عبد الحكيم محمود الهندي:هذا الوطن ترابه ينبض بالحياة
هذا الوطن ترابه ينبض بالحياة، أرضٌ بارك الله فيها، بوابة الفتح الاسلامي، ومهد الرسالات السماوية ، هذا الوطن العظيم يحتضن فلسطين و شعبها الأبيّ، هذا الوطن لا يعرف الانكسار، نحت أجداده الصخر في البتراء فاصبحت اعجوبة الدنيا، و آمنوا بالحياة فراحت تدبُّ في الحجر والمكان ،وامسكوا الزمان بأيديهم ، عملوا بجد و أبدعوا بما عملوا ، هؤلاء هم الأردنييون ، هم قوة في الحق المبين وحرّاس المكان وسدنة التاريخ .
ما مر زمان على هذا التراب الا وكان هناك قصة وحكاية ،ابطالها جند الاردن واهله الابرار ، يرتد من امامهم الطامعون واسراب الغزاة ،يحبطون بعنفوانهم مؤمرات الغدر والذل، وينسجون بالعز اثواب الإباء، القدس في عيونهم ،والأقصى في قلوبهم، فلسطين الحبيبة شقيقة الروح، كانت وما زالت قضيتهم الاولى ومهوى الافئدة ومحج الارواح .
الاردن وشعبة العظيم الاقرب الى فلسطين واهل فلسطين في كافة المراحل التي مرت فيها القضية الفلسطينية ،فكانوا خير نصير وسند لأهلهم يستمدون القوة والايمان من رسالة الهاشميين على مر التاريخ، فكان الاسراء والمعراج من المسجد الاقصى ،وكان ذلك الربط الالهي بين الارض والسماء عنواناً لقداسة المكان وتكريماً لصاحب الحدث رسولنا الكريم ونبراساً لآل بيته الاخيار، وبوصلةً يشد اليها الرحال في كل حين.
في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر فيها القضية الفلسطينية والدعوات الى تصفيتها ،وما يدعى بصفقة القرن والتي تريد فرض الامر الواقع على اهلنا وعلى المنطقة بأسرها وسلب الحق من اصحابه الشرعيين ، وشرعنة الاحتلال وافراغ القضية من مضمونها , يقف الاردنيون حول جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين مرددين للعالم بإسره “كلا والف كلا” لهذه الصفقة البغيضة وما يترتب عليها من اجراءات احادية الجانب، مؤكدين انها لن تمر ابداً بعزيمة الجميع ، فهذا الشعب المزروع في ارضه لن تستطيع كل صفقات الارض ان تقتلع جذوره الضاربة في ارضه، ولن يستطيع كل جبروت الدنيا وما يملك من خيبة واستقواء من سلب الحق من اصحابه الشرعيين ، هذه الصفقة ستجد رفضا لها من كافة الاحرار في هذا العالم لأن سياسة الاستقواء وفرض انصاف الحلول لن تجدي نفعاً مع شعبٍ عانى على مدار سنوات وعقود من التهميش والشتات.
يدرك جلالة الملك بحكمته و رؤيته الثاقبة للمستقبل ومن حوله كل الأردنيين واحرار العالم أن الحصول على الحق ليس له طريق إلا السلام العادل والشامل، سلامُ يعيش فيه الجميع بعيداً عن الصراعات والحروب والتهميش والاحباط ،فالمنطقة لا تحتمل توترات وتعقيدات جديدة .
نعم لجلالة الملك نعم للحق الفلسطيني ، نعم للحق العربي ، نعم لاصحاب الهوية .
فسيدي جلالة القائد كافة احرارا العالم في كل مكان يقفون الى جانبك ،الراية بيمناك والعز في خطاك ،وكلنا ثقة بأن الحق مهما طال انتظاره سيعود .
مولاي شعبك الوفي الصابر المرابط يلتف من حولك ، فسر على بركة الله، وسدد العلي القديرعلى طريق الخير خطاك، ونحن شعبك الوفي معك و بك انا ماضون .
ايماننا المطلق بشرعية قضيتنا ، و صوت الحق الذي يجلجل في صدورنا ،وأرواحنا وكل ما نملك في هذه الحياة فداءاً لفسلطين وأهل فلسطين وتراب فلسطين .
القدس وفلسطين عنواناَ هاشمياَ أردنياَ فلسطينياَ عربياً إسلامياً يكتبه شرف النسب لهذه الأرض المباركة ويشهد عليه شجر زيتونها وكنائسها ومساجدها وأبناؤها المرابطون، ويشهد عليها نهر الاردن ومغطس سيدنا المسيح ويوحنا المعمدان ،واثقين مطمئنين بالله وقيادتنا الهاشمية المظفرة ودعم الشرفاء في هذا العالم ان هذا حقٌ ابدا لا يختزل و لا يحذف ولا يلغى.
ان حالة الإصرار على الحق العربي في فلسطين ومقدساتها هي ليست حالة عابرة ولا طارئة وانما هي قصة اجيال عاشت تفاصيلها ، وهي ليست قفزات في التاريخ وانما هي تاريخ مستمر من التضحيات ،ولذلك نقف مع جلالة الملك و نشدُ على أيدي أخوتنا الفلسطينيين ونعبر عن تضامننا ووقوفنا إلى جانبهم حتى استعادة كامل حقوقهم المشروعة في العيش بكرامة واستقرار في ظل دولة مستقلة عاصمتها القدس.
عبد الحكيم محمود الهندي
رئيس جمعية الفنادق الاردنية ومدير عام الشركة الاردنية للتعليم الفندقي والسياح