تقدمت أسهم شركات الطيران والسياحة قائمة هبوط الأسهم على المؤشرات الأوروبية الرئيسية في نهاية تعاملات الأسبوع، عقب إضافة بريطانيا دولاً أخرى لقائمة الدول التي يلزم على القادمين منها الحجر الصحي لأسبوعين وتصاعد المخاوف من موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) تهوي بمستقبل السفر الجوي والعطلات أكثر.
وخسرت أسهم شركة إيرفرانس/كيه أل أم أكثر من 6 في المئة من قيمتها بنهاية تعاملات الجمعة، وتراجعت أسهم شركة الطيران منخفض التكاليف إيزي جيت بأكثر من 6.5 في المئة، بينما انخفضت أسهم المجموعة المالكة لشركة الخطوط الجوية البريطانية بريتش إيوايز واير لينغس الإيرلندية بما يقارب 5 في المئة وهبطت أسهم شركة رايان إير لأكثر من 3 في المئة.
جاءت إجراءات تعطيل رحلات الصيف لتكمل صورة قاتمة رسمها تقرير لمؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز عن مستقبل السفر الجوي واحتمال تراجعه هذا العام بأكثر مما قدرت سابقاً وتوقعات بألا يتعافى القطاع قبل 2024، وليس العام المقبل أو الذي بعده، كما كان متوقعاً. وعلى الرغم من تقليل التقرير من تأثير ذلك على تصنيفها الائتماني لشركات الطيران الرئيسة في العالم التي تخضع لتصنيف المؤسسة العالمية، فإنه حذر من أنها ستراقب وضع الشركات عن كثب مع احتمال تغيير نظرتها المستقبلية إلى سالبة.
عدلت ستاندرد أند بورز تقديرها لتراجع السفر الجوي إلى نسبة 60 – 70 في المئة خلال هذا العام من تقديرها السابق في نهاية مايو (أيار) الماضي بتراجع أعداد المسافرين بنسبة 50 – 55 في المئة. وأضافت أنها تتوقع تراجعاً في العام المقبل 2021 بنسبة 30 – 40 في المئة على ألا يعود قطاع السفر الجوي لمعدلات عام 2019 قبل 2024.
ولتوضيح مدى انهيار سوق السفر الجوي نتيجة وباء كورونا، قارن تقرير ستاندرد أند بورز أرقام توقعاته بما أعلنه الاتحاد الدولي للسفر الجوي (آياتا) عن الأشهر الستة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 واعتبرت أسوأ أزمة يمر بها قطاع السفر الجوي، إذ لم يزد التراجع وقتها على 12 في المئة. ونوه التقرير إلى أنه يستخدم القاعدة الحسابية نفسها، وهي قياس العائد للراكب/كيلومترات.
كانت ستاندرد أند بورز خفضت بالفعل التصنيف الائتماني لشركات الطيران التي تصنفها أكثر من مرة منذ بدء أزمة وباء كورونا وبما يصل إلى ثماني نقاط في بعض الحالات. لذا يتوقع أن حجم التراجع المقدر في السفر الجوي أُخذ بالفعل في الاعتبار، أو على الأقل القدر الأكبر منه، في تقييم التصنيف الائتماني لتلك الشركات. وقد يفيد لجوء شركات الطيران إلى خفض تكاليف التشغيل وإعادة هيكلة حجم أساطيلها من الطائرات والحفاظ على السيولة المتاحة في تفادي المزيد من خفض التصنيف الائتماني.
مع ذلك، ذكر تقرير المؤسسة أنها ستراقب عن كثب الوضع المالي للشركات والمطارات مع احتمال تغيير التصنيف أو النظرة المستقبلية للحالة الائتمانية خاصة وأن أغلب المطارات المتضررة بالفعل في وضع “نظرة مستقبلية سلبية”.
وكان المتوقع منذ نهاية مايو الماضي، ومع بدء فتح الاقتصاد في أغلب الدول وإلغاء عدد من إجراءات الوقاية من انتشار الفيروس، أن يستعيد قطاع السفر الجوي عافيته تدريجياً ويبدأ في تعويض شبه الشلل التام الذي تعرض له في أشهر مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو الماضية.
وفي هذا السياق، ذكرت آياتا أن السفر الجوي هوى في أبريل بنسبة 94 في المئة، وفي مايو بنسبة 91 في المئة وبنسبة 87 في المئة في يونيو (حزيران). ومع بدء الحركة على خطوط السفر الجوي الداخلية والإقليمية توقع كثيرون أن يبدأ القطاع في استعادة نشاطه وتراجع نسبة الانخفاض إلى نحو خمسين في المئة. إلا أن عودة المخاوف من موجة ثانية من الوباء ولجوء دول كثيرة إلى إعادة تشديد قيود الانتقال بخرت ذلك التفاؤل.