المغترب الاردني بين الواقع والطموحات….. بقلم:خالد صفران البلاونة
تعود بي الذاكرة الى مؤتمر المغتربين الاردنيين في البحر الميت في عام ٢٠١٥ تحت الرعاية الملكية السامية؛ حيث تشرفت بان اكون احد المدعوين، راجيًا ان تتكرر لما لها من اهمية في تعزيز صلة المغترب بوطنه.
تقول الإحصائيات بان عدد المغتربيين الاردنيين تجاوز ال مليون ونصف مغترب موزعين على سبعين بلد وبحجم استثمارات تجاوزت ال ١٧ مليار دولار، ومع ذلك يتوقع مراقبون عودة أعداد كبيرة من الأردنيين العاملين في الخارج، وارتفاع نسب البطالة التي بلغت 22.7 في المئة نهاية 2020 بسبب جائحة كورونا.
ومن الجدير بالذكر ان البنك الدولي رتب الاْردن الرابع عربيا بحجم تحويلات المغتربين بقيمة تزيد عن ال ٤ مليار دولار سنويا والمقدرة كنسبة من الناتج المحلي ب ١١ بالمئة تقريباً.
لدي بعض الآمال والطموحات والتي يطرحها أيضاً العديد من المغتربين كونهم بحدود ال ١٠ بالمئة من عدد المواطنيين الاردنيين و ١١ بالمئة من قيمة الناتج المحلي كتالي:
١ – امكانية تحويل رخصة القيادة الاردنية الى مثيلاتها الاوروبية والاجنبية إسوة برخص القيادة العربية الاخرى والتي يتم تحويلها او تبديلها بسهولة، حيث ان المغتربين بعضهم لا يتقن اللغات الاجنبية في الدول التي يقيمون بها فيصعب عليهم تقديم الامتحان واخذ الرخصة بسهوله بالاضافة الى تكلفتها العالية والتي قد تزيد عن ١٠٠٠ يورو ، حيث ان الارقام تتحدث؛ فهذه ملايين الدنانير يتم هدرها في الخارج حيث الوطن اولى بها.
٢- امكانية نقل الضمان الاجتماعي من بلاد الاغتراب الى الاردن، حيث ان مئات الآلاف من الأردنيين المغتربين دفعوا ملايين الدنانير للضمان الاجتماعي في بلاد الاغتراب، تتم خسارتها على الوطن وعلى المغترب نفسه، حيث ان دول المغرب العربي لديهم اتفاقيات مع الدول الاوروبية بامكانية تحويل الضمان الاجتماعي للراغبين الى وطنهم وبهذه العملية البسيطة ان تمت بين الاردن والدول الغربية فهذا يعني تغذية الخزينة بمئات الملايين من مدخرات الضمان الاجتماعي للمغتربين الاردنيين في الخارج على ان تكون اختياري وليس اجباري.
٣- اقامة منصة لتعليم اللغة العربية والتاريخ لابناء الجالية الاردنية في الدول الغير ناطقة باللغة العربية، وقد تكون من خلال رسوم رمزية وشهادات تؤهلهم دخول المدارس الاردنية في حالة العودة للوطن.
٤- الاستفادة من خبرات وتجارب وعلاقات المغتربيين لتعزيز الاستثمار والسياحة من خلال اختيار سفراء او ممثلين ل ( هيئة الاستثمار ، السياحة، غرف التجارة والصناعة ، المدن الصناعية والتنموية، الضمان الاجتماعي الخ ). في بلاد الاغتراب كمتطوعين.
٥- بث روح جديدة في القنصليات الفخرية خصوصا تلك التي يديرها اجانب وتقييم مساهمتهم في الاقتصاد الوطني الاردني او يتم تغييرهم لفتح المجال للغيورين من ابناء الوطن المقيمين في الخارج.
٦-اقامة ندوات اون لاين للمغتربين للاطلاع على تجاربهم وامكانية الاستفادة من خبراتهم.
٧- تحديد كوتا للمغتربين في الانتخابات البرلمانية.
٨-اقامة منصة لجمع السير الذاتية من خبرات وتجارب للمغتربين ليتسنى الاستفادة منها في القطاعي الحكومي والخاص.
ومن محاسن القدر بانني تعرفت على نخبة من المغتربين الأردنيين، يتشاركون حب الاردن وترابه الطهور، حيث شكلنا العديد من الروابط والمجالس والتجمعات الاردنية في أوروبا، حيث كانوا ومازالوا من خيرة الخير واعتز بصحبتهم واخوتهم ولا استطيع ذكر اسماء خوفًا من نسيان احدى القامات دون قصد.
لازال في ذهني احدى المقترحات الرائعة لخدمة المغترب والوطن والتي قدمها منتدى النهضة ودعم الإنتاج مثل القرى الذكية و مدينة المغتربين حيث كان اول من طرح هذه الفكرة البرفسور محمد الفرجات والناشطة الاجتماعية منال الشاويش حيث انني أمل ان ترى النور.
في هذه العجالة يسعدني شكر المعنيين لتعديل تعليمات إصدار وتجديد جوازات السفر العادية للأردنيين المتواجدين خارج الأردن؛ وذلك بإلغاء نص الفقرة ب من المادة 2 من التعليمات الأصلية، لتبسيط وتسهيل إجراءات تجديد جوازات السفر العادية للأردنيين المتواجدين في الخارج، وتقديم الخدمة المثلى لهم، وبما يمكنهم من التنقل والقيام بأعمالهم على أكمل وجه، وكما هو الشكر الموصول لوزارة الخارجية ولدائرة الاحوال المدنية والجوازات لتنفيذ خدمة اصدار أو تجديد جوازات السفر الدائمة من خلال البعثات الدبلوماسية الأردنية إلكترونيًا أملين ان تعمم تلك الخدمات إلى باقي الدول؛ ليستفيد منها كافة المغتربين الأردنيين، إذ إن هذه الخدمة ستسرع في إجراءات إصدار جوازات السفر، وتختصر وقت وجهد المواطنين الأردنيين المقيمين خارج الأردن.