مليارات قد تجذبها أنفاق البازلت في الحرة الأردنية، كيف؟
عالم السياحة:
كتب أ.د. محمد الفرجات
أقرأ كثيرا وأعيش بوسط ليس ببعيد عن معاناة الناس؛ فقر، بطالة، معاناة… إلخ، فأجول بالأفكار الفكرة تلو الأخرى لعل إحداها تصيب وتنقذ هذا الإقتصاد الذي عانى تحديات الفساد وعبيء موجات اللجوء والوباء والربيع العربي وحرب روسيا أوكرانيا… إلخ، ليقع المواطن بين فكي الجوع والإحباط.
كفانا حديثا عن واقع مؤلم، ولنذهب إلى فحوى العنوان الغبي أعلاه، فهنالك وبكل بساطة عشرات آلاف العائلات من أثرياء العالم، والذين لا يجدون ما يدارون به خوفهم من شبح الموت بالحرب النووية المفترضة كنهاية للصراع العالمي المعلن والخفي، سوى التخندق داخل ملاجيء محصنة تحت الأرض في اماكن معينة من العالم، وتبنى بمواصفات وتجهيزات معينة تجعلها مع طبيعة جيولوجية هذه المناطق وحسب قتاعاتهم، لا تتأثر بالإشعاع ومنتجات الحرب النووية القاتلة.
العجيب هو أن هنالك شركات عالمية أصبحت تتاجر بهذه الملاجيء، وتبيعها بالملايين لتجمع المليارات، بينما تكلفها القليل جدا مقارنة بثمن البيع.
أعلن صديقنا الجيولوجي البروفيسور أحمد ملاعبة قبل عدة سنوات عن إكتشافاته في صحراء الحرة البازلتية الأردنية، وكشف عن وجود أنفاق بازلتية طبيعية التكون ممتدة لأعماق كبيرة، ودرسها بشكل جيد بين بيئتها وثباتيتها الهندسية وطبيعة صخورها ومكوناتها المعدنية.
قيصر الصحراء البروفيسور الملاعبة كشف عن عشرات من هذه الأنفاق، وربطها بالحضارات التي سكنت المنطقة، وكيف كانت تحتمي وتتخندق بها وتسكنها.
البازلت بطبعه صخر ناري ذات كثافة عالية ووفرة معدنية وتوليفة عناصر ذات قدرة على منع الأشعة من التغلغل لأعماق الأنفاق البازلتية في حرتنا الأردنية.
لا أجد ما يمنع القطاع الخاص لدينا ببحث البعد العلمي لخصائص هذه الأنفاق، ومقارنة متطلبات الخنادق والملاجيء التي يشتريها أثرياء العالم للتعايش والبقاء مع حرب نووية محتملة.
قد أكون أبالغ أو ساذج بالطرح، ولكن عالمنا الذي يلاحق صرعات الموضة والتكتوك والمنتجات غير المنطقية أحيانا قد يتسابق أثرياؤه على أنفاقنا، وإن لم ينجح الطرح فنكون قد قدمنا للعالم منتج سياحي جديد بحلة جاذبة.
مع عالم يتاجر بالأفكار فيجب أن ندعم ونحاول مع أية فكرة قد تجذب رؤوس الأموال والعملة الصعبة، فكل ذلك يؤدي لإنعاش إقتصادنا الذي بات يعاني الشح والجمود وقلة السيولة.