موقع القلعة
على الجزء الشمالي من الجبال الساحلية المطلة على الطريق الفرعي الذي يمر عبر الجبل بين مدينة اللاذقية وسهل الغاب الشمالي، تقبع قلعة صلاح الدين الأيوبي، حيث يقابلك طريق ضيق متعرج بانحدارات حادة مطلة على وادٍ عميق في ربوع جبلية خلابة، يحيط بك عند وصولك خندق حجري بعمق 30 مترا تقريباً على طول طريق معبّد يتوسطه عمود صخري على شكل مسلة، يتألف من قسمين، الأسفل منحوت من الصخر، والعلوي مشكل معمارياً من الحجارة والطين لأهداف عسكرية، حيث كان يربط هذا العمود بين المدينة والقلعة التي يسكنها الحاكم الصليبي، استخدم آنذاك لمد جسر متحرك ينقل العامة لداخل القلعة.
هجرت قلعة صلاح الدين في عهد العثمانيين بسبب موقعها الجبلي الذي يوصف بأنه شديد الوعورة ويصعب الوصول لها، وهذا ما جعلها في منأى عن طريق المواصلات، وبقيت كذلك حتى بداية القرن العشرين، لتتابع بعد ذلك المديرية العامة للآثار
والمتاحف والسلطات الأثرية السورية أعمال التنقيب والترميم والتأهيل للموقع لإعادة إحيائه.
ترميم القلعة
بدأت عملية ترميم القلعة في مطلع عام 2006 وانتهت عام 2008، حيث اعتمدت آلية حديثة في الترميم راعت المواد التي كانت مستخدمة سابقاً في البناء، وشمل الترميم السور البيزنطي الشرقي وأبراجه وذلك لمعالجة التشققات في السور وإعطاء المتانة والديمومة للبرج وحمايته من العوامل الجوية، إضافة الى ترميم أقواس الأسوار الصليبية، والمئذنة في المجمع الأيوبي.
كما رُممت القلعة البيزنطية لمعالجة التشققات الناجمة عن العوامل الجوية ومنع تسرب المياه إلى داخل الجدران وتكحيل الواجهات، لمنع هروب المونة التقليدية، إضافة إلى إكمال بناء الأقواس ومنع انهيار الجزء الأصلي وإعطاء الشكل المعماري الأصلي