جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

القيود على السفر كانت مبالغ فيها وغير متناسبة مع الأخطار التي هددت قطاع الصحة العامة”

595

عالم السياحة:مقال

أفادت لجنة النقل المختارة بأن القيود على السفر كانت “غير متناسبة مع الأخطار التي هددت قطاع الصحة العامة” وألحقت ضرراً بالغاً بقطاع الطيران في المملكة المتحدة.

وفي تقرير شامل قوبل بكثير من الانتقادات، يقول النواب إن الإجراءات [التي فرضتها] الحكومة [للحد من انتشار فيروس] “كوفيد-19” لم تستند إلى إجماع علمي، سيما أنها كانت تتغير بشكل متكرر.

وينص التقرير على أن الإجراءات تسببت بـ “صدمة مالية شديدة للقطاع” من دون تحقيق منافع صحية كبيرة.

لكن الحكومة تصر على أن القيود على السفر “لم تُفرض لفترة أطول مما ينبغي على الإطلاق”.

بعد بداية جائحة فيروس كورونا بفترة قصيرة، في منتصف مارس (آذار) 2020، تفردت المملكة المتحدة بإلغاء القيود المفروضة على الطائرات الوافدة كلها.

لكن بحلول يونيو (حزيران) من ذلك العام ومع انفتاح بلدان أخرى، ذهبت الحكومة إلى أقصى حد بفرض حجر صحي لمدة 14 يوماً على جميع الوافدين إلى المملكة المتحدة (باستثناء الآتين من إيرلندا).

واستمرت [التغييرات] المتكررة المفروضة قبل مهل قصيرة، مقترنة بتطبيق الحجر الصحي في الفنادق ونظام غير متماسك من القيود الموسومة بألوان “أضواء المرور” طوال الأشهر الـ 21 التالية، وأزيلت في نهاية المطاف الإجراءات الخاصة بالسفر في مارس (آذار) 2022.

أما اللجنة التي يترأسها النائب المحافظ الرفيع المستوى هيو ميريمان فتهاجم بعنف الإجراءات التي فرضها وزير النقل غرانت تشابس، فقد خلصت إلى أن “الطريقة التي فرضت بها الحكومة قيوداً على السفر الدولي أثناء الجائحة كانت غير متسقة وأربكت القطاع والركاب، فقد واجه قطاع الطيران الذي يربط المملكة المتحدة بالعالم صعوبات اقتصادية حادة بسبب القيود الحكومية التي لم تكن مستندة إلى إجماع علمي”.

وتوصف القيود الموسومة بألوان أضواء المرور بأنها “غير واضحة وغامضة وغير متناسقة”.

ويقول التقرير “إن الأساس المنطقي وراء اتخاذ القرار في شأن تصنيف الدول الفردية باعتبارها دولاً حمراء أو صفراء أو خضراء لم يكن متاحاً”.

وفي الحجر الصحي في الفنادق لا يجد أعضاء البرلمان “أي دليل” على أي منفعة مقارنة بالعزل الذاتي في المنازل.

وأعربوا أيضاً عن أسفهم للتغيرات المتكررة في القواعد قائلين، “تغيرت القيود أكثر من 15 مرة بين عامي 2020 و2022”.

والواقع أن التغييرات تصل إلى المئات في حال احتساب التعديلات الكثيرة التي طرأت على نظام الوسم بألوان أضواء المرور.

ورفض متحدث باسم وزارة النقل استنتاجات اللجنة قائلاً، “كانت أولويتنا حماية الصحة العامة، واشترت هذه الإجراءات وقتاً حيوياً للبدء في طرح برنامجنا الناجح الخاص باللقاحات المعززة، بينما كنا نستجيب لفيروسات متغيرة ومقلقة، لكننا ضمنا أيضاً عدم فرضها لفترة أطول مما ينبغي على الإطلاق، وكانت المملكة المتحدة أول دولة في مجموعة البلدان السبعة تزيل القيود المفروضة على السفر كلها، وفي المستقبل سيتمثل النهج الافتراضي الحكومي في استخدام الإجراءات الأقل صرامة للحد من التأثير في السفر قدر الإمكان، ولن تطبق هذه الإجراءات إلا في ظروف قصوى”.

وقال الرئيس التنفيذي لرابطة شركات الطيران البريطانية تيم ألدرسليد، “لقد مر القطاع بأسوأ أزمة له على الإطلاق، وسيستغرق التعامل مع الديون التي اضطرت شركات الطيران إلى مراكمتها سنوات كثيرة لكي تتمكن من تجاوز الجائحة في غياب الركاب”.

وخسرت بريطانيا تفوقها في مجال الطيران الأوروبي، فعلى مدى عقود حتى بداية العام 2020 كان مطار هيثرو في لندن الأكثر ازدحاماً في أوروبا، لكن مركز الطيران الرئيس في المملكة المتحدة بدأ عام 2022 في المرتبة العاشرة، وفق مجلس المطارات الدولي، خلف المطارين الرئيسين في موسكو ومطاري إسطنبول، بل وحتى مطار منتجع أنطاليا في تركيا.

© The Independent