ساعة الصفر تقترب .. فما هو المطلوب ؟
عالم السياحة – WTTEN- عند السابعة من مساء الجمعة المقبل، وتحديداً على ستاد الملك عبد الله الثاني، بالضاحية الشرقية للعاصمة عمان، تطلق صافرة مباراة ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل الى مونديال البرازيل 2014.
في البرواز، يتوسط نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم المشهد، فهم سفراء عرب القارة الآسيوية في رحلة -الطموح والأمل والأصرار- صوب بلاد البن، وفي الطرف الآخر من الصورة تظهر اوزبكستان المتسلحة بحشد محترفيها، فالمواجهة المنتظرة تلعب في شوطين، أولهما في عمان، والثاني في طشقند 10 الشهر الجاري.
لست بصدد الحديث عن المواجهة من زاوية الأرقام، لكن في التاريخ دلالات هامة، وفي عام 2001 على وجه الخصوص كان ستاد باختاكور المركزي شاهداً على حوار مثير بين النشامى ومنتخب اوبكستان ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كوريا الجنوبية واليابان .. قبل المباراة كانت الترشيحات تميل لمصلحة المستضيف وبدرجة كبيرة استناداً الى حشد النجوم المحترفة والطابع الأوروبي الذي يميز الاداء الأوزبكي وأفضلية الأرض والجمهور، لكن على أرض الواقع ذهبت كل تلك الترشيحات ادراج الرياح وبأقل من نصف ساعة بعدما اشارت النتيجة الى تقدم النشامى بهدفين، حتى أن مجمل ما سنح من فرص في الشوط الأول كان كفيلاً بحسم الأمور نهائياً، لكن في نهاية المطاف لهث الضيوف نحو التعادل الذي اعتبر لهم -انذاك- بمثابة الفوز، ولا زلت أتذكر مشهد لاعبي اوزبكستان عقب انتهاء المباراة، تبادل التهنئة.
أعلم أنني تناولت مواجهتي الملحق بشكل معاكس، حيث ركزت في الفقرة السابقة على مباراة ستاد باختاكور، مع أن جل التركيز ينصب في الفترة الحالية على تفاصيل حوار الشوط الأول، هنا في عمان الجمعة المقبل، لكن تعمدت ذلك الأمر لأبدأ بسرد أبرز النقاط التي نتطلع لانجازها في الملحق تدرجاً عكسياً، من الأصعب الى الأسهل، مع ادراكي الأكيد أن لا مكان للسهولة في ملحق يؤهل الى الأهداف، مونديال البرازيل.
قبل مباراة الجمعة، ماذا تغير على المنتخب؟ .. وبمعنى آخر، من مباراة منتخب عُمان التي ضمنت للنشامى مواصلة المشوار عبر بوابة الملحق، ما هو الذي تغير؟.
لا شك، الجهاز الفني، فالمدير السابق عدنان حمد ومعاونوه رحلوا، وتسلم حسام حسن وجهازه دفة القيادة الفنية، فيما لا تغييرات لافتة على التشكيلة، فالتوليفة هي ذاتها التي ابدعت 2011 في نهائيات آسيا بالدوحة، وهي التي أدهشت أوساط اللعبة بالقارة الصفراء خلال المسيرة الرائعة في تصفيات كأس العالم.
في الظهور الأول للمنتخب مع المدير الجديد، حسام حسن، تحققت نتيجة ايجابية، استناداً الى قاعدة المباريات التي تقام خارج القواعد، فالمنتخب عاد من طهران حيث مواجهته مع سوريا ضمن تصفيات كأس اسيا بتعادل، وكان أقرب للفوز في ظل الفرص العديدة التي اهدرت في الشوط الاول تحديداً، وبدا الشكل العام للاداء مطمئناً خصوصاً في ما يتعلق في الجانب الهجومي الذي أخذ يكتسي بنزعة اضافية، لكن بعض الملاحظات في التغطية الدفاعية شكلت نوعاً من القلق، وقد تعزو تلك الحالة الى الاصابة التي داهمت شادي ابو هشهش، صمام العمق الدفاعي في منطقة الوسط وعدم ظهور زميله الآخر، في عمق الوسط ايضاً، سعيد مرجان بمستواه المعهود.
المباراة امام سوريا، وفي الجانب الأهم لتفاصيل الحوار المنتظر للمواجهة الأولى أمام اوزبكستان، حملت التفاؤل وفقاً للنزعة الهجومية الواضحة، وهذا ما نحتاجه يوم الجمعة، فمواجهتي الملحق تلعبان وفق حسابات الذهاب والاياب، ويجب أن نستثمر مزايا الارض والجمهور حتى يتم انجاز المرحلة الأولى، ما يضمن تعزيز الفرص والحظوظ في موقعة الحسم في طشقند.
نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها تتعلق بمسألة الانضبط التكتيكي الذي يتناسب وحجم المهمة وغاياتها وأهدافها، وهنا يبرز دور الجهاز الفني في التهيئة النفسية، فالانضباط والالتزام الخططي يتطلب بلوغ حالة معنوية مثالية، وفقاً لخبرات حسام حسن، كلاعب وكمدرب، تبدو قدرته على توفير تلك الحالة كبيرة، فهو يركز دوماً على التحفيز والشحن الايجابي.
.. وعن الفرص فإن المسألة تبدو غاية في الأهمية، ذلك ان التركيز المثالي، بعون الله وتوفيقه، سيساعد بصورة كبيرة على استثمار الفرص التي تسنح أمام مرمى المنافس، كما أن ميزة الصبر يجب ان تكون حاضرة، والمقصود هنا عدم التسرع.
الى ذلك، على النشامى تسخير اقصى درجات الجهد وخصوصاً نحو التفاصيل الصغيرة خلال مجريات المباراة، وتلك مسألة فنية يدركها -بكل تأكيد- الجهاز الفني .. ويبقى الأهم من كل ذلك أن الظروف الصعبة والمطبات الهوائية المفاجئة التي أخذت تظهر مؤخراً، الاصابات والاعتذار، لا بد لها أن تكون بمثابة الحافز لنشامى المنتخب لانجاز المهمة، وهم برهنوا دوماً بأنهم الرجال وقت الشدائد.
وعن الجماهير الوفية، فهي لا شك ستكون وكعادتها حاضرة لتلتف حول نشامى المنتخب، ولتقوم بدورها المؤثر والحيوي لتحفيز النشامى بصورة تخدم التوجهات، وهي مطالبة أيضاً بالتحلي بالصبر ومواصلة التشجيع حتى نهاية المباراة، ولنسترجع معها شريط مباراتي اليابان واستراليا هنا في عمان.
.. ولكن ما هو المطلوب من الاعلام؟ .. بكل حيادية عكس الاعلام الأردني، ولا يزال يعكس الصورة المشرقة والمتوهجة لأعلى درجات الدعم المنشود، وكان داعماً حقيقياً ومؤثراً في كافة تفاصيل مسيرة منتخب النشامى، وهو دون أدنى شك سيواصل ذلك الدور مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية ارجاء اي نقد فني حتى انتهاء المباراتين، ذلك أن الجولة تلعب من شوطين، في عمان وطشقند .. والله الموفق.