قبل أسابيع قليلة كان ابراهيم المحادين، ظهير السياحة وعًضدها، يضج بالحياة، سمعنا منه في لجنة السياحة والتراث، كلاما مهما في الشأن السياحي الوطني، ورسمنا معاً خارطة طريق توخينا أن تكون مسلكا من هذا النفق الطويل.
كان ابراهيم حالة وطنية استثنائية، عريقا مثل زيتونة في سفوح الكرك، وجميلا مثل تاريخ هذا الوطن. كان النموذج الذي يتحدث عنه الناس في الأصالة، حسيبا ماجدا وجيها وقور.
حمل من جبال الكرك عنادا غلّفه بوعاء من أخلاقه الكريمة، وهو الذي كان يقاتل الجهل ويشق العصا عليه، فنبت في السفوح مثلما يشبُّ الفتية على هتاف القومية في الكرك وعمان.
اليوم يفارقنا العزيز، ويودع هذه الدنيا الفانية، لكنه يترك لاهله ولأروى إرثا جميلاً هو مزيج من الخلق والعمل السياحي التليد.
سلام عليك يا ابن الفلاحة والأرض سلام عليك وقد صنعت من نشيد الحصاد أغنية جميلة، ثم حملت مروءتك وتزودت بما اكتسبته في التلال، فتصديت للعمل في السياحة وقدمت الوطن للعالم بهيا جميلاً، وكانت لك في دروب القطاع بصمات عميقة، وضعت فيها سكة السياحة على طريق التميز والنهضة….
تغادر اليوم، ولربما أغمضت أجفانك وقلبك يختلج على مآلات السياحة وسط هذا الطوفان، لكننا نعي وصيتك جيداً، أن في نهاية النفق الطويل ضوء، سيعيد لنا مواطئ الأقدام ومجاديف نبحر بها في منتصف الأمواج…
أنعاك اليوم، صديقا جميلاً، وابن وطن، وصديق حميم لأبي نضال، وقد حملتم معا على سواعدكم، سبل النهضة وطريقها القويم….
أنعاك وأترحم عليك، باسمي ونيابة عن الزملاء في لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان، ونعزي الوطن والقطاع السياحي برحيل أحد أعمدته، رحمك الله وتقبلك في الصالحين.