د.بسام روبين
لقد نجح طوفان الأقصى في كشف الصورة الحقيقية لأمريكا والغرب ووضع أمام أعيننا ألوانا طبيعية ما كان لنا أن نراها لولا طوفان الأقصى ،فأمريكا والغرب وخلال الساعات الأولى من العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا أصدرت عقوبات عديدة ضد روسيا وجمدت أرصدتها في البنوك وقدمت دعما غير محدودا لزيلنسكي أما في الحالة الإسرائيلية وبرغم أن القانون الدولي منح حق المقاومة بشتى الوسائل ضد المحتل وبرغم جرائم الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في غزة من قتل للأطفال والنساء وهدم للمستشفيات والمساجد ،نجد أمريكا مستمرة في تقديم الدعم العسكري والمالي للكيان المحتل واستخدمت الفيتو عدة مرات في وجه العالم كان آخرها الدفاع عن إسرائيل في إرتكابها مجزرة ضد من تم تجويعهم أثناء تداعيهم للحصول على مساعدات غذائية حملتها بعض الشاحنات القادمة من دول عربية حيث إستشهد عددا كبيرا من الفلسطينيين ووقفت أمريكا بالفيتو اللعين ضد أي قرار يحاول إدانة إسرائيل في مشهد جسد إزدواجية المعايير وأظهر أمريكا جالسة مع ذلك الذئب المجرم تأكل معه لحم الأبرياء ،وبنفس الوقت تحاول خداع العالم بالذهاب إلى الراعي الذي تعرض قطيعه للقتل والسلب فهي تحاول إنزال مساعدات من الجو في مشهد لا يليق بدولة عظمى تحكم العالم وبيدها أوراق وقرار وقف إطلاق النار ،فالإنزال قد يكون مقنعا ومقبولا من دول صغيرة لا حول لها ولا قوة أما أمريكا العظمى الداعم الأول لإسرائيل فلا يقبل منها ذلك بل يعتبر إقرارا واعترافا منها بقيام إسرائيل بتجويع وتعطيش الفلسطينيين وبما أن أمريكا حتى اللحظة هي من تهيمن على هذا العالم فنراها تنتهك القانون الدولي وتمارس إزدواجية المعايير وتشارك في قتل الأطفال والنساء ،مما دعا الطيار الأمريكي البطل للتمرد على سياسات البيت الأبيض وحرق نفسه بلباسه العسكري أمام سفارة الكيان المحتل في واشنطن