مصر مهددة بالشطب من برامج التسويق السياحى العالمى
مبروك لمصر عودة الجنود المخطوفين في سيناء في عملية تابعها المصريون جميعاً بشغف، ونسوا معها مشاكلهم وقضاياهم ونتمني أن تكون العملية بداية لانطلاق روح جديدة في التعامل مع الأزمات وعلي رأسها أزمة السياحة الخانقة.
ولا شك أن عودة المخطوفين ستعيد الروح إلي أهاليهم، كما أن عودة السياحة ستعيد أيضاً الروح إلي آلاف الأسر التي تعتمد في رزقها علي هذا المورد المهم، كما أن عودتها ستعيد ضخ الدماء في عروق اقتصادنا المنهار.. السياحة أيضاً مخطوفة وتحتاج إلي عملية سريعة لتحريرها من قبضة خاطفيها، الذين نجحوا في مهمتهم حتي الآن، حتي أصبحت مهددة بالشطب نهائياً من برامج السياحة العالمية خلال الموسم القادم والمواسم التي تليه، ما يعني أنه لم يعد هناك أمل في حجوزات جديدة، لأن الشركات المصرية لم تتمكن أصلاً من تقديم برامجها ليتم إدراجها ضمن كتالوجات السياحة العالمية، وبدون عروض لن يتقدم أحد للسفر إلي مصر، لعدم معرفة منظمي الرحلات أسعار البرامج الجديدة، وبالتالي لن يكون هناك أي تسويق للسياحة في مصر، بسبب عدم حسم الحكومة لموقفها حتي الآن من الزيادات الجديدة التي تفرضها علي القطاع السياحي في هذه الفترة الصعبة وعدم تحديد موعد محدد لبدء تطبيقها حتي يتسني للقطاع السياحي الإعلان عن الأسعار الجديدة، وكأن هناك مخططاً لقتل السياحة، ويؤكد ذلك – كما يقول خبراء السياحة – الأزمة الشديدة التي يشهدها موسم الصيف في تراجع الإشغالات في ظل عدم الطلب علي مصر.
وزاد الطين بلة أن شركات الطيران تصرفت مع الأزمة بواقعية، فخفضت مقاعد المسافرين إلي مصر، ومعني ذلك أن برامج الطيران خلت أيضاً من الزائرين بغرض السياحة، وذهبوا إلي الدول المجاورة التي تلقت زبائن مصر من السياحة وقدمت لهم برامج مشجعة ترعاها حكوماتهم، فمصائب قوم عند قوم فوائد، أما حكومتنا فما زالت تضع العراقيل تلو العواقيل أمام أي محاولة لتحرير السياحة المصرية بل إنها تخلق أزمات غير مفهومة في وقت غير مناسب علي الإطلاق.
الخبير السياحي إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، يؤكد أن موسم الصيف لن يأتي بأي سياحة لمصر، بسبب الأحداث التي نعيشها يومياً، بسبب حالة عدم الاستقرار، بالإضافة إلي أن السياحة الأوروبية مثل إسبانيا والبرتغال لديهما أزمة اقتصادية شديدة، ويعيشون حالة من التقشف، وأملنا الوحيد في السياحة العربية التي لن تعود إلا بعودة الاستقرار السياسي.
وأوضح «الزيات» أن الأزمة التي تواجهنا الآن مع منظمي الرحلات في الخارج بسبب عدم الإعلان عن برامجنا الجديدة حتي الآن، وهذا أمر خطير يهدد بخروج مصر من كتالوجات السياحة العالمية، وتصبح خارج المنافسة، خاصة أن جميع الدول أعلنت عن برامجها، فنحن في أزمة حقيقية سببها عدم حسم الحكومة لموقفها من الزيادات أو تحديد ميعاد تطبيقها.
ويؤكد الخبير السياحي حسام الشاعر، رئيس غرفة الشركات السياحية، أن موسم الصيف يشهد أزمة شديدة بالمدن السياحية بسبب النقص الكبير في طاقة الطيران إلي مصر، وهذا ناتج عن الزيادات العشوائية علي السياحة والمبالغة في الأسعار من زيادة في السولار ورسم التأشيرة وزيادة ضريبة المغادرة بقيمة خمسة دولارات وزيادة رسم الخدمة بالمناطق الأثرية، كل هذه الزيادات خلقت حالة من التخوف لدي شركات الطيران والسياحة، وبالتالي تم تخفيض حجم الطائرات علي مصر، وأصبحت لا توجد مقاعد طيران كافية لملء الفنادق وزاد من ذلك شعور منظمي الرحلات بحالة من عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد.
وأوضح «الشاعر» أن هناك خطأ كبيراً من المسئولين في التعامال مع السياحة بهذا الأسلوب، خاصة أن أية تصريحات تصدر بدون دراسة لها تأثير سلبي علي السياحة، ومن الواضح أن ما تمر به السياحة ناتج عن حالة عدم الإدراك في التعامل مع السياحة في ظل غياب الحوار داخل الحكومة التي لا تستمع للقطاع السياحي، خاصة أن ما حدث من زيادات خلال الشهرين الماضيين خلق حالة خوف من القدوم لمصر.
وأعرب «الشاعر» عن أمله في أن يتعلموا الدرس لموسم الشتاء القادم حتي لا تتكرر المشكلة بإعطاء طمأنينة لمنظمي الرحلات وضرورة عدم فرض أية زيادات أو رسوم جديدة لمدة عام ونصف العام لحين استقرار الأمور لأنه من غير المنطقي أن يتم رفع الأسعار في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد، ولكن من الواضح أن الحكومة لا تسمع.. وزير الطيران في وادٍ، والطاقة والكهرباء والبترول في وادٍ آخر.
ويتفق معه في الرأي الخبير السياحي هشام علي، رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، حيث يؤكد أن موسم الصيف الذي يبدأ من شهر مايو حتي شهر أكتوبر المقبل موسم سيئ جداً بسبب سوء حالة الجو في مصر خلال هذه الشهور بدليل أن نسب إشغالات فنادق شرم الشيخ لا تزيد علي 30٪.. بالإضافة إلي أن هناك عشرة أسواق جديدة زاد الطلب عليها وفتحت أسواقها بشكل كبير كتركيا وإسبانيا واليونان وقبرص وجنوب فرنسا والمغرب وبلغاريا، وكنا نعوض ذلك بالسوق العربي الذي يفضل القاهرة وفقدنا هذا السوق في الصيف بسبب غياب الأمن والاستقرار عن القاهرة، فمصر خرجت سياحياً من الموسم الصيفي.
ويختلف في الرأي الخبير السياحي سامح حويدق، مؤكداً أن موسم الصيف سيكون أفضل مما سبق، وطالب بضرورة زيادة الدعم للطيران الشارتر لملء الطائرات.
ويري الخبير السياحي مجدي حنين، أن فصل الصيف في مصر كان من المقاصد التي عليها طلب من السياحة العائلية الأوروبية، خاصة شواطئ البحر الأحمر، وكانت نسب الإشغالات تصل إلي أكثر من 80٪ ولكن في ظل الظروف الأمنية السيئة حدثت حالة من التخوف لدي السائحين، فالمعيار الأساسي للسياحة هو الأمن والاستقرار، وهذا غير موجود في ظل ما تمر به البلاد وتقلصت أيضاً السياحة العربية، وبالتالي كان أمراً طبيعياً لشركات الطيران، أن تخفض رحلاتها الشارتر الأسبوعية لمصر وكذا تخفيض مقاعد الطيران المنظم.. وأصبحت هناك مقاصد أخري جاذبة للسياحة في الصيف كالشرق الأقصي الذي فتح للسياحة بأسعار منخفضة جداً، وهذا ليس معناه تخفيض أسعارنا ولكن مهما خفضنا لن تكون جاذبة بسبب الانفلات الأمني، فالمعادلة أصبحت السعر أم الأمن فيكسب الأمن، ناهيك عن انقطاع الكهرباء والمياه، فكيف نأتي بسياح إلي شرم الشيخ أو الغردقة؟.. لذا الصيف سيئ.
ويؤكد الخبير السياحي ناجي عريان، نائب رئيس غرفة الفنادق، أن مصر أصبحت مهددة برفع اسمها من المجلات السياحية التسويقية بسبب عدم وضع أسعار لبرامج مصر، فنحن أمام كارثة حقيقية، والدليل أن الصيف سيئ جداً بسبب الأزمات التي نمر بها وعدم الشفافية في إعلان الأسعار الجديدة بعد رفع الدعم عن السولار، وزيادة الجمارك علي المأكولات المستوردة وزيادة رسوم المزارات والمناطق، بالإضافة إلي أنه تمت زيادة نسبة 5٪ علي الضرائب دون الإعلان عنها، كل هذا خلق حالة من التخوف لدي منظمي الرحلات في الخارج من التعامل مع مصر، الأمر الذي أدي إلي قيام شركات الطيران الكبيرة بإلغاء رحلاتها إلي مصر، والبعض الآخر خفض عدد المقاعد لمصر لعدم وجود طلب علي مصر الآن.
ويقول الخبير السياحي محمد ثروت: هناك صورة ضبابية للسياحة بعد أن تراجع تصنيف مصر الائتماني أربع درجات، الأمر الذي يؤكد أن البلد في خطر، وارتفع الدين المحلي من 34 مليار دولار إلي 42 مليار دولار، وأصبح احتياطي مصر في البنوك 13 مليار دولار، فكيف يأتي سياح لمصر؟.. وأصبحنا مهددين برفع اسم مصر من كتالوجات السياحة العالمية.. بالإضافة إلي رفض صندوق النقد الدولي التعامل مع مصر بسبب عدم التوافق الوطني بين الناس، أما السياحة العربية «عليه العوض» نحن الآن في سياحة أفغانستان وباكستان.
ويؤكد الخبير السياحي عادل عبدالرازق، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن الظروف الأمنية التي تمر بها مصر والزيادات المفروضة علي القطاع السياحي في ظل هذه الظروف أدي إلي عدم وجود اسم مصر في كتالوجات التسويق السياحي العالمي، بسبب تأخرنا في عرض برامجنا السياحية الجديدة.
وتختلف في الرأي الخبيرة السياحية منال أبوالسعود، مؤكدة أن هناك زيادة في نسب الإشغالات في موسم الصيف تصل إلي 50٪.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد – مصر مهددة بالشطب من برامج التسويق السياحى العالمى