روائع الطبيعية الاردنية:من سلسلة توثيق (أ.د. احمد ملاعبة )/بني كنانة لواء الثقافة الأردنية-2023 بلدة سمر و سحم
*روائع منطقة الجبيل-المنطقة الواقعة بين وادي اسعيد في كفرسوم وسحم
عالم السياحة:
من سلسلة توثيق بني كنانة لواء الثقافة الأردنية-2023
أ.د. احمد ملاعبة
12- بلدة سحم ..كثافة حضارية تنافس الموقع العالمية
** روائع الطبيعية: بلدة سمر و سحم
*جماليات الاودية الخضراء عى ضفاف نهر اليرموك
**رحلة ال 5 الآف عام مع العصر البرونزي في اودبة النهرالخالد
***وادي سحم … المدينة المسورة والكهوف الكبيرة والحصن المنيع
عبق المعركة تفوح من سيف الله المسلول من تلة خالد وسط نهر اليرموك
****كهوف ضخمة برسم تاهليها متاحف للتراث الحضاري
*****تكشفات جيولوجية لتكوينات العصر الكريتاسي وعصور الثلاثي والرباعي وشواهد تكنونية تدل على وجود انهدام نهر اليرموك
الوادي المنتج مياة وينابيع وفيرة واشجار ياسقة وكثيرة
مزارع الجوافة على مساحات ضفاف النهر
اعادة تأهيل المنطقة سياحيا وانشاء متنزهات واستراحات منافسة عربيا وعالميا
روائع منطقة الجبيل
المنطقة الواقعة بين وادي اسعيد في كفرسوم وسحم تدعى منطقة الصدر، ويأتي بعدها أرض “الجَلْمة” – الجَلْمة أو الجُلْمة حسب المعاجم العربية بمعنى الشيء-، مع أن بعضهم يرجح أن الاسم جاء من سنام الجمل، وبعد الجِلْمة تأتي منطقة وادي عيش الرمان، من ثم منطقة جبيل.
المنطقة من بداية الصدر وحتى الجَلْمة وصلها الآن الامتداد العمراني، وأما باقي أراضي المنطقة حتى جبيل فهي بأغلبها مزروعة بأشجار الزيتون.
نهاية منطقة جبيل تلتقي بوادي عقربا، وادٍ مستعرض ينتظر اليوم بفارغ صبر تدفق المياه إليه كسابق عهدها، أيام كانت وفرة المياه هي سيدة الموقف في لواء بني كنانة.
على أطراف جبيل من جهة وادي اسعيد يقع شِعِب “المظلمة”، وبشكل عام فإن المنطقة من وادي عيش الرمان إلى شِعِب المظلمة، وهي عبارة عن جزيرة وسطية على شكل هضبة، هي منطقة جبيل، وجبيل مصغر جبل، وهي جزيرة من الطبيعة الخضراء الخلابة، فيها أشجار الزيتون والسنديان، لكن أكثر ما يميزها كثافة أشجار البلوط فيها، خاصة الملول منها.
وادي سحم
سحم جاء كما ترجح معظم الروايات من الحديث النبوي، الذي جاء فيه وصف لأهل مصر “سُحُمٌ جعاد”، أي سُمْرٌ، شعرهم أجعد، وقد يكون الاسم قد جاء من سمرة تربتها الغنية بأكاسيد الحديد والمعادن الأخرى، وربما لوجود الصخر البازلتي بكثافة في المنطقة.
يبدأ الوادي من منطقة الصدر، حيث انتهى وادي حروبيا، وأما بلدة سمر فتبدأ من الصدر أيضا، أي تمتد من الجنوب إلى الشمال، والبداية من ارتفاع 420 فوق سطح البحر، ومن ثم يأخذ الوادي بالانحدار التدريجي، إلى أن يصل عمق الوادي عند نهايته إلى ما دون مستوى سطح البحر.
قبل ان يبدأ الوادي بالانحدار هناك أرض على شكل هضبة، تقع غرب منطقة الصدر، يطلق عليها الأهالي تعبير “الدواقير”، وذلك لخشونة أرضها، بسبب كثرة حجار الصوان فيها.
ينابيع سحم
تشتهر سحم بكثرة ينابيعها، ففيها 16 ينبوعا أو عينا، نصفها تقع في وادي سحم، ونصفها الآخر، تقع في وادي غربي البلدة، واسمه وادي كفر لاهيا، وفي الوادي قرية أثرية، والاسم يعني بيت الآلهة.
أكبر ينابيع سحم وأكثرها تدفقا عين عش الرمان، يليها عين العمور، وعين خلة العين، ومن ثم المسبغانية، وعين أم جرين وعين الصفا وعين الصنيبعة وعين غزال
** الدير
وادي سحم يأخذ أول ألف متر منه تقريبا شكل حرف U، أي وادٍ فسيح، لكنه يتحول إلى وادٍ سحيق، أقل اتساعا، أي يأخذ شكل V، والوادي مملوء بأشجار الرمان والعنب والتين، ورمانه مشهور باسم رمان سحم.
ما بين حرفي الـVوالـU، أي ما بين الوادي الفسيح والوادي العميق، وتحديدا عندما يبدأ الوادي بالانحدار بشدة، يحتفظ المكان بذاكرة حية عن قصة تاريخية، ما زالت بعض فصولها غامضة، تحتاج إلى مزيد من البحث والاستقصاء، فعلى جنبات الوادي يوجد كهوف منحوتة في الصخر، يُطلق عليها الأهالي تعبير “الدير”، والدير يُطلق وفقا لميثولوجيا شعوب المنطقة على كل كيان محفور في الصخر، سواء كان ديرا للعبادة أو كان غير ذلك.
اختلاف في الرأي
كهوف سحم أو الدير حسب الثقافة الشعبية السائدة، ظاهرة حيرت معظم الناس، حتى الباحثين والخبراء، وقفوا حيالها مختلفين، فبعضهم أعادها إلى العصر اليوناني الروماني، لجهة أن طريقة الحفر يمكن مقارنتها بالكهوف الرومانية في عقربا، وآخرون يعيدونها إلى أبعد من اليونانيين والرومان، لكن الأرجح حسب ما أعتقد أنها من العصر اليوناني الروماني، خاصة أنه عُثر في هذه الكهوف على نقوش يونانية، لكن هذه الحقيقة يمكن دحضها، لجهة أن الحروف اليونانية ظلت مستخدمة في بلاد الشام حتى القرن الثامن الميلادي، لكن تبقى قصة هذه الكهوف المحفورة غامضة، وتحتاج إلى جهود إضافية.
اللفائف
لفائف كثيرة تشبه لفائف قمران، التي وُجدت في منطقة البحر الميت، وُجدت في منطقة سحم، ويبقى سؤال كبير برسم الباحثين والعلماء، للإجابة عليه، السؤال يقول:
هل وُجدت هذه اللفائف في الدير، أي في كهوف سحم المنحوتة في الصخر؟
تُعرف هذه اللفائف محليا بالـ”جعران”، وهي عبارة عن تعاويذ وأدعية، ويشار إلى أن قصة انتشرت، تبناها كثيرون، تتحدث عن أن المسيح عليه السلام، حينما خرج مع 80 من تلامذته هربا من بطش الرومان، وغاب معهم 40 يوما، كانوا يأكلون فيها العسل والجراد، أنه لجأ بهم إلى دير سحم، أي أنه مكث في كهوف وادي السحم المدة التي اختبأ فيها، لكن هناك روايات أخرى ظهرت بعد تزايد البحث عن الكهف الذي لجأ إليه المسيح مع تلامذته، ترى أنه يقع في بيت إيدس، وأخرى تقول أنه لجأ إلى كهف عيسى في أم قيس، لكني أُرجح أن يكون المسيح قد لجأ إلى كهوف سحم.
الجامع القديم
نعود إلى بلدة سحم، التي تشتهر بوجود ثلاثة معالم رئيسية فيها، أولها جامع قديم، منسوب إلى العصر الأيوبي المملوكي، يتميز أنه مبنيٌّ من الحجر الجيري المُشذب. طول المسجد 14 مترا، وعرضه أربعة أمتار، وارتفاعه كذلك أربعة أمتار، وسماكة جدرانه تتراوح بين متر واحد ومترين اثنين. الزخرفة في الجامع القديم مزيج جميل يجمع بين فن العمارة الإسلامي، وفن العمارة الروماني، والبيزنطي.
أُهُمل هذا الجامع فترة طويلة، فأمسى في وضع متردٍ، تهدمت بعض جدرانه، لكن يبدو أن أحدا ما تنبه إلى أهمية هذا الجامع، فقد أُحيط قبل مدة بسياج، وغُطي بغطاء بلاستيكي، وبدأت عملية صيانته، والجامع يقع على كتف الوادي، وتحته مباشرة يقع الدير، أي من ينظر من فوق، أو من جانب المسجد، إلى الوادي يرى الكهوف المنحوتة، والعكس صحيح، فالصاعد من عند الدير، أول ما يواجهه هو الجامع القديم.
الحِصن
يقع بجانب الجامع القديم أسوار مبنيّة من حجارة ضخمة، وتشير الدلائل إلى أن هذا السور هو ما تبقى من حِصن يعود إلى العصر البرونزي، أي قبل الرومان بحدود 3 آلاف عام، ويرجح أن الحِصن كان عبارة عن حامية عسكرية، فمنه تخرج وتعود إليه، أنفاق، يصل طول بعضها أكثر من ألف متر.
بجانب الحِصن والجامع الكبير بنى الأهالي في السابق، دورا قديمة من الطين والقش، هجروها الآن، بعد أن انتقلوا للعيش في منازل إسمنتية.
تل الحصون
هو تل روماني، يقع إلى الغرب من الجامع القديم والحِصن، ما زالت آثاره موجودة في المكان، ولدى الأهالي، مبنيٌّ على التل كنيسة قديمة، يرجح أنها بيزنطية. ويقع في سحم حوض من الأرض أخذ اسم هذا التل، فاسم الحوض، حوض تل الحصون، لكن يبقى هذا التل قيد البحث وهي تحت الإجراء.