اخبار العرب وربيعهم الدموي – يوميات : محمود الدويري
اخبار العرب وربيعهم الدموي – يوميات : محمود الدويري
اخبار العرب لا تسر انسان او صديق ، في العراق مئات القتلى واضعافهم جرحى ، في سورية الارهاب يضرب ويهرب وضحايا واستنزاف يحدث كل يوم ، وفي السودان فوضى وقتل وتقسيم وحرب ، وفي اليمن حرب مع القاعدة ودعاوي التقسيم قائمة ، وفي ليبيا قتل وفوضى ودعوى تقسيم اما في مصر وتونس فحدث عن فلتان امني وبحث عن الامان والاستقرار ولقمة( العيش).. وحوارات لا تنتهي ، وغيرها من ارهاصات وتباشير تنذر بوقوع دول عربية اخرى بذات الاجواء. اما اخبار قضية العرب ( المركزية) فلسطين فقد اسدل الستار عليها بتقسيم وعداء الاخوة واقتتالهم بين من تبقى من اهل فلسطين…. وقتل يومي واستيطان وتهجير واحتلال لاقدس المقدسات في فلسطين
الدم العربي يسيل في الشوارع والازقة والصحاري والبوادي والجبال ، يسيل رخيصا وقد اسموه دم الربيع في مغالطة سيسجلها التاريخ صفحة سوداء ، صفحة يسهل فيها الكذب والاستقواء والافتراء والتزوير ، واخبار العرب الاقتصادية لا تسر ، ما كنزوه من اموال النفط فقد صرفوه او اكلت اكثره انهيارات الاقتصاد الاوروبي والامريكي وتاكل الباقي استنزاف الربيع الدموي لما بقي ،بطالة تتزايد وفقر يعم ،
بعض من العرب يدفعون دما ومالا ويقتلون ويتقاتلون ويحركوا (كالدمى ) بالمال والعصا بالعصر الحديث
( بريموت ذكي ) ،
اخبار العرب تذكرني ( بعرائس الخيطان) تلك التي يحركها اللاعب ويلهي بها المشاهدين ، ويذكرني بقصص داحس …والغبراء- وهي جزء من التاريخ والتراث ،
اخبار العرب ( مخزية ) ، وما رصدناه ونرصده من اخبار ليس من قبيل جلد الذات وانما هو نقل لجزء يسير من الحقيقة (المرة) للواقع ،
هيبة الدولة ضمان للشعب في امنه واستقراره ومعيشته – يوميات: محمود الدويري
المجتمعات عبر تطورها وتاريخها القديم والحديث ،احتاجت الى ايجاد شكل تنظيمي يهدف و يضمن الامن والاستقرار والحقوق وحماية الوطن من الاعداء وهو ما اصطلح عليه ( الدولة) ، الدولة باجهزتها وادواتها تهدف لحماية حقوق الناس وتنظيم شؤون حياتهم بموجب قوانين وانظمة اتفقت عليها كل المجتمعات ،
حتى نختصر نقول ان كل دولة تفقد هيبتها وقوتها وقدرتها في تنفيذ وتطبيق القوانين تفقد شرعيتها ،
وما حدث في المنطقة العربية من تراخي ومجاملات على حساب مراعاة المجتمعات بعد اندلاع ما سمي بالربيع العربي ينتهي بشكل واضح امام فئات تحب الفوضى والاعتداء على حقوق الاخرين او بمعنى فئات تستفيد من ( تراخي الدولة) لتحقيق مكاسب هي ليست من حق هذه الفئات ، وما ان يحقق دعاة الفوضى والاستقواء (بعض المكاسب ) حتى تدب وتندلع في المجتمع كله الرغبة في تحقيق مكاسب ولا احد احسن من حدا وهنا مكمن الخطورة ، اذ تصبح الرغبة بالاستقواء ظاهرة تعم المجتمع كله بحيث لا تستطيع الدولة واي دولة مواجهة ما يترتب على مثل هذه الظاهرة.
هيبة الدولة تسقط بتسامح اي مسؤول في تطبيق الانظمة والقوانين ، ويبدأ السقوط عندما تتراخى الدولة اما اتفه الاسباب ، كأن تسمح لفرد او فئة بالاعتداء على رصيف تم تهيئته ( للمارة) او قطع شارع ببسطات عشوائية تحت اي مسمى ، وتبدأ بالاستجابة لمطالب غير عادلة لتمييز فئة استحبت العصيان ولتنتهي بدفع غيرها للحصول على مزايا مماثلة.
ان قطع الاشارة المرورية الحمراء مثلا صار ممكنا دون عقاب وعلى عين رجل المرور، ان الوقوف المزدوج مكررا بات ظاهرة في الشوارع ، واصطفاف عائلة وراء مطلوب للتنفيذ القضائي وصاحب سوابق جرمية وفاسد صار ايضا من المظاهر القائمة .
ما نسوقه من امثله يمثل بعض لدرجات الاستقواء ولكنها مهمة وتعطي مؤشرات غير مريحة ولا ننتظر ان تكون عواقبها سليمة على دولتنا الاردنية ،
وما نقوله دعوة للمجتمع الاردني للحفاظ على امنه واستقراره وضرورة التقيد بالانظمة التي وضعت لحفظ حياتنا وارواحنا وممتلكاتنا دون السماح لاحد باختراق صفوف شعبنا الاردني بشعارات نرى نتاجها في الجوار العربي دما وقتلا وسرقة وخطف واغتيال وتفجير وقطع طرق وارزاق وبطالة ومزيد من الفقر والجوع والعطش …
الحرية والعدالة هي اولا وآخرا في امننا ولا يحققها ابد فاسد او سارق او مجند لتحقيق غاية يريدها اعدائنا وهم كثر،24/7/2012