جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

(1)بالفم المليان …لا سياحة لدينا…!!؟ – بقلم : رئيس التحرير محمود الدويري

1٬158

ونحن على ابواب وداع عام 2013 واستقبال عام جديد ، لا بد من مراجعة وتقييم للانجازات في كل المؤسسات وما نتطرق له هنا هو  صناعة السياحة ومؤسساتها والعاملين فيها

شهد العام الماضي  تحديات وتداعيات احداث عدم استقرار المنطقة من حولنا والتي اثرت بشكل سلبي وحاد على صناعة السياحة بكل اطيافها فقد تراجعت السياحة الواردة وهي عصب صناعة السياحة بشكل مقلق وترشح ارقام متواضعه عن نسبة التراجع انها حوالي 9% عن العام الماضي ، وما يمكن استنتاجه من الواقع يزيد كثيرا عن هذه النسبة مهما حاولنا الدوران حول نسبة التراجع

وساد صناعة السياحة اهمال حكومي واضح من خلال تغييب أي ادوات لدعم القطاع او حتى كف الاذى الواقع عليه  والذي بدا واضحا من عدم استقلالية حقيبة وزارة السياحة والتي دمجتها الحكومة لمرتين على التوالي مع وزارات اخرى  وتخفيض الدعم الحكومي لهيئة تنشيط السياحة الاردنية

وهو ما يؤكد ويشير الى ان رئيس الحكومة ليس معنيا بالسياحة بشكل كبير ولا تتوفر لديه القناعة باهمية القطاع  ودوره في الاقتصاد والتشغيل …والمؤسف ان القطاع لم يبدي أي احتجاج على سياسة الحكومة وان ابداها البعض على خجل واستحياء..وفي الصالونات المغلقة

طبعا ان عدم استقلال حقيبة السياحة بحد ذاته محبط للقطاع السياحي  ومؤشر يحمل دلالات خطيرة قد تكون واحد من الاسباب الرئيسة بتراجع صناعة السياحة وهنا لا بد ان اشير ان وزير العمل والسياحة قد حاول ان ينسجم مع حمله حقيبة العمل والسياحة لكن وبكل تأكيد دون رضاء او قناعة من اهل السياحة

والمشكل الثاني ان المؤسسات السياحية كلها عاشت وتعيش فحالة فراغ  وارباك وان لم تفصح علانية بذلك..ونفهم ويتفهم القطاع ان منصب الوزير في الدرجة الاولى سياسي ولكن كل انظمتنا وقوانينا السارية مرتبطه هيكليا بموافقات ورأي الوزير حتى لو توفرت الكوادر الكفؤة  في الوزارة ..حيث يرتبط أي قرار او نشاط او حدث يمس صناعة السياحة بالوزير المكلف

ولصناعة السياحة ايضا خصوصية تحتاج لواحد من ابناء القطاع عارف ويملك الامكانية للتعرف على القطاعات الخدمية المختلفة بصناعة السياحة  وهنا لا انتقص من المعلومات العامة والمهارة والقدرة لاي احد ويحضرني مثل شعبي ( اعطي الخبز لخبازه )

ما تعرض له قطاع السياحة هذا العام يعد( نكبة )على الاقتصاد الوطني والعاملين في القطاع حيث تراجعت الاستثمارات او هي غير موجودة بالفعل ،وتراجعت نسبة التشغيل في القطاع وان ادعى المسؤولين غير ذلك  وتراجعت الايرادات بنسبة اكبر مما يعلن عنه  وارتفعت تكلفة الخدمات السياحية في الاردن بشكل اكبر وقد كانت توصف انها الاعلى في الاقليم المتنافس ، واصيب النقل السياحي بمقتل ومصيبة كارثية تهدد بانهيار هذا القطاع وعانى الادلاء من العطل والضر وحدث ولا حرج وكذلك عانت الفنادق والمطاعم ووكلاء السياحة والسفر والطيران  ولولا ما يأتينا من سياحة  على هامش عدم استقرار دول عربية حولنا لقلنا بالفم المليان لا سياحة لدينا

نعم عاشت السياحة على هامش الازمات الاقليمية ليستفيد البعض من الاستقرار والامن الذي يميز الاردن

 ولكن ما نريد و الهدف ان نكون مقصدا سياحيا مرسوم في عقول طالب خدمة السياحة بكل اطيافها وان لا نبقى رهينة الصدفة والانظمة المقيته والشخصنة

يتبع –