عالم السياحة:
عمّان 18 تشرين الأول 2021
افتتح الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، يوم الثلاثاء الموافق 18 تشرين الأول الجاري، معرض الخط العربي، الذي نظمه الملتقى الأردني للخط العربي والزخرفة الإسلامية في غاليري بنك القاهرة عمّان بحضور الرئيس التنفيذي لبنك القاهرة عمّان كمال البكري.
وتضمن المعرض الذي يستمر حتى 25 تشرين الأول، وشاركت فيه (65) لوحة في فن الخط العربي تبرز جماليات هذا الخط وأنواعه مثل؛ الثلث والرقعة والنسخ، إضافة إلى لوحات في الزخرفة الاسلامية باستخدام الحبر والأصباغ وفنون التذهيب بشكل يدوي، ولوحات أخرى تدمج ما بين الخط العربي، والفن التشكيلي المعاصر من خلال توظيف آيات من القران الكريم، وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، والشعر العربي والأقوال المأثورة.
وعقب الافتتاح، أعرب الدكتور النسور عن اعتزازه بالمستوى العالي الذي يتمتع به الخطاط الأردني، وقدراته ومواهبه الإبداعية التي ظهرت جلياً من خلال اللوحات المعروضة والتي عكست جماليات الخط العربي الذي يمثل هويتنا وحضارتنا العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن المعرض يذكي الوعي بأهمية الخط العربي، باعتباره ملمحاً رئيسياً في الثقافة العربية والفنون الإسلامية. وأشار الدكتور النسور إلى أن مشاركة خطاطين عرب كبار في هذا المعرض يثري هذا الحدث الأردني ويضعه على خارطة المعارض الدولية للخط العربي والزخرفة والإعمار الإسلامي.
وأشار الدكتور النسور، إلى الاتصال الوثيق بين اللغة العربية والخط العربي الذي يعكس تاريخه العريق وجماليته الهندسية وتفاصيله ثراء الثقافة العربية، مشيراً إلى أن اللغة العربية هي من أقدم اللغات السامية وأكثرها عراقة وانتشاراً في العالم حيث يتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة، كما أنها عالم مليء وثري بالتنوع بجميع صورها وأشكالها وأساليبها سواء كانت فنوناً شعرية أو نثرية أو على هيئة خطوط وهي صفات وميزات قلما توجد في اللغات الأخرى.
وأوضح الدكتور النسور أن اللغة العربية شكلت على مدار القرون الماضية أداة لنشر المعارف المختلفة ونقلها إلى أوروبا في عصر النهضة، كما كان لها تأثير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الاهتمام بالخط العربي والزخرفة الإسلامية هو من أساليب الاهتمام باللغة العربية، التي تشهد – بحسب تقرير حديث للبنك الدولي- تراجعاً في أيامنا هذه وخفت لبريقها لجملة من العوامل، إذ يذهب التقرير إلى أن أكثر من نصف الأطفال في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعانون من “فقر التعلم” – فهم لا يستطيعون قراءة نص مناسب للعمر وفهمه بحلول سن العاشرة. وهذا يمنع معظم أطفال المنطقة من الانخراط الكامل في التعليم ويعيق تقدم البلدان في تكوين رأس المال البشري. وحسب تقرير البنك فيمكن معالجة هذا التحدي من خلال إجراءات هادفة مثل وجود بيئة غنية باللغة العربية، والتعرض المبكر للغة العربية الفصحى، والتعليم عالي الجودة الذي يعتمد على علم تعلم القراءة والذي يزيد من التداخل بين اللغة العربية الفصحى والأصناف العامية.
وبين الدكتور النسور بأن النهوض باللغة العربية والمحافظة عليها، وعلى الخط العربي الذي هو الترجمة المرئية لجمال محتواها، هو مسؤولية جماعية منوطة بكل المؤسسات والأفراد على حد سواء لتبقى لغتنا مبعث فخرنا ومصدر اعتزازنا وعنصر من عناصر نهضتنا بأجيالنا المقبلة.
من جانبه عبر الرئيس التنفيذي لبنك القاهرة عمّان كمال البكري عن إعجابه بالمستوى الراقي للوحات المعروضة وأكد على أن غاليري بنك القاهرة عمّان يولي العمل الثقافي والفني أهمية كبيرة نظرا لانعكاسات ذلك الإيجابية على التقدم الحضاري للشعوب.
ومن جهته، قال رئيس الملتقى الأردني جمال المغربي بأن الملتقى الأردني للخط العربي تأسس عام 2016 للنهوض بالخط العربي والذي يعتبر من أهم أدوات اللغة العربية التي نعتز بها والتي شرفها الله بأن كانت لغة القرآن الكريم. وأضاف بأن الملتقى الأردني قام بعمل معارض الخط العربي داخل المملكة وعقد دورات وورشات الخط لتعريف المجتمع الاردني بأهمية ومكانة الخط العربي في تراثنا العربي الإسلامي.
وأشار رئيس الملتقى المغربي بأنه في مطلع هذا العام أقام الملتقى الأردني للخط العربي مسابقة الملتقى الأردني للخط العربي لتشجيع الخطاطين الأردنيين للنهوض بالخط العربي والذي أثمر عنها أعمال خطية متقنه وبدرجه عالية من الجودة والجمال، وعلى إثر هذه المسابقة أقام الملتقى الأردني معرض الملتقى الأردني للخط العربي والزخرفة الإسلامية والذي يحتوي على أعمال خطية وزخرفية لمشاركين أردنيين وعرب، كتبت وزخرفت يدويا ولم يدخل في تصميمها الأجهزة الالكترونية، تضاهي بجمالها ودقتها الأعمال العالمية. وأكد المغربي أن الملتقى ماض في خدمة اللغة العربية من خلال الاهتمام بالخط العربي والمعمار والزخرفة الإسلامية، وبين أن التحضيرات بدأت لإقامة معرض عالمي للخط العربي والزخرفة والمعمار الإسلامي في الأردن خلال العام القادم.