جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

مهنة صناعة الفروات ” دباغة جلود وصناعة ملبوسات من جلود الاضاحي

678

عالم السياحة:

تتيح الجلود الخارجة بكميات كبيرة غير مسبوقة من عيد الأضحى هذا العام ضخ مزيد من المواد لإنعاش مهنة “الفرواتي”، التي بدأت بالاندثار والتلاشي في أعقاب تحول من امتهنها إلى أعمال التجارة أو حرف أخرى أقل جهداً وتوفر مصدراً أعلى للرزق.

ويروي أصحاب مهنة “الفرواتي” الغارقة بالزمن أنها لا تحقق مصدراً مناسباً للرزق، لا سيما بعد غلاء الجلود والأدوات التي تدخل في صناعتها، علاوة على منافسة الآلة التي تراهن على الإنتاج الواسع بكميات كبيرة على حساب النوعية.

من جهته، يبدي صاحب إحدى ورش الفرواتية محمد خير كثيراً من الصمود بعد تلاشي حرفة أجداده، ويعرب عن أمله باستمرار العمل في هذا المجال بعد مفارقة والده الحياة “إنها ليست مصلحتي الأساسية، بل أعمل بالأقمشة، لكني تأثرت في رؤية ورشة أبي وقد أغلقت أبوابها، لم أرضَ بذلك، وأردت أن أعيد افتتاحها لتستمر من دون توقف”.

وأوضح محمد خير “الفرواتي” أن عائلته اكتسبت اللقب من الحرفة ذاتها واشتهرت به، ويشرح “تأتي كميات الجلود ونسعى إلى أن نستكمل إجراءات التجفيف تحت أشعة الشمس، وإضافة المواد وبشر الجلود قبل دخول فصل الشتاء لتكون القطع الجديدة جاهزة لصناعة العباءات ذات الصوف السميك”. وأشار إلى أن قطع العباءات المخصصة للرجال والمصنوعة من فرو الخراف تحظى بإقبال محبي هذا النوع، خصوصاً في الطقس البارد، إذ تكسبهم مزيداً من الشعور بالدفء.
يحاول “الفرواتي” تجميع ما يمكنه من قطع تعرضت للمعالجة ولأشعة الشمس، وبعد ذلك ترضخ للحياكة لتتحول إلى العباءة العادية، التي تغطي كامل الجسد ما عدا الرأس، أو النصية، أي نصف جسم الرجل. ويقول “بعد حياكة الفرو السميك بطريقة دقيقة وبشكل متين، نقوم بتلبيس هذه العباءات بأقمشة تتفاوت بين السادة من دون أي إضافات أو المطرزة”.

كما لا يقتصر تحويل فرو الخراف إلى عباءات وملابس للشتاء فحسب، بل إنها تتحول إلى قطع تزيين في الغرف السكنية أو المكتبية أو الأماكن المغلقة، لما تمنحه من إحساس بالدفء.

وفي الوقت ذاته، يحاول من بقي من “الفرواتية” على قلّتهم في سوريا، البلد الذي عاصر الحرب وهاجر حرفيوه إلى الخارج، أن يعملوا بكل طاقتهم وينافسوا الآلات للبقاء، وتبدو المنافسة صعبة مع الفرو الصناعي الذي يتميز برخص سعره، مقارنةً بالفرو الطبيعي، بالتالي أخذت ورش “الفرواتية” تغلق الواحدة تلو الأخرى بعد أن ضاقت بهم الدنيا.