تثمين نتائج زيارة الملك إلى الفاتيكان
عالم السياحة – WTTEN- بترا- ثمّن المركز الاردني لبحوث التعايش الديني الزيارة المهمة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله اخيرا الى حاضرة الفاتيكان، والتي ركزت على تعزيز الحوار والتفاهم بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال المركز في بيان صحفي اصدره امس السبت إن الزيارة الملكية الميمونة إلى الفاتيكان ولقاء جلالته مع قداسة البابا فرنسيس الأول تأتي تأكيدا واستمرارية للعلاقات الدبلوماسية المتميّزة والثابتة بين المملكة والفاتيكان، وتكرس التقاء ارادتين تعملان على نشر قيم الخير والعدل والمحبة في هذا العالم.
واشار الى ان هذا الالتقاء جاء لتعزيز الحوار والتفاهم وتمتين جسور التعايش بين أتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية؛ خدمة لمفاهيم المحبة والوئام بين الأمم والتواصل بعيداً عن الانغلاق والتعصب، والتشدّد واقصاء الآخر، وتحقيق السلام والاستقرار لشعوب العالم بعامة، ومنطقة الشرق الأوسط بخاصة. وأضاف المركز في بيانه ان لقاء القمة بين القيادتين المحبتين للسلام يأتي بعد أن جمعت عمان اخيرا نخبة من علماء العالم الاسلامي في مؤتمر نظمته مؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي والذي دعت توصياته الى نشر مبادئ التوافق ونبذ التعصب، وحذرت من مخاطر الكراهية والعنف على مستقبل منطقتنا بعد أن استمع المؤتمرون لكلمة ملكية توجيهية دعا فيها جلالته إلى نشر الأخوة الصادقة بين المؤمنين وتعزيزها.
ونوه بدعوة جلالة الملك عبدالله الثاني الى عقد مؤتمر دولي في عمان مطلع الشهر المقبل تشارك فيه كبار القيادات الكنسية؛ لمناقشة التحديات التي يواجهها مسيحيو الشرق الأوسط، خصوصا في مرحلة التبدلات الاجتماعية والسياسية الراهنة التي تعيشها المنطقة ، وبيان الإسهام البناء الذي تقدمه الجماعات المسيحية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من مجتمعات الشرق الأوسط. وقال مدير المركز الاب نبيل حداد ان الدعوة الى هذا المؤتمر لبحث تحديات العرب المسيحيين تأتي في اطار الرعاية الهاشمية للأماكن المقدسة والاهتمام بدور المسيحيين وحضورهم في دنيا العرب، وهم الذين يرون أن قضيتهم واحدة مع اخوتهم المسلمين، ويعملون معاً من أجل الحفاظ على كرامة الانسان التي هي قضية الانسان العربي .
واضاف إن نهج المحبة و الحكمة والإنسانية التي ميزت مواقف الفاتيكان هو ما تحتاج أن تتبعه القيادات وصنّاع القرار في هذا العالم لتحقيق السلام في المنطقة . وختم الاب حداد البيان بدعاء الله سبحانه وتعالى ان يحفظ الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في الأردن الغالي، وأن يبعد شبح الحروب عن المنطقة ويمتع كل الدول العربية والعالمية بالسلام والطمأنينة .
كما ثمن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن الزيارة المهمة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله الى حاضرة الفاتيكان، ومقابلة قداسة البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم.
واشاد البيان الصادر عن المركز بالمحادثات الثنائية التي أجراها جلالة الملك وقداسة البابا، والتي ركزت على تعزيز الحوار والتفاهم بين أتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية، وكذلك على تأكيد جلالته على ان تقوية العلاقات بين الطرفين الصديقين سيسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم وتحقيق السلام والاستقرار لشعوب ودول منطقة الشرق الأوسط.
وقال البيان ان التقاء الصوتين الفاتيكاني والأردني، والمتميزين بالعقلانية والانفتاح، سيسهم في تعزيز قيم التسامح بين أتباع الديانتين وتعظيم القواسم المشتركة بينهم، وسيكون له دور بارز في ترسيخ لغة الحوار والتواصل بعيداً عن الانغلاق والتعصب والتشدّد، في المنطقة بأسرها ، لا بل وفي العالم أجمع. وقال البيان اننا وسط ضجيج الأحداث المتسارعة بحاجة في الشرق الأوسط وفي العالم الى النظر الى العلاقات بين الديانتين واتباعهما، تماماً كما تجلت الصورة الناصعة خلال اللقاء الذي جمع جلالة الملك وقداسة البابا، وهما من أبرز شخصيات العالم، الداعية الى الألفة والمودة، بين اتباع الديانات جميعها.
وأشاد بيان المركز الكاثوليكي بالإعلان في كل من عمان والفاتيكان عن عقد مؤتمر دولي دعا إليه جلالة الملك الأسبوع المقبل لمناقشة التحديات التي يواجهها العرب المسيحيون، لا سيما في هذه الفترة في التحولات الاجتماعية والسياسية. وقال أنّ هذه الدعوة ليست بجديدة على الهاشميين وعلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي استقبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، وكذلك قداسة البابا بندكتس السادس عشر عام 2009، وكان الملك الراحل الحسين بن طلال قد استقبل عام 1964 البابا بولس السادس في أول زيارة للحبر الأعظم خارج أسوار الفاتيكان. وقال البيان ان الدعوة الى هذا المؤتمر حول تحديات العرب المسيحيين تأتي في اطار الاهتمام الذي يبديه صاحب الجلالة في أوضاع العرب المسيحيين، ليس في الأردن فحسب، بل وفي منطقة الشرق الأوسط برمّتها، وذلك لكون جلالته حاميا للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وهي المدينة المركزية لمسيحيي الشرق، لا بل لمسيحيي العالم. وكذلك لتقدير جلالته للإسهامات الحضارية التي قدّمها ويقدّمها المواطنون المسيحيون في خدمة قضايا مجتمعهم. وأستذكر البيان مؤتمر العرب المسيحيين في الأردن وفلسطين، الذي دعا اليه ورعاه جلالة الملك في عمّان في آذار عام 2002، ، وتم خلاله تأكيد العرب المسيحيين على الوقوف الى جانب أخوتهم المسلمين في وجه الاتهامات الموجهة لهم بالعنف والارهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.