السياحة الجنسية ظاهرة عالمية
السياحة الجنسية ظاهرة عالمية
سعد رجب
السياحة الجنسية ظاهرة عالمية معروفة ، والذين يتحدثون عنها سواء من الأفراد أو الدول أو الجماعات الحقوقية أو المنظمات الدولية ، يُغفلون فى العادة أسبابها ، ويقتصرون فى تناولهم على جوانبها القانونية ، بل إن معظمهم لا يتناولها إلا إذا ارتبطت بالأطفال أو القُصّر، والذين هم دون سن الثمانية عشر عاما فى التعريفات الغربية والقوانين الدولية ، وهذا التعامل الذى يفتقر إلى التوازن والجدية هو سبب تناميها ، حتى صارت تجارة الجنس الثالثة فى ربحيتها عالميا بعد السلاح والمخدرات ، بل إن المنظمات الدولية للتدليل على انتشار السياحة الجنسية ، واتساع نطاقها عالميا ، تذكرها كأحد مكونات الدخل القومى فى البلاد التى تتفشى فيها ، وقد تضمن تقرير صدر مؤخرا لمنظمة العمل الدولية International Labor Organization وهى إحدى منظمات الأمم المتحدة ، أن %14 – %2 من إجمالى الدخل القومى فى تايلاند والفليبين وماليزيا وأندونسيا يأتى من السياحة الجنسية ، وذكر التقرير أيضا أن دولا آسيوية عديدة مثل تايلاند والفليبين والهند معروفة منذ زمن بأنها مقصد للسياحة الجنسية للأطفال ، وأن دولا أخرى قد انضمت لها فى السنوات الأخيرة مثل المكسيك ، وبعض دول أمريكا الوسطى ( كوبا ، جمهورية الدومنيكان ، كوستاريكا ) ، وأمريكا الجنوبية ( البرازيل ) ، وأفريقيا ( كينيا ) ، ويضيف التقرير أن %40 من العاملين بالدعارة فى تايلاند هم من الأطفال ، وهو ما يضع تايلاند كأسوأ دول العالم فى هذا المجال ، تليها كمبوديا والتى يشكل أطفال الدعارة فيها نسبة ال 3/1 ، وفى الهند هناك أكثر من مليون ونصف مليون طفل يعملون بالدعارة .
المتأمل فى أسماء البلاد التى تشيع فيها الدعارة والسياحة الجنسية يجدها تعانى من الفقر والبطالة وفساد الحكومات وتعثر خطط التنمية (بعض دول أمريكا الوسطى ) ، ويجدها أيضا قد أنهكها الاستعمار الغربى وحروبه الظالمة ( كمبوديا ، فيتنام ، العراق ) ، أو الحروب والصراعات الداخلية ( سيريلانكا ) ، أو الحصار الاقتصادى الغربى ( كوبا ) ، أو القواعد العسكرية الأمريكية ( الفليبين وتايلاند وكوريا الجنوبية واليابان ) ، أو التحولات الاقتصادية التى أفقرت شعوبها ، وقضت على خططها القومية فى دعم الطبقات الدنيا ( أوكرانيا وغيرها من دول الاتحاد السوفيتى السابق ، مصر ، تونس ، المغرب ) ، أى أن القاسم المشترك فى تلك الظاهرة القبيحة هو الغرب باحتلاله فى الماضى ، وتدخلاته وحروبه وقواعده العسكرية وحصاره الاقتصادى فى الحاضر ، ودعمه للأنظمة والحكومات الفاشلة ، وتشجيعه على إقراضها ، وإيقاعها فى دوامة الديون ، وعبثه باقتصادياتها وخططها التنموية ، وإجبارها على تغيرات اقتصادية تزيد حدة الفقر والبطالة والقلاقل الاجتماعية ، وما لم تتنبه الدول والمجتمعات لتلك الأسباب وغيرها ستستمر تلك الظاهرة فى التنامى والانتشار والذيوع ، ويصبح الكلام عن سن التشريعات والقوانين ، والتقارير التى تنشرها المنظمات الدولية والجماعات الحقوقية ، مثلها كالتقرير السنوى الذى تصدره وزارة الخارجية الأمريكية حول هذه المشكلة ، كلاما ناقصا لا يؤتى ثماره ، ولا تتحق به المعالجة ، فالفقراء الذين هدهم الجوع ، وأذلتهم الحاجة ، وأهانهم العوز ، ليسوا بحاجة للكلام المنمق ، والمؤتمرات الصحفية ، والبرامج الإعلامية ، ولكنهم فى حاجة إلى إشباع جوعهم ، وانتشالهم من حياة الشوارع ، ومن روح الإحباط والضياع واليأس وافتقاد الأمل .. إن الدعارة والسياحة الجنسية مشكلة خطيرة متعددة الأبعاد ، ولا تقتصر على قتل كرامة ضحاياها ، وإذهاب إنسانيتهم ، وإنما تمتد لترتبط بمشاكل أخرى شديدة الأثر على المجتمعات ، مثل الجريمة المنظمة ، وتجارة المخدرات وتعاطيها ، وشيوع الأمراض الجنسية والنفسية ، والأمراض الاجتماعية كانهيار الأسر وتفككها ، وضياع مستقبل أطفالها ، ووقوعهم ضحايا ووقودا جديدا لنفس الممارسات والانحرافات
وماذا عن السياحة الجنسية( الدعارة ) في اوروبا وامريكا والدول المتقدمة ؟
من يقصد الحصول على الجنس عن طريق الدعارة فذلك متوفر وسهل الحصول عليه ولكن باسعار اعلى عنها في الدول الفقيرة ، الفارق ان القوانين هناك تجرم جرائم الجنس مع الاطفال والقاصرين وتديره شبكات منظمة ولكن ليس هناك تقارير تفيد بحجمه من المؤسسات المعنية وله اسباب تتشابه احيانا مع الدول الفقيرة ولكنها تختلف في مجملها كثيرا