جماعة عمان لحوارات المستقبل وبالتعاون مع الجامعة الأردنية تستضيف رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي في ندوة حوارية
984
مشاركة
عمان-عالم السياحة-محليات
في ندوة استضافته فيها(عمان لحوارات المستقبل) و (الاردنية)
الرفاعي: موقف الأردن الثابت من صفقة القرن أبرز وحدةَالأردنيين والتفافهم حول قيادتهم وهو جدير بدعم عربي وإسلامي أ كد رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي أن الحوار المتحضر منتبادل للآراء والمعلومات لمجابهة التحديات واتخاذ المواقفالجماعية، شكل جزءا من بنية الأردنيين ثقافياً وسياسياً واجتماعياً،واستندوا إليه تاريخيا في الوصولِ إلى رؤى وتوافقات تثريالمسيرة وتمنع الصّدام.
وقال إن هذا الحوار انتقل خلال العقد الأخير من أشكاله التقليديةالتي راعت الأدبيات، وأسهمت في ارتقاء المجتمع وخدمة مسيرةالدولة وبناء المؤسسات؛ إلى الشكلِ الجديد غير التقليديّ، عبرَوسائلِ التواصل الاجتماعيّ، وفي فضاءات العالم الافتراضيّ، حتىأصبح الحوار نفسه افتراضياً في كثير من الأحوال، وخرج فيبعض الحالات عن الأطر والأخلاقيات التي توافق عليها الأردنيون.
جاء ذلك في ندوة حوارية استضافته فيها جماعة عمان لحواراتالمستقبل بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنيةبعنوان (الحوار : ثقافته وأخلاقياته)، وذلك ضمن احتفالات الجامعةبعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.
وأوضح الرفاعي أن الدولة الأردنية، لم تتفاجأ بثورة الاتصالالتكنولوجي، وإنّما سعت لنشر التكنولوجيا الحديثة، وتمكين الشبابوالشابات من أدواتها؛ حتى أصبح شباب الأردن في مقدّمة شبابالوطن العربي ومن المميّزين عالمياً في مجالات تكنولوجياالاتصال.
وكشف الرفاعي عن أن هذه النّهضة، أنتجت نقلة كبيرة وغيرتقليديّة في شكل الحوار، فحوّلته من اتصال مباشر بين أطرافمعلومة، إلى حوار واسع، مباشر وغير مباشر، لافتا إلى أنهبالرغم من إيجابيات تلك النقلة، إلا أنهالم تخل من السلبيات.
وعرض الرفاعي لأبرز الإيجابيات التي تجلت في الشكل غيرالتقليدي لهذا الحوار وهي إتاحة منابر إضافية للحوار، واستكشافالمزيد من الطاقات والأفكار، ووضعها على محك النقاش المفتوحالواسع، ومنحت للكثير من الشباب أداة لإيصال صوتهم، ضمنإطار من الحوار الواعي والمهذب، كماعزّزت النقد البناء الذييلفت نظر المسؤول في أحيان كثيرة إلى مسائل قد تكون بحاجةإلى المزيد من الاهتمام، ما يخدم مسيرة البناء، ويزيد من التنوّعويغني الحوار وحرية التعبير.
أما السلبيات، فقال الرفاعي:” إنها أيضاً عديدة، أبرزها الاعتمادعلى حوارات العالم الافتراضي والاستنكاف في المقابل عن المشاركة الفعليّة والواقعيّة؛ سواء في المنتديات والهيئات الثقافية،أو حتى في الأحزاب السياسية“.
وأبدى الرفاعي أسفه لما آلت إليه بعض الحالات الآخذة بالازديادالتي أضحى من خلالها التنمر نهجاً جماعياً منسقاً، فامتلأت وسائلالتواصل الاجتماعي بحملات تستهدف كل رأي مخالف، أو كلشخص يحاول أن يطرح رأياً لا ترضى عنه عصب المتنمرين،لتنهال عليه الشتائم حتى يصمت ويستنكف؛ فيخسُر الوطنُ تنوعه،والمجتمع تسامحه، والحوار روحه، والأخطر من ذلك كله، ضياعالحقيقة وسط سيول التنمر تلك التي تجعل الباطل حقاً.
وشدد الرفاعي على ضرورة الاحتكام للعقل والمنطق والحوارالواعي والمنتج، الذي يشكل تعريف المصطلحات، والابتعاد عنالتعميم، أحد أهم أركانه؛ مشيرا إلى أن من أهم القضايا التي تحتاجفي وقتنا هذا إلى المزيد من الحوار، في ظلّ واقع أمتنا، هو تقييمتجربة الأنظمة والخطابات السياسية العربية، خلال القرنالعشرين، وقراءة مآلات المشاريع، والطموحات القومية، وأسلوبناالسابق في التعامل مع التحديات الصعبة.
وتابع قائلا:” عندما نناقش اليوم، حصيلةَ قرنٍ كامل من العملوالتضحيات، نكتشفُ أن الإنجاز الرئيس، الذي تحقق كان بناءَالدولة والمؤسسات، وقد خسرنا أغلبها، مع انطلاق ما يسمىبـ“الربيع العربي“، لما شهدته بعض الدول العربية، من دمارشامل، طال مؤسساتها وشبابها ومواردها، واستنزفها في حروبوانقسامات، بلغت ذُروتها بظهور تنظيمات متطرفة، عاثت فيالأرض قتلا وتدميرا تحت اسم الإسلام، والإسلام منها براء“.
وتساءل الرفاعي حول الآلية التي ستتعامل فيها الأمة العربية، معصفقة القرن، في ظل ما سبق، مقترحا في رده إنهاء الانقساماتوالاختلافات العربية – العربية، والفلسطينية – الفلسطينية،والتعامل بشكل منهجي علمي مع التحدّي، والاستفادة من تجاربمن حولنا من الدول.
وأوجب الرفاعي الإشارة إلى الموقف الأردني الثابت من صفقةالقرن، منذ بدء تلميحات الإدارةِ الأمريكية حولها، وكيف اتخذتالدولة الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك موقفاً واضحاً وصلباً،وهو الموقف الذي أبرز وحدةَ الأردنيين وقوّتهم والتفافهم الواثقحول قيادتهم ومؤسساتهم؛ وهو الموقف الجدير كذلك، بدعمٍ عربيإسلامي، موحّد وقوي.
في حين ، أوضح رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريمالقضاة في كلمته مدى حاجتنا اليوم إلى تعزيز قيم الحوار القائمةعلى التعددية والمشاركة، وتمكين المواطن؛ الغيريّة والخيرية، ونبذالعنف والكراهية والعمل ضمن إطار الأسرة العالمية والشرعيةالدولية، مؤكدا سعي الجامعة الأردنية إلى نشر ثقافة الكلمةالصادقة والفكر النبيل بما يعكس الواقع.
وقال إن التعاطي بإيجابية مع التحديات التي تواجهنا اليوم يتطلبإعطاء مساحة للحوار ونشر رسائل السلام، والتضامن الإنساني،مشيرا إلى أهمية إعداد الفرد لهذه المهمة من خلال تفعيل المواطنةودعم المجتمع المدني وتعزيز المشاركة.
وتطرق القضاة في حديثه حول الإصلاح السياسي الذي تبنتهالدولة الأردنية كنهج حكم منذ تأسيسها، ومتابعتها لمسيرته منذ بدءما يسمى بالربيع العربي، للتعاطي مع الحراكات السياسيةوالشعبية، معرجا على الأوراق النقاشية الملكية السبعة التيتمحورت حول أسس بناء الديمقراطية، وتطوير نظامه الديمقراطي،والمواطنة الفاعلة وسيادة القانون، وما يرتبط به من تفعيل لآليةالحوار القائم على احترام وجهات النظر وتحديد الأولويات.
رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال حسن التل أكد فيمداخلته أن مجتمعنا استسلم للانطباع المبني على الإشاعة والكيدوالنظرة السوداوية التي فتكت بالكثير من الحقائق لتاريخ رجالاتالوطن، وبتاريخ الوطن وشعبه، مستعرضا لحالات عاشها بلدناوغابتبها الحقيقة لغياب الحوار ومن ثم قاعدة فتبينوا التي تجعلناننصاعللحق وإن خالف هوانا.
وقال التللقد نسي المجتمعالقرار الذي اتخذه الجد سمير الرفاعيبتعريب الجيش عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء، تنفيذا لتوجيهاتالملك الحسين طيب الله ثراه، وما تحلى به من حكمة وحنكةوسرعة في اتخاذ الإجراءات في لحظة حاسمة من تاريخ الأردنألا وهي لحظة استشهاد الملك المؤسس، عندما كان الرفاعي رئيساللوزراء، مشيراإلى أن ما طبقه الرفاعي من إجراءات ونقلللسلطات الدستورية بسلاسة وهدوء بحسب أقوال الدارسين،حمت البلاد من فوضى عارمة كان مخطط ا أن تقع فيها.
واضاف التل أن زيد الرفاعيساهم بفاعلية أثناء ترؤسه لمجلسالأمة في نقل السلطات الدستورية من الحسين الباني إلى الملكعبد الله الثاني، كما أنه صمد مع الملك الحسين ووصفي التلوحابس المجالي وأحمد الطراونة في محنة أيلول، مبينا أن المجتمعنسي ذلك كله، وتذكر أن الحفيد والجد ترأسا الحكومة دون تمحيصفي الأسباب، ومعتبرا على حد قوله أنه لو كان الأمر أمر وراثة،لما رأينا الكثيرين على كرسي رئاسة الوزراء من أبناء الحراثينوالحصادين بل والمعدمين.
إلى ذلك قال عميد شؤون الطلبة الدكتور محمد صايل الزيود إن مايعيشه الأردن اليوم كدولة راسخة وثابتة تنعم بالأمن والاستقراروالمؤسسية في إدارة شأنها، تأتى من النهج القائم على ثقافةالحوار وأخلاقياته وتقبل الرأي الآخر والتسامح الذي أرستدعائمه مؤسسة العرش الهاشمي منذ بدايات تأسيس الدولة وحتىيومنا هذا.
وأضاف أن ثقافة الحوار التي اعتدنا عليها في حقبة زمنية ليستبعيدة، في ظل مسيرة وطنية ناهضة ترتقي يوما بعد يوم نحو مزيدمن التميز في كافة المجالات، بحاجة إلى إعادة إطلاق بما يتناسبوطبيعة المرحلة التي يمر بها الأردن والتي غلب عليها سيطرة آلةالإعلام والمصالح والمنافع وغياب الخصوصية.