جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

أفكار خلاقة للسياحة في الأردن بقلم :الاستاذ نضال منصور

652

نضال منصور

يبدو وزير السياحة الآثار، نايف الفايز متفائلا في فرص تحسن السياحة في الأردن في الفترة المقبلة، لتعود محركا للنمو الاقتصادي.

في حديثي مع الوزير أكد أن الحركة السياحية شهدت عودة لافتة بعد اتخاذ الحكومة لإجراءاتها التخفيفية في التعامل مع جائحة كورونا، متوقعا التعافي والعودة إلى سنة القياس عام 2019 بعد عامين على الأقل.

تعرضت السياحة لضربة قاسية، وموجعة منذ بداية جائحة كورونا عام 2020، فإجراءات الإغلاق للمطار، والحدود، والحظر الشامل، والجزئي، وحتى فرض فحص كورونا على القادمين، واشتراط تعبئة المعلومات على منصة «زيارة الأردن» شلت القطاع السياحى بمختلف أشكاله، وأصبح صعبا، ومتعذرا، ومزعجا السفر، وقدوم السياح، وهو ما تسبب في النتيجة بمعاناة، وصعوبات اقتصادية للمنشآت السياحة، أفقدت بعضها القدرة على الاستمرار.

منذ عام 2021 بدأ الأردن يشهد تحسنا تدريجيا، واستمر المؤشر بالصعود، والإحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة تشير إلى ذلك، فالأرقام تقول إن مليونا و240 ألفا مجموع الزوار الدوليين عام 2020، في حين ارتفع العدد ليصبح 2 مليون و359 ألفا العام الماضي 2021، بمعدل زيادة تقريبا 92 %

ومقارنة بين أشهر كانون الثاني إلى آذار من العام الحالي والماضي يظهر التقدم بجلاء أكثر، ففي العام الماضي لم يتجاوز مجموع الزوار الدوليين 196 ألفا خلال هذه الفترة، وهذا العام وصل الرقم إلى 780 ألفا، وهو مبشر بالخير.

شتاء هذا العام كان طويلا، وقاسيا، وشهر رمضان بات يأتي مبكرا، والناس لم تتمتع في الربيع، والجمعة الوحيدة قبل رمضان التي كان الطقس بها جميلا، شهدت هجوما من الناس على الأماكن الطبيعية.

ظاهرة اهتمام السياح الخليجيين بجمال الطبيعة في شمال الأردن مهمة، وانتشار فيديوهات تشبه بعض المناطق الأردنية في الشمال بسويسرا ستزيد من الاستقطاب السياحي، والمهم كيف نستثمر في هذا الاهتمام، ونطور المنتج السياحي؟

أشعر بالقلق بعد تسرب معلومات عن ظواهر لاستغلال السياح هناك، بالتزامن مع ضعف البنى التحتية، وغياب المرافق السياحية، والأهم أن ثقافتنا ليست حاضنة للسياحة، رغم أن الأردنيين شعب كريم و»نخوجي.»

بعد عقود من الإهمال مطلوب من الحكومة الاهتمام بتنويع المنتج السياحي، فنضع خطة للاستثمار في المناطق الجبلية، والغابات في عجلون والسلط مثلا، والتوجه لعمل محميات طبيعية في الشمال فيها مرافق عامة، وتشجيع المجتمع المحلي على الاهتمام بالسياحة، لتصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم، وثقافتهم.

الأردن ليس البحر الميت، والعقبة التي شهدت استثمارات سياحية كبيرة، وباقي المناطق لم تأخذ فرصتها الكافية.

قريبا من عمان يوجد المتنزه القومي يمكن تحسينه ليكون منطقة جذب، خطوات كبناء «كرفانات» للمبيت للسياح، أو لمن يرغب مفيدة، وإنشاء دورات مياه، وفرض رقابة صارمة على من يقدمون الخدمة هناك، حتى لا يعم الاستغلال، والفوضى.

تجربة وادي رم بالإبداع في تشييد «خيم فضائية» وتزويدها بكل الرفاه، أفكار خلاقة يمكن تشجيعها في الخريطة السياحية، وتعميم فكرة البيوت الخشبية في الغابات مثل محمية عجلون لإنعاشها، شريطة أن تكون أسعارها متاحة للأردنيين أيضا.

كثيرة هي الأفكار التي تجعل من السياحة سلوكا للأردنيين قبل القادمين من الخارج، ففي إجازة العيد القادمة، والتي تمتد لتسعة أيام، ماذا يفعل الأردنيون، وأين يذهبون، إذا كان سعر الغرفة الفندقة يزيد على 200 دينار لليلة الواحدة عدا الأكل والشرب، ولهذا يهاجرون إلى تركيا، وشرم الشيخ، وأينما أتيح لهم، فبعد عامين من الحصار، والإغلاق يحق لهم التمتع بحياتهم قبل أن ينفجروا غضبا.