جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

الفحيص غنية بمحتواها الطبيعي والبيئي وباحضانها تراث وتاريخ وتحضر فريد

9٬570

عالم السياحة:الفحيص مقصد السياحة المحلية والعربية   

استطلاع العدد 183

تشتهر الفحيص بكنائسها  وتراثها عبر التاريخ  ومواكبتها للتطور الحضاري حتى اصبحت مقصدا للسياحة الداخلية  ولمحبي اجمال الطبيعي في موقعها العجيب واطلالتها بتشكيل يمكن لزائرها والمقيم فيها ان يشاهد في الافق جبال البلقاء الجميلة واديتها الساحرة ، وما زالت الفحيص مدينة  تراثية تحافظ على تقاليدها الموروثة رغم تطورها العمراني والحضاري وباتت تضاهي اجمل المدن السياحية في العالم برحابة ضيافتها وانتشار المطاعم والكافيهات التي تلبي احتياجات السائح المحلي اضافة لشهرتها في مهرجان الفحيص الفني والثقافي السنوي والذي حقق نجاح مبهر  ووضع الفحيص على خارطة اشهر المهرجانات في الاقليم  ،

الفحيص مدينة تكتنز بجنباتها التاريخ والتراث 

كشفت التنقيبات الأثرية في منطقة خربة الدير في مدينة الفحيص عن برج دائري من الحجر الكلسي الأبيض، ويرجع أساس البناء إلى العصور الحديدية والبيزنطية كباقي الأبراج حول مدينة عمّان، وأعيد استخدامه ككنيسة في العصر الأيوبي والمملوكي وفي داخله مخطط الكنيسة التي تم بناؤها في العهد الأيوبي بالإضافة إلى عدد من القبور التي بنيت فوق ارضية الكنيسة. وهي قبور مسيحية لوجود مباخر جنائزية محمولة بسلاسل معدنية مدفونة فوق رؤوس الموتى إضافة إلى مجموعة صلبان منحوتة على حجارة تلك القبور.

 والفحيص مدينة اردنية قديمة ويتواجد بها منازل وعمران   وآثار منازل يفوق عمرها المئة عام وكنائس قديمة.مما شجع ابناء الفحيص ان يبادروا لترميم البيوت والمنازل القديمة وجعلها مزارات جميلة وشواهد على حيوية المدينة وتراثها  وحولوا بعضها إلى متاحف صغيرة بينها أقدم كنيسة في البلدة تحوي أيقونات ومقتنيات أثرية. ومن أهم قراها (الرهوه وراس الجندي والسقيريه) معروفة بمزارعها واشجارها.ومؤخرا بادر اهالي المدينة بالحيوية والترابط والتعاون المعروف عنهم باطلاق مشروع تطوير البلدة القديمة  الذي أعدته البلدية بالتعاون مع مؤسسة إعمار الفحيص.،ويهدف المشروع إلى تعزيز مقومات السياحة في المدينة؛ لما تتمتع به وتحتضنه من مبان تراثية ومواقع أثرية، ولما تمثله من حضور ثقافي وطني من خلال مهرجانها السنوي (مهرجان الفحيص) والمتاحف، ومعارض الفنون وفعاليات مؤسساتها المدنية العديدة التي تعنى بالثقافة والفنون والموسيق

وكشفت التنقيبات التي تجري خارج البرج وعند المدخل الجنوبي ان البرج كان يضم طابقين في تخطيطه الذي بني فيه لاول مرة لدليل البوابات التي تعلو فوق بعضها وتم الغاء الطبقة السفلية منها عند تحويل البرج إلى كنيسة وهذا ما يظهره المدخل الذي تم الغاؤه والذي يقع تحت المدخل الجنوبي للبرج

وكشفت التنقيبات  الاثرية أيضا خارج البرج عن وجود آبار وخزانات مياه تزيد في عددها عما هو مألوف في مواقع الاستيطان المعتادة مما يشير إلى ان الخربة كانت ذات طبيعة مميزة أو ربما كان الاستيطان ذا أهداف عسكرية ويعزز ذلك وجود كتل ضخمة من الحديد الذي ينتشر بكميات كبيرة.

إضافة إلى اكتشاف اقبية شرقي البرج عبارة عن ابنية ضخمة ما تزال تقف بكامل جدرانها وسقوفها وهي على شكل سلسلة من الحجارة الكلسية غير المشذبة على هيئة عقود برميلية وتشبه تلك الموجودة في قلعة الكرك  وهي أقبية متصلة مع بعضها من خلال بوابات ذات حلوق حجرية تتقدمها أحيانا ادراج من الحجر لمعالجة مستويات الأرضيات التي تصنع من ضغط الطين أو التراب.

ويلحق بالخربة آبار محفورة بالصخر وخزانات مياه مشيدة ومسقوفة ويضم بعضها فوهات مبنية من الحجر لنشل المياه، كما تم العثور في الخربة على جرار فخارية واسرجة ومبخرة برونزية وقطع عملة تعود للعصر الايوبي وهناك نقش علي حجر بازلتي بالحروف اليونانية وصلبان منقوشة على حجارة جيرية وكلسية وغطاء لناب صغير من الرخام.