جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

موجز لتاريخ الازمه الاوكرانيه

د.ياسين رواشده دبلوماسي/ واكاديمي --رئيس مركز - أمه- لدراسات السلام وفض النزاعات الدوليه

458

موجز لتاريخ الازمه الاوكرانيه-مقالات- د.ياسين رواشده
عندما بدات المنظومة الاشتراكيه بالانهيار التدريجيمنذ نهاية الثمانينات حيث انفجرت الاحتجاجات الشعبية الواسعه في عواصم دول اوروبا الشرقية الاشتراكيه..بدا واضحا ان ذلك الوضع ينعكس على الاتحاد السوفياتي الذي شهد صراعا داخليا بين غورباشوف الذي اراد التحول الى التعدديه والديموقراطيه والانتقال الى منظومة جديد تحل محل الاتحاد السوفياتي الذي بدا يتصدع داخليا بينما كان زعيم روسيا الجديد وهي الجمهوريه الاكبر والاهم في اتحاد الجمهوريات السوفياتيه السيدبوريس يلتسين .الذي اراد ان تظهر جمهورية روسيا كدولة مستقله وان يتخلى عن هذا الارث السوفياتي الثقيل ..فاعلن استقلال روسيا في اجتماع عام وبشكل درامي مثير حيث ازاح رئيس الاتحاد السوفياتي غورباشوف في اجتماع عام لمجموعه برلمانيه في موسكو حيث خطف الميكروفون من يد غورباشوف من على المنصه واعلن قيام روسيا المستقله وانه لا فائده من استمرار الاتحاد السوفياتي.
وتبع ذلك لاحقا مطالبات من كل الجمهوريات السوفياتيه بالاستقلال..
لكن ظل السؤال كيفيه فك تلك العلاقات بين تلك الجمهوريات وكيفية ذلك دون هزات او صراعات.
ولقد تداعا قادة الحمهوريات الى اجتماع في ديسمبر ١٩٩١. في موسكو باعلان استقلال الجمهوريات ال ١٦.
وقد طلبت روسيا في الاجتماع ان تتنازل لها الجمهوريات السوفياتيه السابقه بان تكون روسيا ” الوريث” للاتحاد السوفياتي في احتلال مقعد الاتحادالسوفياتي الدائم في مجلس الامن. وان تكون الوريث في امور ماديه اخرى. ” وقد عرضت روسيا بالمقابل بانها ستعترف بالحدود ” الاداريه” بين الجمعوريات كحدود دوليه وان روسيا ستعترف بسيادة ووحدة اراضي تلك الدول وان كل دوله معنيةبادارة شؤنها بنفسها وبان المواطنين الروس داخل كلجمهوريه سيعتبروا مواطنين لتلك الدول وان ارادوا لهم الحق الانتقال الى داخل روسيا( في كل جمهوريه يوحد اقليات روسيه من ١٥-٢٥%).
وقد ظهرت مشكلة ديون ومستحقات واحتياط الدوله السوفياتيه ..فتقدمت روسيا بعرض ان تتحمل هي ذلك” الارث” سواء كسب الاحتياط او الوفاء بالديون الخارجيه .
وقد وقعت الدول ال ١٦ اتفاق خطي بهذا المعنى حيث تبادلت الاعتراف ببعضها البعض وتبادل السفراء. ولتظهر بعدها موجة احياء الشعور القومي والثقافي والديني الذي طوته حولي٦٠ عاما من الحكم السوفياتي .
وقد ظهرت مشكلةكبيره تبعا لهذا ” الانهيار” الطوعي وهو مسالة ملكية السلاح النووي..
حيث طالبت روسيا بان تكون المالك” الحصري” للسلاح النووي ..وظهر تحفظ على ذلك من جانب الدولة الاخرى التي تملك السلاح النووي وهي اوكرانيا التي عبرت عن حقها الاحتفاظ بما على اراضيها من سلاح تبعا للاتفاق الاساسي بين الجمهوريات السوفياتيه والذي حدد بان كل ما يتواجد على ارض كل جمهوريه من موارد او ثروات يعتبر اوتوماتيكيا حق لتلك الجمهوريه.
وقد ابدت الدول الغربية وخاصة الولايات المتحده والتي كانت تتابع عن قرب التطورات داخل الاتحاد السوفياتياتي وتتصيد الفرص للتقارب معها..وقد ابدت واشنطن والاوربيون اهتماما خاصا بوضع ومصير السلاح النووي خوفا ان لا يقع في ايدي ” غير امينه” او في دول ذات انظمه هشه..
فقد استخدمت قيادة روسيا الجديده الاهتمام الامريكي بهذا الملف للضغط على اوكرانيا للتخلي عن سلاحها النووي..فنجحت تلك الجهود المشتركهالروسيه – الامريكيه والاوربيه باقناع اوكرانيا بنزع سلاحها النووي فيما تبرعت واشنطن بتمويل تدمير ذلك السلاح .
لقد كانت اوكرانيا في بداية استقلالها كمثل بقية الجمهوريات تعيش مرحلة حرجة في الانتقال من نظام ابى نظام اخر رافقه فوضى نسبيه في جميع المجالات تقريبا مما دفع واشنطن ان تقبل دور” الشريك” في الضغط على حكومه اوكرانيا التي وافقت اخيرا على التخلي عن سلاحها النووي لقاء ضمانات روسيا وامريكا وبدعم مشترك من بريطانيا والمانيا ..
وقد انتهت المفلوضات بشان هذا الموضوع بتوقسع اتفاقيه سميت اتفاقية بودابست( اكتوبر ١٩٩٤) حيث تضمنت تقديم كل من روسيا والولايات المتحدة الامريكيه ضمانات بانهما سوف تضمنا” سلامة سيادة وسلامة اراضي الدولة الاوكرانيه وحمايتها من اي اعتداء خارجي محتمل”.
وقد وقع ” الاتفاقيه” كل من بريطانيا والمانيا كشهود على هذه الوثيقه.
وقد اشرف خبراء من تلك البلدان على تدمير السلاح النووي الاوكراني ..
فيما قامت اوكرانيا تبعا لذلك بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الاسلحة النوويه..والتي ارسلت خبراءها للتاكد والمراقبه ووضع مراكزها النوويه التيىتنتج الطاقه الكهربائيه وخاصه مفاعلات ” شرنوبيل” الشهيره تحت الرقابه والمتابعه لضمان عدم ارتفاع نسبة الاشعاعات النوويه وضبط مستوياتها.
وبدات بعد ذلك مرحله جديده شهدت علاقات حسن جوار وتعاون كانت تعتبر نموذجيه توجت بمعاهدة” الصداقة والتعاون” بين روسيا واوكرانيا عام ١٩٩٧. والتي اكدت روسيا نواياها الطيبه تجاه اوكرانيا والذي تضمن تزويد اوكرانيا بابفاز والنفط باسعار تفضيليه وضمان سلامة عبور خط النفط والغاز الى اوروبا عبر اراضي اوكرانيا والذي اعتبره الاوكرانيون يمثل ضمان اخر بتعزيز ” الثقه” وحسن النوايا تجاه اوكرانيا التي اجتاحتها هي الاخرى موجة المد القومي والثقافي.
وتبدا من جهة اخرى مرحلة انفتاح اوكرانيا وبقيةالدول السوفياتيه السابقه الانفتاح على الغرب الذي كان النموذج الذي كانت تلك الشعوب تريد تطبيقه .
لكن اوكرانيا بخلاف الجمهوريات الاخرى دخلت فصل الخداع والغدر ليس من جانب روسيا فحسب بل من جانب واشنطن التي غلبها الحماسةوالرغبه بان تكون” قريبة” و” مؤثره” في الاحداث و التطورات داخل الاسوار السوفياتيه السابقه ..
وهكذا بدات رحلة الغدر باوكرانبا من خلال نزع سلاح ذلك البلد ليصبح عمقها بلا اسنان وحدودها بلا اشواك ..
د.ياسين رواشده/
دبلوماسي/ واكاديمي
-رئيس مركز – أمه- لدراسات السلام وفض النزاعات الدوليه