جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

إحياء مدينة أور الأثرية في العراق

موطن النبي إبراهيم ومهداً لعدد من الحضارات.

1٬853

عندما زار بابا الفاتيكان البابا فرنسيس مدينة أور العراقية في الخامس من مارس (آذار) 2021، لفت انتباه العالم إلى أهمية المدينة التاريخية والدينية، إذ تعد موطن النبي إبراهيم ومهداً لعدد من الحضارات.

منذ زيارة البابا بدأت أعداد من السائحين تتوافد إلى المدينة على رغم افتقارها إلى أبسط مقومات البنى التحتية، مما دفع الحكومة في عام 2021 إلى إعلان تطويرها وإضافة مرافق خدمية وسياحية وفنادق ودور استراحة، حتى صادق محافظ ذي قار محمد هادي الغزي، في التاسع من أغسطس (آب) الجاري، على التصاميم الأساسية لمدينة أور السياحية، لتكون بذلك أول مدينة سياحية دينية متكاملة الخدمات في المحافظة.

أهمية تاريخية

كشفت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن تفاصيل خطة تطوير مدينة أور الأثرية، وأشارت إلى أنها ستحاكي الحضارة السومرية وتستقطب السائحين من جميع دول العالم.

وقال المتحدث باسم الأمانة العامة حيدر مجيد لوكالة الأنباء العراقية إنه “نظراً إلى الأهمية التاريخية لمدينة أور الأثرية، ومن أجل تطويرها وجعلها قبلة للسائحين من جميع دول العالم، تولدت الرؤية الحكومية لتطويرها، وأخذت الأمانة العامة لمجلس الوزراء على عاتقها الإشراف على هذا الصرح الكبير، وبعد جهد استثنائي وضعت التصاميم الأساسية للمدينة السياحية وحددت المساحة المخصصة للمشروع”.

وأضاف أن “المساحة الكلية للمشروع بلغت 400 ألف متر مربع وسيحيطها سور متكامل مع بوابة رئيسة وشبكة طرق داخلية وخارجية، وانتهت المرحلة الأولى من المشروع، المتضمنة إنشاء البنى التحتية”.

وتابع أنه “تمت المباشرة بالمرحلة الثانية على أرض مساحتها 20 ألف متر مربع مقسمة إلى نصفين أيمن وأيسر، الأول سيتضمن إنشاء المسرح السومري المفتوح، سعة 1500 متفرج ومكتبة ومطعم شتوي وصيفي ومساحات خضراء ونافورات ومتحف، والنصف الثاني سيتضمن مسرح سومر المغلق مع مطاعم ونصب وتماثيل”ولفت إلى أن “جميع تفاصيل المدينة ستحاكي الحضارة السومرية، إذ إن أسماء الشوارع والمطاعم وتفاصيل المدينة ستكون على أسماء الشخصيات التاريخية السومرية، كما ستتضمن المدينة إنشاء شقق فندقية ومدينة ترفيهية، وستنقل واقع محافظة ذي قار إلى مراحل متقدمة مما يستقطب السائحين من جميع دول العالم، لا سيما أنها تجاور مطار الناصرية الدولي”.

وأشار إلى أن “آلاف الأجانب يزورون المدينة، وهي وفود قادمة من سويسرا وألمانيا وهونغ كونغ وأميركا ودول أخرى، فلا يمر يوم من دون قدوم عشرات لزيارة أور، ومن ثم التوجه نحو أهوار (الجبايش) لا سيما بعد إنشاء بيت الأهوار فضلاً عن إنشاء المتحف”.

وأهوار الجبايش عبارة عن مسطحات مائية ذات مساحات واسعة تقع شرق مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وهي امتداد لهور أبو زرك وهور الحمار، وتتغذى بالمياه من نهري دجلة والفرات. وتوجد فيها أنواع عدة من الطيور، وتضم عدداً كبيراً من الأسماك ونباتات مائية، أشهرها القصب والبردي، وأدرجت الأهوار عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي، مما يجعلها من المناطق الفريدة التي يجب المحافظة عليها، وتعد من المناطق السياحية المهمة، لا سيما في فصل الشتاء.

“زيارة البابا إلى العراق وذي قار أوضحت أن البلاد تمتلك ملامح لحضارة يمكن أن تكون جزءاً لعبور الأوروبيين وحجهم إليها، فحضارة أور هي حضارة عالمية لا تقتصر على دول محيطة، وإنما هناك تاريخ للعالم لهذه المدينة”.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تفعيل لسكك الحديد إلى أوروبا، حتى يسهل تنقل السياح ونقل السلع، ومن ثم إنعاش الإيرادات غير النفطية وتحريك سوق العمل للصناعات الشعبية.

وقال رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث الدكتور ليث مجيد حسين، إنه بعد زيارة البابا إلى مدينة أور كانت هناك حاجة إلى تهيئة الظروف المناسبة لتكون هناك سياحة حقيقية في المنطقة وليتمكن السائح من المبيت، ولفت إلى أن هناك عديداً من البعثات والزوار يأتون إلى العراق لزيارة أور والمناطق المحيطة بها مثل أريدو والوركاء والأهوار.و عندما ينشط القطاع السياحي يجب العمل على تنويع المنتجات السياحية إضافة إلى المعالم الثقافية والتاريخية والدينية، مثل السياحة البيئية والرياضية والطبية، والسياحة الصحراوية، مما يساعد في جذب فئات متنوعة من السياح.