داعش على حدود اوروبا بعد صوملة ليبيا
روما ـ أصبح مسلحو تنظيم “داعش ” على بعد خطوة من القارة الاوروبية بعد أن وسّع التنظيم من سيطرته على مساحات من ليبيا وبات يهدد الوجود الاقتصادي والسياسي لمنطقة شمال افريقيا واوروبا، لتصبح بذلك ليبيا مرشحة بقوة لأن تصبح صومال جديدة في حوض البحر المتوسط.
وقالت صحيفة “الجورنالي” الإيطالية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن تحول ليبيا إلى ما يشبه دولة الصومال على يد تنظيم “الدولة الاسلامية” لن يعيق فقط حركة الملاحة في حوض البحر المتوسط، بل سيشكل أيضا تهديدًا للأمن القومي الإيطالي ذاته.
وأكدت إيطاليا في وقت سابق أن تنظيم “الدولة الاسلامية”، يمثل تهديدا كبيرا لها وللقارة الأوروبية، مشيرة إلى أن الجهود الوطنية المبذولة قد لا تكون كافية من أجل حماية الأمن القومي لها.
وأعرب بيان صادر عن رئاسة الحكومة عن القلق البالغ لدى روما حيال الإرهاب، مشيرا إلى أن العالم يشهد في الوقت الراهن ارتفاعًا ملحوظًا في أعمال العنف، والإرهاب، والتوتر، وعدم الاستقرار، مستشهدا في ذلك بما يحدث في سوريا، والعراق، وليبيا، وأوكرانيا.
ونشرت صحيفة “ذي غارديان” تقريرا يرصد أحوال مدينة درنة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”، يؤكد أن ليبيا تقدم فرصة أفضل من سوريا والعراق لـلتنظيم المتطرف للنمو.
وتعتبر ايطاليا البوابة الجنوبية للقارة الاوروبية، ما يعتبره مراقبون ان ذلك سيشجع المتطرفين على التمركز في ليبيا لغناها النفطي ولاستهداف القارة الاوروبية.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى إلى التقليل من خطر وجود التنظيم المتطرف على سواحل ليبيا المطلة على البحر المتوسط، لأنها لا تريد توسيع هجماتها على منطقة شرق ليبيا، فعلى الرغم من اعتراف قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا الجنرال ديفيد رودريغيز بهذا الواقع إلا أنه ما زال مصممًا على وصف هذا التنظيم بـ”الوليد” و “الدولة الناشئة”، وهو وصف لا يتناسب مع تنظيم أقام معسكرًا تدريبيًا ما يعني أنه مسيطر على الأرض، إذًا فالوضع أخطر مما يصفه الجنرال الأميركي.
ووصف تقرير الغارديان حالة درنة تحت حكم تنظيم “الدولة الاسلامية” وفق روايات محلية، إذ ترفع سيارات الشرطة شعار التنظيم وتتدلى الرايات السوداء من المباني، وتوجّه اللافتات المضيئة بالشوارع رسائل التنظيم المتطرف، وكيف نصَّب أبو البراء الأزدي، الذي تمت مبايعته كأمير لدرنة نفسه كقاضٍ يوزع الإعدامات التي يقوم بها مقنعون باستاد الكرة، وعقوبات الجلد التي تتم على منصة خارج المحكمة.
وأُمرت الميليشيات المتطرفة المدارس بفصل الطلاب الذكور عن الإناث، ومُنعت المحال من عرض الملابس على التماثيل النسائية، وأضاف التقرير أنه يجري تصفية درنة من المعارضين بسلسلة من الاغتيالات للقضاة والنشطاء ومسؤولي الحكومة، ونقل التقرير عن أحد من غادروا درنة أن “جميع من في درنة غاضبون، ووُجدت تظاهرات إلا أنه لا يريد أحد أن يتظاهر الآن”.
والمعروف أن درنة تقع على مقربة من منطقة صحراوية بها العديد من الجبال بشكل يسمح بإقامة معسكرات تدريب بعيدة عن العيون كما سبق وفعل تنظيم “الجماعة الليبية المقاتلة”. ويـُعتقد أن بعض الجماعات المتطرفة استقرت في تلك المنطقة.
ويضم تنظيم “الدولة الاسلامية” في ليبيا الآن نحو 800 مقاتل موزعين على نحو 6 قواعد منتشرة حول المنطقة المأهولة بالسكان في ليبيا، أما معسكر التدريب الموجود في منطقة درنة الساحلية يضم قرابة الـ200 مقاتل.
وقال أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة كينغز كوليدج، بيتر نيومان “إن “داعش” يتبع سياسة بقعة الزيت حيث يسعى لتكوين مجموعات حول العالم حتى تنمو ثم يتم ضمها معًا”.
وتابع نيومان قائلاً “إن أكبر تحد يواجه “داعش” الآن هو الانتشار أبعد من درنة والتفوق على سكان دولة الخوف”.
ويرى مراقبون أن سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” على شرق ليبيا سيسهل عليها مهمة الاتحاد مع الفصائل المتطرفة من جماعة الإخوان المسلمين في مصر في الوقت الذي تواجه فيه مصر، ليضع تنظيم “الدولة الاسلامية” الرئيس عبد الفتاح السيسي بين المطرقة والسندان، وهو ما دفع السيسي لطلب التعاون مع إيطاليا أثناء زيارته الأخيرة لروما لأنها حليف استراتيجي لا غنى عنها بالنسبة لمصر.