جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

واشنطن و الأمم المتحدة تدعوان إلى الحوار في جنوب السودان

1٬320

جوبا : (أ ف ب)- عالم السياحة-  في مواجهة اعمال العنف في جنوب السودان حيث قتل نحو عشرة مدنيين وهنديين من جنود حفظ السلام، دعت الامم المتحدة والولايات المتحدة الى الحوار بينما ارسلت واشنطن موفدا خاصا الى المنطقة. وفي بيان غير ملزم اقر بالاجماع، دعا مجلس الامن الدولي سلفا كير ورياك مشار اللذين ادى التنافس بينهما الى موجة من اعمال العنف الاتنية في البلاد، الى “اطلاق نداء لوقف المعارك وفتح حوار فورا”.

من جهته، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان موفدا اميركيا خاصا ارسل الى جنوب السودان للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة التي تتقاتل في هذا البلد. واعلن كيري قراره ارسال موفده الخاص الى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث، مؤكدا انه “حان الوقت ليسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم وان يكفوا فورا عن الهجمات على المدنيين وان يضعوا حدا لموجة العنف بين المجموعات الاتنية والسياسية المختلفة”. وتابع ان هذا القرار اتخذ بعد خصوصا اتصال هاتفي الخميس مع رئيس جنوب السودان سلفا كير. وحذرت مستشارة الامن القومي سوزان رايس جنوب السودان من ان الولايات المتحدة مستعدة لانهاء دعمها في حال استمرت اعمال العنف. وقالت “في حال حاول افراد او مجموعات السيطرة او ممارسة السلطة بالقوة او ممارسة العنف بحق الناس فان الولايات المتحدة لن يكون امامها سوى خيار سحب دعمها التقليدي والمهم”. وعبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ايضا عن المخاوف المتزايدة من تصاعد العنف. وقال ان “المعارك الاخيرة تهدد باغراق جنوب السودان مجددا في ايام الماضي الاكثر سوادا”.

وكانت واشنطن دعمت سعي جنوب السودان للاستقلال عن السودان الذي تحقق في 2011 بعد حرب استمرت عقودا ضد الخرطوم واودت بحياة مليوني شخص. وكرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “دعوته كل الاطراف الى البرهنة على ضبط النفس ووقف القتال”. كما دعا سلفا كير ورياك مشار الى “تسوية الخلافات الشخصية بينهما بالحوار فورا”.

وفي نهاية مشاورات، دانت الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي “بأشد العبارات المعارك واعمال العنف التي تستهدف المدنيين وبعض المجموعات الاتنية”. ودانت خصوصا الهجوم على قاعدة مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان في اكوبو (ولاية جونقلي، شرق) والذي قتل خلاله شبان من اتنية النوير مدنيين من اتنية دينكا واثنين من عناصر الامم المتحدة الهنود.واكد مجلس الامن دعمه لمهمة الامم المتحدة في جنوب السودان التي “يشجعها على الاستمرار في اداء مهمتها بشكل كامل وخصوصا في حماية المدنيين”، داعيا السلطات في جنوب السودان الى “تقديم الدعم الكامل لها ومساعدتها على القيام بذلك”، كما ورد في البيان.

 وصرح السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو ان رئيس جنوب السودان سلفا كير وعد “على ما يبدو” بعثة وساطة افريقية “باجراء حوار غير مشروط” لحل الازمة. ويشير ارو بذلك الى بعثة تضم وزراء خارجية جيبوتي واثيوبيا وكينيا واوغندا والسودان وتقوم بمهمة في جوبا في اطار السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد). وقال ارو “انها ازمة سياسية يمكن ان تفضي الى حرب اهلية اذا لم يتم التوصل الى حل لها عبر الحوار”. وعبر عن تخوفه من تكرار ما حدث الخميس في ابوكو في ولاية جونقلي (شرق) موضحا ان ما بين الفين وثلاثة آلاف شخص متجمعون بالقرب من معسكر آخر لبعثة الامم المتحدة في جنوب السودان في بور عاصمة جونقلي، يضم حتى الآن 14 الف لاجئ.

 من جهة اخرى، ذكرت صحيفة نيو فيجن الاوغندية الجمعة ان جنودا اوغنديين انتشروا في جوبا تلبية لطلب من جنوب السودان لاعادة الامن الى العاصمة التي تشهد اضطرابات. وقالت الصحيفة ان وحدة اولى من القوات الخاصة الاوغندية ساهمت في احلال الامن في المطار وساعدت على اجلاء رعايا اوغنديين من جوبا بعد مواجهات بين وحدات متنافسة في جيش جنوب السودان في الايام الاخيرة. واكد المتحدث باسم الجيش الاوغندي بادي انكوندا انه تم ارسال جنود الى جوبا لكنه اشار الى ان مهمتهم تتلخص باجلاء الاوغنديين فقط.

 واسفرت المعارك بين الجناحين المتنافسين في جيش جنوب السودان عن سقوط حوالى 500 قتيل بين مساء الاحد وليل الثلاثاء في العاصمة جوبا. وقد امتدت الى ولاية جونقلي حيث التوتر الاتني شديد اصلا. واحصت الامم المتحدة 14 موقعا تدور فيها معارك او اضطرابات اهلية او توتر كبير. وكانت قواعد الامم المتحدة تأوي الجمعة اكثر من 35 الف شخص بينهم 20 الفا في جوبا و1500 في بيبور و14 الفا في بور التي سقطت الخميس بايدي المتمردين الذين تقول السلطات انهم موالون لرياك مشار. كما لجأ حوالى مئتين من العاملين في القطاع النفطي الى مقر الامم المتحدة في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة حيث تعرض حقل نفطي لهجوم اسفر عن سقوط خمسة قتلى من الموظفين الجنوبين.

 وقامت هولندا والمانيا باجلاء 135 شخصا من جنوب السودان. وقد رأت سلطات الخرطوم اليوم الجمعة ان المعارك بين مجموعتين متناحرتين في جيش جنوب السودان “ستؤثر” على السودان المرتبط بحقول نفط الجنوب وبسبب تدفق اللاجئين والاسلحة.