوّل وهو الـjamming ويقوم على إرسال إشارات تعطّل الاتصال بين أقمار نظام تحديد المواقع وبين أجهزة الاستقبال، أما الثاني والمعروف بـspoofing فيعمد إلى إرسال معلومات خاطئة لتضليل المستخدمين وهو عادة ما يُستعمل كأداة استراتيجية دفاعية في الحروب والعمليات العسكرية.
أضاف في حديث نقله موقع mtv الالكتروني : إن نظام تحديد المواقع العالمي أنشأه الجيش الاميركي قبل ان يصبح متوفرا امام الجميع، غير أن وظائفه العسكرية دفعت بعدد من الدول إلى إنشاء أنظمة أخرى، على غرار الصين ( من خلال نظام BeiDou) وروسيا (GLONASS والدول الاوروبية (Galileo).
أما بالنسبة الى التشويش، فتلجأ إليه الدول من أجل التمويه عن المواقع الحقيقية وحمايه نفسها من الصواريخ والمسيّرات وهو ما حصل ليل السبت الماضي، غير أن لهذا الفعل خطورة كبيرة. وفي هذا الإطار، يشرح سركيس أن التشويش قد يعيق الاستجابة لنداءات الطوارئ، في الدول المتقدّمة التي تعتمد على GPS لعمليات الإغاثة، أضف إلى التضليل الذي قد يصيب السائقين على الطرقات وقد يقودهم إلى أماكن مختلفة عن وجهتهم كما أنه يعرقل الملاحة الدقيقة خلال عمليات البحث والإنقاذ، والاهم هي الملاحة البحرية حيث تعتمد السفن بشكل أساسي على الـGPS من أجل بلوغ وجهتها، وأي تشويش عليها قد يشكّل خطرا على سلامتها وسلامة ركّابها.
وهنا يبرز السؤال الاكبر: هل مطارنا في أمان؟ وأي مصيرٍ للملاحة الجوية في لبنان في حال تكرّر حصول تشويش؟
يكشف مصدر أمني في الطيران المدني لموقعنا أن الطائرات تعمل بواسطة نظامين، الاول هو الـGPS، والثاني هو الـGround. فإذا تعذّر استخدام الاول عند الإقلاع والهبوط، تستعينُ عندها بالثاني لإلتقاط الإشارة من الارض.
ويوضح المصدر أن التشويش على المطار ليس بالأمر الجديد، فهو يحصل دائما، وقد زادت وتيرته بشكل كبير في الفترة الاخيرة وتحديدا منذ اندلاع الحرب في غزة خصوصا من الجهتين الجنوبيّة والشرقيّة، غير أنه لا يؤثر على حركة الملاحة بفعل التجهيزات الفعالة والدقيقة الموجودة على أرض المطار.
نسأله عن الطائرة التي عجزت عن الهبوط في مطار بيروت قبل أسبوعين تقريبا وعادت أدراجها إلى تركيا، فيشرح أن الطيار حينها لم يرغب بالهبوط لانه رفض أن يحطّ بطائرته إلا مع توفّر النظامين الاثنين، الجوي والأرضي.
ومن هنا وفي ما يتعلق بالملاحة الجوية، فإن الخطرَ الاكبر يكمنُ على الطائرات أثناء تحليقها فوق المحيطات والبحار وفي الجوّ بعيدا من المطارات، حيث لا يمكنها الاستعانة بنظام الـground، وبالتالي أي تشويش عليها سيؤدي إلى إرباك كبير وتضليل لها ولوجهتها.
لا خوف إذًا على مطارنا وحركة الطيران منه وإليه… إلا أن الخوف يبقى مشروعا في لبنان في كل زمان، طالما أن الجغرافيا ظلمتنا ومعها.. بعضُ البشر.