رحلة ميلاد المناخ العربي الجديد بقلم :أ.د. احمد ملاعبة
أصبح التغير المناخي واقعا لا مفر منه وزادت تراكيز الغازات الدفيئة بنسب كبيرة جدا ويعتبر التاريخين الرئيسيين لهذا التغير بداية الثورة الصناعية ١٧٥٠ وبداية انقسام العالم إلى دول بدرجات من النهضة التكنولوجية عام ١٩٥٠ .. وربما هناك الكثيرين ممن لا يؤمنون بالتغيير المناخي كون تاريخ الأرض شهد ٥ عصور جليدية كبيرة منذ انفصال الأرض عن المجموعة الشمسية قبل ٤،٤ مليار عام كما حصل أيضا فترات إحترار حراري عالية تعادل فترات العصور الجليدية.
ولكن ما يحصل اليوم وخصوصا عندما ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون ووصل في الغلاف الجوي الأرضي إلى معدل ٤١٣ جزء في المليون (ج.ف.م) وفي بعض الأماكن وما حولها مثل جزر هاواي هناك تسجيلات وصلت إلى ٤٢٨ ج.ف.م رغم أن التسجيلات السابقة من خلال المحتبسات الكربونية في الصخور والمياه الجليدية وغيرها لم تصل قبل عام ١٩٦٤ الى حدود ٢٠٠ ج.ف.م اضف الى ذلك ارتفاع تركيز غاز الميثان من ٨، ٠ ج.ف.م ال ى الضعف ووصل ١،٨ ج. ف .م إضافة إلى الغازات الأخرى مثل أكسيد النيروز والأوزون أخبار الماء ومركبات الفلروكلروكربون.
الشواهد العلمية الأخرى التي فرضت هذا الواقع اختلاف معدلات الأمطار وتوزيعها الجغرافي .. وهو من نشهده اليوم من الفيضانات الكبيرة التي تحصل في مناطق الجفاف وفقر الأمطار بحيث هطلت فيها امطار غرقت بسببها الاودية والمسيلات المنحدرات والقيعان والمربات.
في الأردن منذ عام ٢٠٠٥ يلاحظ أن مناطق البادية مثل بلدات الرويشيد (الاجفور) والصفاوي(الاجفايف) وما حولهما يشهدان فيضا غدقا يعرف كل شيء ويسبب خسائر في الأرواح والمزروعات ونفوقا غير مسبوق في المواشي وكذلك الحال في مناطق جنوب الأردن وقاع الحفر وحوض السرحان.
من ناحية أخرى، تشهد الجزيرة العربية أيضا تغيرا مناخيا في معدلات الأمطار فالربع الحالي أصبح فيه واحات وبرك ومسجات مائية وكذلك في العراق وبلاد الشام.