جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

نوبل للفيزياء تتوج مخترعي مصابيح ليد الثورية

636

تاج الشرق- ستوكهولم – منحت جائزة نوبل للفيزياء للعام 2014 الثلاثاء الى اليابانيين ايسامو اكاساكي وهيروشي امانو والاميركي من اصل ياباني شوجي ناكامورا وهم مخترعو الصمام الثنائي الباعث للضوء او ما يعرف بتقنية “ليد” للانارة التي تسمح باقتصاد الطاقة.

وتعتبر مصابيح ليد العصرية من المنتجات عالية التطور، وهي موفرة للطاقة عشرة مرات عن مصابيح الإضاءة الكلاسيكية المتوهجة، كما انها تتميز بالصلابة وتنوع الاستخدام بسبب تصميمها المدمج الصغير.

وكوفئ الباحثون الثلاثة “لاختراعهم مصدر ضوء جديدا فعالا على صعيد استهلاك الطاقة ومراعيا للبيئة” على ما قالت لجنة نوبل في بيانها.

واجرى اكاساكي (85 عاما) ابحاثه مع امانو المولود في العام 1960 في جامعة ناغويا اليابانية في حين ان ناكامورا المولود في اليابان العام 1954 والباحث الان في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا (الولايات المتحدة)، كان يعمل على الموضوع نفسه في شركة يابانية صغيرة.

ومن خلال اختراعهم لمصابيح “ليد”، “نجحوا حيث فشل الجميع” على ما شددت لجنة نوبل التي اعتبرت ان الاكتشاف “احدث ثورة”.

وسيتسلم الفائزون الثلاثة جائزتهم في العاشر من كانون الاول/ديسمبر وسيتقاسمون مبلغ ثمانية ملايين كورونة سويدية (حوالى 883 الف يورو).

وتعد مصابيح ليد أكثر كفاءة من مصابيح الفلورسنت المعروفة والتي تحتوي على مادة الزئبق السامة.

وتمكن هذه التقنية الفريدة من نوعها من زيادة نسبة الإضاءة، مع خفض استهلاكها للكهرباء، وتقلل تكلفة الاستهلاك، وتوفر الأمان والسلامة للفرد من التأثر بها بشكل مباشر، كما ان الصيانة بها تقريبا معدومة والعمر الافتراضي لها يصل لسنين طويلة.

وبمقدور هذه المصابيح إنتاج الضوء بألوان متعددة مولدة حرارة أقل، باستهلاك يبلغ جزءا من طاقة الأنواع القديمة من المصابيح.

وتحتل مصابيح ليد المرتبة الأولى في حلول الإضاءة المنخفضة الطاقة، ولا سيّما في الخارج وفي الهواء الطلق وعلى الطرقات الأساسية، وتقدّم تجارب إضاءة أفضل بكثير.

والضوء الذي تولده التقنية المبتكرة سواء استخدمت في الإضاءة العادية، أو أجهزة الكومبيوتر اللوحية، أو الشاشات التلفزيونية يميل أكثر إلى الطرف الأزرق.

وللضوء الأزرق فوائده الكثيرة، فهو ينبه المستقبل الضوئي في العين، مما يقلل من إنتاج هرمون “ميلاتونن”، وبالتالي يساعد الشخص على البقاء مستيقظا.

وأكدت دراسة دولية سابقة أن الضوء الأزرق يساعد المخ على استيعاب مشاعر الآخرين وأن وجوده يسهل عملية التواصل العاطفي أكثر من الضوء التقليدي.

وحسب دراسة نشرت في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم فإن وجود الضوء الأزرق يعزز تواصل مناطق المخ المسئولة عن استيعاب المشاعر.

ولم تعد المصابيح الضوئية الحديثة مخصصة لمجرد الإضاءة فقط بل اقتحمت التقنية الجديدة عالم التكنولوجيا من اوسع ابوابه حيث ابتكر علماء عدسة لاصقة للعينين مكونة من مصابيح ليد تقوم بنفس دور العينين.

وابتكر مجموعة من العلماء في جامعة واشنطن تصميماً فريداً لعدسات لاصقة للعينين تحتوي على مصابيح ليد ضئيلة الحجم تسمح لمستخدمها بمشاهدة التلفزيون.

وافاد الباحثون أن تلك العدسات عندما تنطفئ مصابيحها، تصبح الرؤية بها طبيعية تماماً وتصبح العدسات مشابهة للعدسات التقليدية، ولا تسبب أي ضيق أثناء ارتدائها.

كما يمكن إدارتها والتحكم بها من جهاز كومبيوتر، أو بواسطة تطبيق هاتف ذكي، تماما كبرمجة التلفزيون.

واشارت تجارب ناجحة قام بها علماء صينيون إلى إمكانية دخول مستخدمي الانترنت في البلاد إلى الانترنت من خلال إشارات تنبعث من المصابيح الكهربائية باستخدام تقنية “لاي فاي”بدلا من “واي فاي”.

ومصطلح “لاي فاي” هو من ابتكار هارلد هاس، وهو أستاذ هندسة الاتصالات بجامعة “أدنبر” البريطانية، ويعني نوع من أنواع تكنولوجيا إتصالات الضوء المرئي بطريقة مماثلة لـ”واي فاي”.

وقالت تشي نان، أستاذة تكنولوجيا المعلومات في جامعة “فودان” في شانغهاي، أن أربعة أجهزة كمبيوتر تحت مصباح ضوئي بقوة واط واحد يمكنها الاتصال بالانترنت وفقا لمبدأ أن الضوء يمكن استخدامه باعتباره ناقلا للبيانات بدلا من ترددات الراديو التقليدية مثل “الواي فاي”.

ومع تطوير المصابيح العاملة بتقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء، باتت هذه الأدوات البسيطة تقوم بأكثر من مجرد الإضاءة والانطفاء لتتحول الى حجر الزاوية للحفاظ على البيئة، مما يعني تحسين صحة الإنسان ومزاجه، وحتى طعامه.

واعتبر جون سترينك المدير العام لشركة جنرال إلكتريك للإضاءة الاستهلاكية ان المصابيح الصحية تتخطى بسرعة قياسية مجالات الإضاءة العادية.

وقال زوران فاسيليف، المدير التنفيذي لشركة فاليو بارتنرز: “يُمكن للأسر التي تتبنى تقنيات الإضاءة ليد الحدّ من استهلاك الطاقة بنسبة تقدر بين 10 إلى 15 بالمائة، في حين بإمكان القطاع التجاري توفير ما يصل إلى 40 بالمائة من نسبة استهلاك الطاقة”.

واعتبرت هيئة الطاقة الأمريكية إن هذا الانخفاض في التكلفة يُشير إلى أن كفاءة وتكلفة المصابيح العاملة بتقنية الإضاءة ليد.

وفي هولندا وكندا من بين أماكن كثيرة أخرى في العالم، يستخدم زارعو الخضار والطماطم مصابيح ليد لتحسين الكمية، وزيادة إنتاج الفواكه، وتخفيض فترة نضوج الخضار، مع تخفيض كلفة استهلاك الطاقة