الهيئة العامة لـ”باديكو” القابضة تقر توزيع أرباح نقدية على المساهمين بنسبة 5%
عالم السياحه – WTTEN- اقرت الهيئة العامة لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار “باديكو القابضة”، توصية مجلس الادارة بتوزيع ارباح نقدية على المساهمين بنسبة 5% من رأس المال، بواقع 5 سنتات للسهم.
وعقدت الهيئة العامة للشركة اجتماعها السنوي العادي الثامن عشر، امس، في العاصمة الاردنية عمان، وتم بثه عبر تقنية الاتصال المرئي مع رام الله، بحضور أعضاء مجلس الادارة والمستشار القانوني للشركة، ومدقق الحسابات الخارجي، وحملة 71.1% من اسهم الشركة.
وفي كلمته الى المساهمين، قال رئيس مجلس الادارة منيب رشيد المصري، ان توصية مجلس الادارة بتوزيع ارباح على المساهمين تعكس حرصه على الالتزام بسياسة وضعها قبل سنوات، بتوزيع ارباح سنوية، رغم انهماك الشركة بتنفيذ مشاريع جديدة بعشرات ملايين الدولار، وأيضا تأثر أرباحها بالأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها فلسطين، وما رافقها من ازمة مالية حادة اثرت سلبا على مجمل قطاع الاعمال.
وقال انه بالرغم من هذه الأوضاع، فقد حققت الشركة ارباحا قبل الضريبة في العام 2012 بمقدار 20.04 مليون دولار قبل الضريبة، معبرا عن رضا مجلس الادارة عن النتائج التي حققتها الشركة خلال العام.
عشرون عاما على تأسيس الشركة
واستعرض المصري مسيرة الشركة على مدى عقدين من الزمن، والانجازات التي حققتها والتحديات التي واجهتها.
وقال: ونحن على اعتاب العقد الثالث من عمر الشركة، وبنظرة فاحصة الى الوراء، استطيع القول بكل فخر ان “باديكو القابضة” قد نجحت بامتياز في قيادة مسيرة الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني، برؤية لم يغب عنها يوما هدف المساهمة الفاعلة في بناء دولة فلسطينية مستقلة قادرة على توفير العيش الكريم لابنائها وبناتها . دولة تحترم الحقوق والحريات وتساوي بين جميع مواطنيها وتوفر فرصا متكافئة لهم.
واضاف: على مدى عقدين من الزمن، اسست “باديكو القابضة” واستثمرت في نحو 33 شركة موزعة على مختلف القطاعات الاقتصادية: السياحة، والزراعة، والصناعة، والخدمات، والانشاءات والتطوير العقاري، والبنى التحتية، ليصل اجمالي موجوداتها في نهاية العام 2012 الى حوالي 774 مليون دولار، وتوزعت استثماراتها على مختلف المناطق الجغرافية، فشملت الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، كأنما ترسم باستثماراتها حدود الوطن.
الانقسام التحدي الأسوأ
وفيما يتعلق بالتحديات، قال المصري “ان طريق الشركة نحو تحقيق كل هذه النجاحات لم يكن يوما مفروشا بالورود، بل على العكس من ذلك، فقد واجهت تحديا في كل مرحلة، وعقبة في كل خطوة، ومنذ الايام الاولى لمناقشة فكرة تاسيس الشركة، والتي انطلقت في اجتماع مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، لم يكن لدينا ادنى وهم بشان وعورة الطريق وحجم الصعوبات التي سنواجهها، لكن هذا لم يثن عزيمتنا، وقررنا المضي قدما مهما كانت الظروف”.
واعتبر التحدي الأسوأ الذي واجهه الاقتصاد الفلسطيني، وترك اثارا غاية في السلبية على اداء الشركات والاقتصاد عموما، بل وعلى مجمل مشروعنا الوطني، تمثل بالانقسام الذي بدأ في حزيران من العام 2007، يرافقه انسداد في الافق السياسي وجمود في العملية السياسية، ودخول السلطة الوطنية في ازمة مالية غير مسبوقة ادت الى ارباك في دفع الرواتب، وعجز شبه تام عن سداد مستحقات القطاع الخاص، وبالتالي ارتفاع ملحوظ في مديونية السلطة”.
وأضاف: رغم كل الأحداث الجسام، والعقبات التي واجهت الاقتصاد الفلسطيني، فان شركتكم واصلت النمو في مختلف مؤشراتها المالية، فارتفع صافي حقوق المساهمين من 24.4 مليون دولار في العام 1994 لتصل في نهاية العام 2012 إلى حوالي 400 مليون دولار، وتجاوز مجموع الأرباح التي وزعت على مساهمي الشركة 166 مليون دولار منذ إنشائها.
واعرب المصري عن تقديره للمساهمين على ثقتهم بمجلس الشركة واداراتها التنفيذية المتعاقبة، كما اعرب عن تقديره للادارة التنفيذية، “والتي نعتقد ان لولا ثقة المساهمين، وجهود الادارة التنفيذية لما تحققت هذه النتائج”.
اداء العام 2012
من جهته، استعرض حليله، في تقرير الادارة التنفيذية للمساهمين، اداء الشركة للعام 2012، والبيئة المحيطة، ومشاريعها قيد التنفيذ، وخططها للسنوات القادمة.
وقال ان العام 2012 كان عاماً صعباً على كافة المستويات، وما زالت أحداثه السياسية والاقتصادية تنعكس سلباً على أداء قطاع الأعمال في فلسطين، كذلك، فإن قرار الحكومة بزيادة نسبة ضريبة الدخل على الشركات والأفراد ساهم في زيادة الأعباء الملقاة على كاهل القطاع الخاص، يضاف إلى كل ما سبق العدوان الإسرائيلي في نهاية العام 2011 على قطاع غزة وما نتج عنه من خسائر مادية فادحة.
واضاف: أدت كل هذه الأسباب مجتمعة إلى انخفاض النمو في الناتج المحلي الإجمالي من 10% في العام 2011 إلى أقل من 6% في العام 2012، وما صاحبه من ارتفاع في معدلات البطالة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن الأحداث الإقليمية وتبعات الربيع العربي إضافة إلى الأزمة المالية في منطقة اليورو انعكست سلباً على النشاط الاقتصادي وبالأخص على القطاع السياحي في فلسطين، ولعل العنصر الأبرز محلياً تمثل بتجميد العمل بقانون تشجيع الاستثمار وزيادة ضريبة الدخل على الشركات، الذي كلف الشركة تراجعا ملحوظا في دخلها، جاء بالأساس من تراجع أرباح الاتصالات الفلسطينية.
الأداء المالي والتشغيلي
لم تكن مجموعة شركات باديكو القابضة بمنأى عن هذه الأحداث السياسية والاقتصادية، كونها تنشط في معظم قطاعات الأعمال. يضاف إلى ذلك، دخول الشركة في استثمارات جديدة في قطاعات السياحة والزراعة والبنية التحتية، حيث أدت هذه العوامل إلى ارتفاع الإيرادات التشغيلية إلا أنه لم يقابلها بعد ارتفاع في أرباح الشركة، إذ حققت باديكو القابضة في العام 2012 أرباحاً قبل الضريبة مقدارها 20.4 مليون دولار أمريكي مقارنة مع 26.8 مليون دولار في العام 2011، بنسبة انخفاض بلغت 23.9%. ويعود السبب الرئيس لانخفاض أرباح هذا العام إلى تراجع أداء الشركات القابضة التي تم إعادة هيكلتها والهوامش الربحية المنخفضة للمشاريع الجديدة التي بدأت عملياتها التشغيلية في عامي 2011 و2012، مثل مشروع فندق المشتل بغزة وفندق السانت جورج في مدينة القدس بالإضافة إلى فندق الموفنبيك في رام الله، ومشروع مسلخ الدواجن في طولكرم، حيث تحتاج هذه المشاريع لوقت ريثما تتمكن من الوصول لنقطة التعادل وتغطية تكاليفها الثابتة. يضاف لذلك أن جزءاً من هذه المشاريع لا زال في مرحلة التأسيس ويتكبد نفقات تأسيسية جارية يتم تحميلها على بيان الدخل مثل مشروع إسكان الشرفات في القدس، مشروع نادي رجال الأعمال في رام الله، مشروع بوابة أريحا للاستثمار العقاري، ومشاريع تدوير النفايات الصلبة. كما أن تطبيق شريحة الدخل الجديدة (20%) ساهم في انخفاض حصة باديكو القابضة من نتائج أعمال الشركات الحليفة خاصة شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل”. وقد أدت هذه الأسباب إلى تدني الأرباح المتأتية من عمليات التشغيل على مستوى المجموعة بشكل ظهر جلياً في العام 2012.
الإيرادات
وفي جانب الدخل، قال حليله إن إيرادات الشركة بلغت في العام 2012 ما مجموعه 103.78 مليون دولار بالمقارنة مع 103.89 مليون دولار في العام 2011، بينما ساهمت المشاريع الجديدة في ارتفاع الإيرادات التشغيلية في العام 2012 بنسبة 8.4% مقارنة بالعام 2011 من 58.78 مليون دولار إلى 63.69 مليون دولار. كما انخفضت حصة باديكو القابضة من نتائج أعمال الشركات الحليفة من 43.07 مليون دولار في العام 2011 إلى 37.25 مليون دولار في العام 2012، نظراً لانخفاض حصة باديكو القابضة من أرباح شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل” بشكل رئيسي، إذ انخفضت أرباح بالتل من 90.74 مليون دينار أردني في العام 2011 إلى 82.13 مليون دينار أردني في العام 2012، وذلك نتيجة ارتفاع الشريحة الضريبية على دخل الشركات من 15% إلى 20% اعتباراً من بداية العام 2012، وقيام “بالتل” بتأجيل الاستفادة من الإعفاء الجزئي (50%) وفقا لقانون تشجيع الاستثمار، وذلك لمدة عامين.
تقدم في الاستثمارات
وقال حليله ان العام 2012 شهدت تطورات مهمة على صعيد التقدم في مشاريع الشركة واستثماراتها، حيث بدأ جزء مهم منها في تحقيق عوائد ظهرت اثارها في القوائم المالية للشركة، وتوقع ان تتحسن هذه العوائد بالتدريج لتصل الى المستوى المطلوب خلال العامين او الثلاثة القادمين.
فقد بدأت باديكو القابضة بتشغيل عدد من المشاريع القديمة الجديدة خلال العام 2012، أبرزها فندق سانت جورج بالقدس، الذي بدأ تشغيله في الربع الأول من العام 2012 بعد انجاز عملية تجديد وترميم باستثمارات تجاوزت 14 مليون دولار، كما شهد العام 2012 تشغيل لكامل مرافق فندق المشتل في قطاع غزة والذي يضم 222 غرفة مجهزة بمستوى خمس نجوم وقاعات ومطاعم، بعد توقف استمر لمدة خمس سنوات من أحداث الانقسام وحصار قطاع غزة.
كما واصل مشروع نخيل فلسطين في أريحا توسيع عملياته الزراعية، حيث يستهدف في مرحلته النهائية زراعة 36 ألف شجرة نخيل لإنتاج تمور المجهول، على مساحة تزيد عن 3 آلاف دونم في المنطقة المصنفة “ج”. ومع نهاية العام 2012 تم استكمال زراعة أكثر من 20 الف شجرة، وتجاوز إجمالي الاستثمار في المشروع 11 مليون دولار.
كذلك، واصلت شركة دواجن فلسطين “عزيزا” التوسع في مزارع الدجاج اللاحم لتزويد المسلخ التابع لها بحصة أكبر من احتياجاته للدواجن، ضمن مشروع يشمل إنشاء سبع مزارع في مناطق مختلفة من الضفة، بطاقة
إنتاجية تصل إلى 9 آلاف طن من الدجاج الحي سنوياً وبتكلفة تقديرية تصل إلى 7 ملايين دولار، وباستكماله تكون الشركة قد أنفقت 22 مليون دولار على مشاريعها التوسعية منذ مطلع العام 2009.
أما على صعيد مشروع “بوابة أريحا”، والذي يعتبر من أكبر المشاريع العقارية السياحية الترفيهية على مستوى الوطن، والمزمع إقامته عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا على مساحة تبلغ 3 آلاف دونم، فقد أنهت الشركة إجراءات التسجيل المجدد لأراضي المشروع من خلال إصدار شهادات الطابو من دائرة أراضي أريحا. كما استكملت الشركة إعداد دراستين شاملتين حول مصادر المياه والطاقة للازمة للمشروع، وتم أيضاً إعداد المخطط الهيكلي المبدئي في نيسان من العام 2013.
وعلى صعيد المناطق الصناعية، نجحت بريكو القابضة في الحصول على عقد الامتياز لتطوير المنطقة الصناعية الزراعية في مدينة أريحا بالشراكة مع صندوق الاستثمار الفلسطيني، وقد بدأت الشركة بأعمال تطوير البنية التحتية الداخلية للمشروع إضافة إلى توقيع أكثر من 21 مذكرة تفاهم مع شركات ومصانع أبدت رغبتها في العمل داخل المنطقة الصناعية للاستفادة من المزايا التي توفرها.
كذلك، تم استكمال تجهيز الجزء الأكبر من مشروع نادي رجال الأعمال في رام الله، والذي بلغ حجم الاستثمار فيه حوالي 5 مليون دولار، ومن المتوقع أن يبدأ أعماله التشغيلية في آب 2013.
وفي مدينة القدس، وبالإضافة إلى افتتاح مشروع فندق السانت جورج، شهد العام 2012 تقدماً ملحوظاً في تنفيذ مشروع إسكان الشرفات تمثل في الحصول على التراخيص المبدئية لأعمال البناء بعد تعطيل دام أكثر من عشر سنوات من الجهات ذات الصلة، حيث من المتوقع بدء العمل في عمليات التطوير في صيف 2013.
خطة عمل المرحلة القادمة
وعلى صعيد الخطة المستقبلية، قال حليلة إن خطة الشركة متوسطة المدى للسنوات 2013- 2017 تقوم على الحفاظ على الاستثمارات القائمة وتطويرها، واستكمال المشاريع قيد التنفيذ، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، وتحسين أداء وربحية المشاريع القائمة.
أما في مجال تعزيز السيولة النقدية وتخفيض المديونية والنفقات الإدارية، فقد وضعت الادارة التنفيذية، بتوجه من مجلس الادارة، موازنة طموحة للعام 2013 تهدف إلى تخفيض المصاريف الإدارية والعمومية بنسبة 24% لباديكو القابضة، والاستمرار بتخفيض مديونية الشركة خلال الأعوام القليلة القادمة. وقال حليله: نحن على ثقة تامة بأن إنجاز هذه الخطة سيعزز من قدرة الشركة على تحقيق نمو مستمر في الأرباح يتنامى من سنة لأخرى
بما يلبي تطلعات مساهمينا بالحصول على أرباح سنوية مستقرة، خاصة وأن المشاريع الجديدة ستكون جاهزة لقطف الثمار ابتداءً من العام 2013.