جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

قوارب النزهة النيلية في كساد

817

يشكو صُناع قوارب النزهة في نهر النيل من قلة الإقبال ويقولون إنهم مهددون بالكساد.

لا يزال مناخ العمال والاستثمار بطيئا ولم تعد حركة السياحة في مصر بعد إلى سابق عهدها مع استمرار الاضطرابات السياسية والأمنية في مصر منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 ومع تزايد تهديدات جماعات إسلامية متشددة منذ عزل الرئيس الإسلامي الاسبق محمد مرسي في اعقاب مظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على حكمه.

ولا يزال كل ذلك يؤثر على العديد من القطاعات والصناعات.

ذكر شاذلي محمد الذي يملك قاربا للنزهة في نهر النيل في أسوان أن دخله تراجع كثيرا في السنوات القليلة الماضية.

وقال “كنا شغالين في أسوان في حتة اسمها جزيرة النباتات ولي بتاع حوالي 15 سنة أو 16 سنة بالكثير كدا يعني في السياحة. وكانت السياحة حلوة معنا ونجيب أجانب ونروح بهم نحمل بالمراكب الشراعي عندنا بتاعتنا ونروح جزيرة النباتات وجزيرة اليفانتين والمتحف وكانت الدنيا حلوة وفلوس كانت حلوة .. عنجيب فلوس كل يوم 500 أو 300 ومعايا عيالي.. يعني معايا ثلاث عيال أنا.. هو ابني اسمه طه وعبلة وياسمين. وقد إيه يعني عشان اشتغلت بالصلاة على النبي وعجيب بالحلال عشان رزق عيالي. دلوقت حاليا مفيش بواخر. كلها واقفة. مفيش أجانب”.

صُناع القوارب النيلية أيضا يقولون إن الطلب على بناء قوارب جديدة كاد يتوقف في السنوات الماضية لعزوف المصريين عن الخروج في نزهات خوفا من الاضطرابات الأمنية.

وقال شعبان رشاد “هو من قبل الثورة كان الشغل أحسن من كدا. الثورة.. الأربع سنين بتوع الثورة الجو فيهم وقف خالص. أقول لحضرتك ليه.. لأن البلد ذات نفسها وقفت كلها.. حركة البلد كلها وقفت ذات نفسها. بالنسبة للسياحة.. بالنسبة للزبون والناس اللي عايزة تتفسح في البحر وكدا فالحركة كلها وقفت بالنسبة للمراكب عامة يعني”.

ورث عثمان فتحي حرفة بناء قوارب النزهة النيلية عن أبيه وجده ويحرص حاليا على نقل حرفته التي يفتخر بها إلى أبنائه.

وقال فتحي في ورشته على شاطيء النيل “مراحل تركيب المركب بيبدأ صاحب المركب بيجيب الحديد اللي هو عايزه. فيه مواصفات.. واحد عايز حديد خمسة مللي.. واحد حديد ستة ملليز. واحد سبعة.. بيجيب حديد وأنا بأجمع وأقطع وأبدأ أعمل العظم بتاع المركب وأقفله حديد وأبدأ لا مؤاحذة أجمعه وأقطعه وفي الآخر بياخذ دهانات اللي هي عازلة للمية”.

وينظر “المراكبي” شاذلي محمد إلى النيل ساهما في وجوم ويتذكر أياما لم تكن فيها مصر تعرف التفجيرات والهجمات على الشرطة والجيش بل وعلى المدنيين ويتباهى بثقة السائحين الأجانب بأمانة المصري.

وقال “بلدنا دي حلوة مصر وكل بلاد برة بتيجي عندنا. وفيها بيقولوا أحلى بلد بتاعتنا.. بلدنا دي مصر والأجانب عندنا بتطمئن معنا تسيب شنطها وتسيب فلوسها وييجوا يطلعوا الجزيرة وييجوا يلقاها زي ما هي”.

وكان وزير السياحة المصري هشام زعزوع قد قال لرويترز إنه يتوقع “تعافيا قويا” للسياحة في البلد في مطلع عام 2015 مُعولا على تحسن معدلات الإشغال بالفنادق خلال الربع الثالث من العام الجاري

ويتطلع زعزوع إلى وصول عدد السائحين الوافدين إلى مصر إلى أكثر من عشرة ملايين سائح وأن تتجاوز الإيرادات سبعة مليارات دولار في العام الجاري